بعد وفاة والد علي تهامي تعرت كل نواقصه واكتشف حقيقة علاقته بذاته والمحيطين به، فإذا كانت مرٱة الحب عمياء فإن فقدان والده أعاد لعلي نور البصيرة، فابصر طبيعة علاقته بزوجته ماجي التي طالما عاملته بتعالي، واستشعر نظرتها الفوقية تجاهه وضعفه أمامها بل وخوفه من مواجهتها بما يرفضه من سلوكها خشية بطش والدها رجل الأعمال، فكان السرداب طريقه إلى البحث عن ذاته في محاولة منه لإيجاد ما يصلح عيوبه ويرمم نواقصه.
في الطرف الآخر من السرداب -في زمن الأربعينات- صادف زينات التي هي نقيض لشخصية زوجته ماجي. زينات شخصية بسيطة أحبته رغم غرابته ووجدت فيه بطلها رغم كل عيوبه. شعر معها بقوته وقدرته على حمايتها من خسة وندالة اباظة صاحب التياترو الذي يحاول استغلالها ودائم التهديد لها بدين والدتها. أخيراً، وجد من تحتاج إلى حمايته بعكس ماجي زوجته التي تلجأ إلى والدها لاتخاذ قراراتها وحل مشاكلها مع تجاهل تام لوجود زوجها علي تهامي. وجد علي أو عمر أفندي ما يحتاجه عند زينات فتحركت مشاعره تجاهها، وأصبحت هي النصف المكمل له الذي يبذل قصاري جهده من أجل حمايتها واسعادها.
زينات ترى في عمر أفندي فنان عبقري وتشجعه لتحقيق حلمه كفنان، فعندما باع أولى لوحاته بخمسين جنيه -وهو مبلغ كبير جداً في فترة الأربعينات- احتفلت زينات بذلك الإنجاز العظيم، وذلك بالطبع عكس ما كانت تفعله زوجته ماجي التي ترى أن الرسم عمل لا قيمة له وأنه رسام فاشل ودائمة الاستخفاف بفنه وبوالده التي تراه هو الٱخر فنان فاشل.
أما دياسطي -صديق عمر أفندي في الأربعينات- هو أيضاً الصديق الذي يحتاج إليه علي تهامي في حاضره، فشخصية دياسطي نقيض شخصية صبري صديق علي تهامى. صبري دياسطي شخصية جادة مجتهد يعيش من أجل حلمه في البطولة، ويسعي للانضمام إلى الفدائيين ليحارب المحتل الإنجليزي، أما صبري فهو شخصية تفتقد إلى الهدف مجرد رسام فاشل، يعمل خطاط ليجد لقمة العيش، أقصى طموحاته أن يتزوج فتاة جميلة غنية تنتشله من الضياع.
الخلاصة، إن الانسان قد يهرب إلى زمن ماضي مغاير لحاضره عندما يجد في ماضيه ما يكمل نواقصه ويشبع احتياجاته، وهذا ما حدث مع علي تهامي، ويبقى السؤال هنا؛ هل ما يحدث مع علي تهامي حقيقة أم وهم صنعه خياله في محاولة لإستعادة توازنه النفسي الذي اختل بعد صدمة وفاة والده؟؟
مسلسل عمر أفندي مسلسل تشويقي من إخراج عبد الرحمن أبو غزالة، تأليف مصطفي حمدي، وبطولة أحمد حاتم، وآية سماحة، ورانيا يوسف، ومحمد رضوان، ومصطفى أبو سريع، ومحمود حافظ، وأحمد سلطان، وميران عبد الوارث، ومحمد عبد العظيم، وميمي جمال، ومحسن صبري
نرشح لك: عمرو عز الدين يكتب: بسبب "عمر أفندي".. رحلة بحث مثيرة وراء طقطوقة "يا نواعم يا تفاح"