في يناير 2002، طُرح فيلم "شباب على الهوا" الذي كان يتحدث عن ثلاث شباب قرروا إنشاء محطة تلفزيونية لرصد العديد من أحداث المجتمع، دون الإعلان عن هويتهم، لذا قرروا ارتداء أقنعة خلال بث حلقات برامجهم، واستخدام أسماء مستعارة.. نعم، كانوا ينشرون معلومات تهم الجمهور، ولكن ما ساهم في شهرتهم أكثر وأكثر، هو الفضول ورغبة الجميع في معرفة هويتهم.
والآن وبعد 22 عاما من ذلك الفيلم ظهر مغني راب في صورة شخص مجهول يرتدي دوما قناع على وجهه واشتهر بلقب "تووليت - Tol8t"، وقدم ألبوم كامل يحمل اسم "كوكتيل أغاني" يتضمن أغاني تشبه تلك التي كانت تطرح في التسعينات.
وتصدر "تووليت" الترند، وظل الجمهور يفكرون في هوية ذلك الشاب، ويقدمون العديد من التخمينات، حتى أعتقد بعضهم أنه عبد الله نجل الفنان عمرو دياب، خاصة بعدما قدم "تووليت" خلال فيديو كليب أغنيته "حبيبي ليه؟"، مشاهد قريبة لما قدمها عمرو دياب في فيلمه الشهير "آيس كريم في جليم" عام 1992.
وهناك العديد والعديد من التخمينات حول هوية "تووليت" أبرزها أنه قد يكون الرابر "مهاب" أو "ناصر" أو "خفاجي"، وأيضا قد يكون "تامر الجيار" أو "ليجي سي" أو "حسن أبو الروس" أو "محمد سعيد"، مع تقديم عدة دلائل بعضها يتعلق بدلالة اسمه وآخرى بهيئته ونوعية الأغاني التي يقدمها، وهو الأمر الذي زاد من شهرته.
ولم يكن "تووليت" أول من استخدم هذه الحيلة، لكن من قبل ظهرت دمية تدعى "أبلة فاهيتا" في إبريل 2011، عبر قناة تحمل اسمها على "يوتيوب"، واشتهرت كونها أرملة وأم لطفلين "كارو وبودي" وتواجه الحياة معهما بمفردها، وحققت شهرة كبيرها بعد ظهورها الإعلامي في العديد من البرنامج.
وفي 2015 بدأت أول مواسم برنامجها "الدوبلكس" عبر قناة "cbc"، وفي 2021 قدمت أول بطولتها من خلال مسلسل "دراما كوين"، الذي عرض عبر منصة "نتفيلكس"، كما أعلنت في 2024، عن إصدارها أول كتاب بعنوان "أنا" وشاركت فيه تجاربها وآرائها في العديد من المواضيع الاجتماعية والنفسية.
وعلى الرغم من أن محرك الدمية "أبلة فاهيتا" ما زال مُصرا على إخفاء هويته، إلا أن في مارس 2015، نشرت الفنانة أحلام مقطع فيديو بصحبة "أبلة فاهيتا" على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر محرك الدمية الممثل حاتم الكاشف الذي يرجح أنه أحد صناع هذه الشخصية المثيرة للجدل.
الحيلة سابق ذكرها، لم تظهر في مصر فقط، بل أيضا المنتج والـ دي جي "مارشميلو" قرر إخفاء هويته، مستخدما قناع يشبه حلوى الـ"مارشميلو"، واتخذ من دلالته لقبا، وبدأ مسيرته في 2015 بأغنية "wavez"، وفي عام 2016 أصدر أول ألبوماته "joytime"، كما تعاون مع الفنان عمرو دياب في أغنية "باين حبيت" التي حققت نجاحا واسعا وأيضا أغنية "صح صح" لـ نانسي عجرم، واستمر "مارشميلو" في تحقيق شهرة واسعة في العالم أجمع، وحتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة حوله.
حيلة "إخفاء الهوية" لم تقف عند حد مشاهير الفن والإعلام، بل امتدت إلى صناع المحتوى، حيث ظهر يوتيوبر وصانع محتوى سعودي يدعى "باري تيوب"، الذي استطاع في غضون سنوات قليلة، الحصول على 9.9 مليون مشترك عبر قناته على "يوتيوب" من خلال 199 فيديو، انتقد خلالهم العديد من الأحداث وترندات السوشيال ميديا وتحدث عن بعض جوانب من حياته الشخصية، ولا زال وجهه غير معروفاً للمتابعين، ولم يصرح عن هويته حتى الآن.
في النهاية.. هل إخفاء الهوية سبيلا للشهرة؟!
تقول الحكمة الشهيرة "ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺭﻭﻥ ﻣﺤﻄﺔ ﻓﻀﻮﻝ الآخرين"، ومن هنا حتى وإن كان ما يقدموه المشاهير سابق ذكرهم، كان محل اهتمام بعض المتلقين، فلم يكن سيظهر للنور بذلك الحجم دون حيلة "إخفاء الهوية" وإثارة فضول الجمهور، وهو ما جعل هذه الظاهرة تعود للساحة كل فترة مرارا وتكرارا.