في حوار فني مميز، ناقشت السيناريست مريم نعوم عددًا من القضايا البارزة على الساحة الفنية العربية، لا سيما تلك التي تتعلق بدعم الأصوات والمواهب المتنوعة في هذا المجال، بالإضافة إلى بعض المشاريع الخاصة التي تتعلق بعملها وتعاونها مع نتفليكس، مع اهتمام خاص بدعم وتشجيع الأصوات النسائية في السينما السعودية من خلال نيوم في مشروع "صانعات أفلام المستقبل في المملكة العربية السعودية".
مريم نعوم تدعم الأصوات النسائية
أكدت نعوم خلال حوارها مع موقع Scenenow على دعمها الشديد للأصوات النسائية في صناعة الأفلام والسينما، والتي وصفتها بأنها ذكورية للغاية خاصةً في عالمنا العربي، مشيرةً إلى أن رؤية نساء أخريات ينجحن في القيام بذلك أمر ملهم ويعطي الأمل بإمكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع، لافتةً إلى أنه بدون مشاركة المرأة في الصناعة الثقافية، "لن نحصل إلا على نصف ثقافة المجتمع"، وفقًا لتعبيرها.
صانعات أفلام المستقبل
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، وإنما طبقت مريم نعوم وجهة نظرها تلك لدعم صناعة الأفلام على أرض الواقع من خلال عدد من المشاريع عبر السنوات، منها شبكة "سرد" الإعلامية لتطوير مشاريع الأفلام، وتعزيز إمكانات الكتابة الإبداعية بين كُتاب السيناريو الصاعدين، فضلًا عن المبدعين السينمائيين الموهوبين والشباب الطموحين.
وفي عام 2022، دخلت سرد في شراكة مع نتفليكس تمكنت من خلالها من جمع مجموعة من 22 مبدعة من صعيد مصر لمشاركة قصصهن مع المجتمع بشكل أوسع، وسعيًا لتحقيق نفس الدعم للنساء عبر البحر الأحمر، يجري الآن العمل على شراكة جديدة بين "سرد" و"نتفليكس" و"نيوم" السعودية في برنامج "صانعات أفلام المستقبل في المملكة العربية السعودية"، والذي يهدف إلى صقل قدرات المبدعات السعوديات الشابات في مجال السينما، واستقطاب المواهب النسائية من الجيل القادم في صناعة السينما السعودية.
تقارب الثقافات
في هذا الصدد، أشارت نعوم إلى تغُير المجال الفني في السعودية بشكل جذري مؤخرًا، ما نجم عنه فتح مساحة جديدة لأصوات وقصص متنوعة لم تُسمع من قبل، مشيرةً إلى أنها أجرت برامج مماثلة مع نساء من مصر، ولاحظت نقاط التقارب والاختلاف بين كل منهن، واصفةً الانفتاح الإبداعي الجديد في السعودية بأنه "مسعى مثير"، ويفتح مجالًا جديدًا تمامًا من القصص للعالم العربي وخارجه.
وأوضحت تلك النقطة قائلةً: "على الرغم من أننا متشابهون في التراث العربي المشترك، إلا أن لدينا ثقافات مختلفة بشكل أساسي، وهذا ما يتم التعبير عنه في قصصنا، إذ يرتبط مثلًا التراث السعودي ارتباطًا وثيقًا بالمناظر الطبيعية والصحراء والارتباط القديم الذي كان يربط أجدادهم بالأرض، وغالبًا ما يتم التعبير عن ذلك في سرد القصص، ورغم التحديات التي تواجه ذلك، إلا أنها تولد طرقًا جديدة للسرد والتعبير.
تفاصيل البرنامج
وفقاً لموقع Scenenow، المتقدمون للبرنامج هم نساء سعوديات من خلفيات متنوعة، تزيد أعمارهن عن 21 عامًا، سيتم قبول 15 امرأة سعودية في البرنامج المكثف الذي يستمر لمدة 13 أسبوعًا، والذي يتضمن دورة تدريبية عبر الإنترنت لمدة 12 أسبوعًا تبدأ في سبتمبر الجاري، تحت إشراف متخصصين في هذا المجال.
ويتبع التدريب عبر الإنترنت سلسلة من المقابلات الشخصية لمدة 8 أيام في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة في ديسمبر المقبل، ويركز كذلك على الإنتاج والإخراج وكتابة السيناريو، وهو ممول بالكامل من خلال تغطية جميع نفقات الإقامة والسفر والوجبات طوال مدة الإقامة في جدة.
اختتمت نعوم قولها في تلك النقطة موضحةً: "كنا حريصين على إبراز النساء من مختلف الطبقات الاجتماعية والمواقع الجغرافية، لإعطاء منظور واسع للمشهد الإبداعي السعودي والمجتمع العام، خاصةً مع وجود الكثير من الإرادة والعاطفة والإبداع بين هذه المجموعة من النساء، ما يجعلنا متحمسون لرؤية ثمار جهودهن".