وليد رشاد يكتب: قلم سخن على وجه لاعب الأهلى !!!!
ليس ادل على تردى الاخلاق فى الفترة الاخيرة الا ما حدث فى مباراة السوبر الاخيرة فالجميع سقط فى الامتحان الاخلاقى، القصة بدأت بلاعب احمق وتافه يكرر حركة استعراضية غير مبررة على الاطلاق، فعلها فى مباراة فاز فيها الاهلى فى الدورى وفسرها البعض وقتها بان الاهلى كان متسيداً المباراة لعباً ونتيجة ولم يكن للزمالك او لاعبيه اى وجود فى الملعب، مما استفز لاعبى الزمالك وخصوصاً الكابتن “حازم امام” (وهو الاخر لاعب مهارى جداً) ونال “حازم” طرداً مستحقاً، واستغلت جماهير الاهلى تلك الحركة التافهة لغيظ الجماهير الزملكاوية ورد مشجعى الزمالك بانهم ابطال الدورى ولا يهم نتيجة المباراة او تلك الحركة السخيفة، وبعدها اعتذر اللاعب واعترف بانه اخطأ وانتهت القصة عند هذا الحد.
وفى مباراة السوبر الاخيرة كانت الاجواء متوترة وخصوصا ان المباراة فى دولة شقيقة فتحت ملاعبها لاستقبال دربى الكرة المصرية، واحتسب الحكم فيها ثلاث ضربات جزاء وهى من المباريات القليلة فى تاريخ القمة التى احتوت على 3 ضربات جزاء، ولم يكن هناك اى سيادة فنية لفريق على اخر بل ربما لو سجل الزمالك ضربة الجزاء التى اهدرها الانانى “كهربا” كان يمكن ان تتجه الكأس مباشرة نحو الزمالك، وفوجئ الجميع بمن فيهم المعلقين بنفس اللاعب يكرر نفس الحركة الهبلة قبيل نهاية المباراة بنحو ربع ساعة، وقت ان كان الاهلى متقدمأ (3-1) وهدفين من الثلاثة بضربتى جزاء والاولى عليها جدل تحكيمى، والاهلى لم يكن فعلياً انهى المباراة لان الوقت المتبقى مع الوقت الضائع يصل لعشرين دقيقة والزمالك يضم عدد من المهاجمين وصانعى الالعاب القادرين على التسجيل فى اى لحظة، وربما كانت سقطة اللاعب هى اهم اسباب استنفار لاعبى الزمالك بعد العودة.
اللاعب لم يضع اى اعتبار لاقامة المباراة خارج الاراضى المصرية ووجود جماهير رائعة للناديين فى المدرجات، ولم يحترم زملاؤه فى الزمالك والمنتخب الاكبر منه فى السن وبلغة الكرة هما كباتنه فى المنتخب، ولم يضع اى اعتبار لاحتمالية ان تتحول المباراة لمعركة حقيقية وهو ما حدث بالفعل ولولا تدخل العقلاء من الطرفين لحدثت كارثة، ولا استبعد تدخلات من مسئولين رفيعى المستوى سواء من مصر او الامارات لاحتواء الموقف قبل تدهوره، ولا استبعد انه تم توبيخ قائدى الاهلى والزمالك عندما دخلا للاعتذار لحكم المباراة الذى فاجئ الجميع هو الاخر بقرار غريب، عندما دخل هو وطاقمه غرفة خلع الملابس وقيل انه كان ينتوى الغاء المباراة لولا تدخلات اماراتية مصرية اكدت له ان الغاء المباراة قد يضع الجميع بمن فيهم الطرف الاماراتى فى حرج بالغ، وانتهت المشكلة باغرب ما يمكن حينما عاد حكم المباراة الى الملعب وكأن شيئاً لم يكن ولم يطرد او ينذر حتى لاعبى الزمالك الذين تطاولوا على لاعب الاهلى ولم ينذر اللاعب نفسه لسوء السلوك، ولم ينذر “حسام غالى” عندما تعدى على المتهور الاخر “حازم امام” بعد نزوله الملعب، عاد وكأنه مسح هذا الجزء من شريط المباراة وكان ذلك من اكبر علامات التعجب ودلالة اخرى على احتمالية تدخلات عليا فى الموضوع !!!!
وبالطبع الحكم لا يملك طرد “حازم امام” لانه كان اساساً خارج قائمة الاساسيين والاحتياطيين وهناك علامة استفهام على تواجده اساساً على دكة البدلاء !! اذن لاعب الاهلى لم يكن لديه اى مبررات لفعل تلك السقطة التى سبق ان اعتذر عنها !! واغرب ما قيل من احد المراسلين ان اللاعب ذكر لمدربه حينما سأله عن سبب فعلته (عملت كده ليه ؟!) فاجابه (مش عارف !!).
الكارثة الحقيقية ليست فى اللاعب والذى يبدو انه يحتاج الى طبيب نفسى ولكن فى بعض جماهير الاهلى التى تبرر لعبة تافهة بل وتنشرها على مواقع التواصل باعتبارها قمة الانتصار، ويؤكدون انها لعبة غير ممنوعة بنصوص القانون وتناسوا ان سلطة الحكم تقديرية فى انذار اللاعب لسوء السلوك، ولو ان الحكم فطن لان تلك اللعبة تستفز لاعبى الزمالك وجماهيره لاعطى اللاعب انذار فورى، ولكن يبدو ان الحكم لم يفهم دلالة الحركة والتى لم يكن لها اى دافع الا استفزاز الزملكاوية لاعبين وجماهبر، لان اللاعب كان بمفرده ولم يفعل ذلك مثلاً من اجل تمرير الكرة او صنع هجمة خطيرة مثلما يفعل بعض النجوم الكبار سواء فى مصر او العالم، بل ان نجوم صنعوا تاريخاً وبطولات تفوق سنوات عمر ذلك المراهق لم يفعلوا ذلك فى مباريات قمة تسيدتها فرقهم لعباً ونتيجة ومنهم طبعاً الاسطورى “خالد بيبو”. وعلى الطرف الاخر نجد تصرف ارعن من كابتن الزمالك المصاب “حازم امام” والذى نزل الملعب بدون اى مبرر وحاول الاحتكاك بلاعبى الاهلى وكاد ان يتسبب فى كارثة هو الاخر، والاغرب ان بعض جماهير الزمالك المتعصبة ايضاً تبرر تصرفه وتنشر صورته على مواقع التواصل الاجتماعى على انه راجل !!!!
صحيح انه فى المشاكل يجب ان نعاقب فى البداية المتسبب الاول ثم نعاقب المتورطين فى ردود الافعال لأن خطأ الثنائى يستوجب العقوبة القاسية حتى لا يتكرر، ولكن الاسوء هو سقوط الجماهير فى فخ التبرير والتطبيل، وقد اعتبر البعض تصرف كابتن الاهلى “حسام غالى” جيداً حينما انتقد زميله على فعلته وهاجمه بشدة، وعلى هذا المراهق ان يحمد الله انه ليس فى فريقه او ادارة ناديه شخصية مثل الراحل “صالح سليم” الذى كان يمكن ان يلطشه قلم سخن امام الجماهير كما فعل مع احد النجوم الكبار فى احدى المباريات !!