أقامت "دار الشروق" مساء السبت، ندوة لمناقشة رواية "لقد تم حظرك"، للكاتبة نوارة نجم، والصادرة حديثا عن دار الشروق، بمبنى قنصلية بوسط البلد، وأدار الندوة الكاتب والروائي السوداني حمور زيادة.
من جانبها أوضحت الكاتبة نوارة نجم، أنها اتجهت إلى كتابة الرواية بناء على نصيحة من الكاتب إبراهيم عيسى، الذي أخبرها بأن تكتب رواية، مشيرة إلى أنه طلب منها كتابة كتاب عن والدها الراحل أحمد فؤاد نجم، وعندما انتهت من كتابة الكتاب أرسلته إليه وبدوره أخبرها أنه سيتم نشره، لافتة إلى أنه عقب صدور الكتاب استضافها في برنامجه "حديث القاهرة"، وبعد البرنامج نصحها بكتابة رواية، لتستمع لحديثه فعليا وتكتب رواية "لقد تم حظرك".
وفيما يخص موضوع خلق مبررات وتوضيح دوافع الشخوص في الرواية، أشارت إلى أنها ترى أن الكاتب لابد ألا يكره الشخصيات التي يكتبها حتى وإن كانت شريرة. متابعة أن فكرة إيجاد الدوافع للأشخاص قد تكون نابعة من نشأتها والعوامل التي تأثرت بها خلال تربيتها.
وعن الشخصيات الذكورية في روايتها، قالت إنها تتعاطف معهم، وتشعر بأنهم أتعس من السيدات اللواتي اُرتكبت الجرائم في حقهن. منوهة إلى أنها شعرت أن الشخصيات النسائية كانت قادرة على اختلاق لحظات سعيدة، بينما الرجال في الرواية تشعر بضغط الأفكار المتسلطة والسيطرة، ما يجعلهم يؤجلون سعادتهم من أجل السيطرة على السيدات من حولهم. متابعة أن الرجل تعيس بفكرة السيطرة التي تحرمه من الاستمتاع بالحياة والسعادة.
أردفت أنها استوحت الرواية من تجربتها في مباحث الإنترنت، إذ ذهبت لتقديم بلاغ ضد أحد الأشخاص في مباحث الإنترنت سب والدها، ووجدت أن المكان جيد جدا كمكان وكذلك كمعاملة من المتواجدين هناك، ولاحظت أن أغلب المتواجدات في المكان هن سيدات ينتظرن أدوارهن، ولم تجد رجلا سوى المحامي الخاص بها الذي اصطحبته معها. مضيفة: "فضل في دماغي فترة أن المكان عامل زي الكوافير، لأنها استغربت من وجود السيدات فقط في المكان".
لفتت نوارة نجم إلى أن اقتراح مصطلح "فانتازيا بوليسية" الذي ظهر على الغلاف، هو للكاتبة والناقدة منى أنيس، لأنها هي أول من قرأت الرواية بعد الانتهاء منها، لأنها اعتمدت على رأيها في كونه عمل يستحق النشر أم لا. وأوضحت "نجم" أن منى أنيس أخبرتها أن الرواية ستنشرها "دار الشروق"، ووضعت لها عنوان "لقد تم حظرك" كعنوان رئيسي مع اقتراح اسم "فانتازيا بوليسية" كعنوان فرعي.
من جانبها قالت أميرة أبو المجد العضو المنتدب بـ"دار الشروق"، إن رواية "لقد تم حظرك" تُصنفها كظاهرة، ولذلك بحكم عملها فقد مر عليها العديد من الروايات الأولى لكتابها، ولكن رواية نوارة نجم كانت مفاجأة، لأنها شعرت بأنها "لا يمكن أن تكون رواية أولى". مشيرة إلى أن الرواية نتيجة خبرة حياتية، بالإضافة إلى نشأتها في أسرة أدبية.
أشارت إلى أن "نجم" كتبت روايتها بعيدا عن المؤثرات الأسرية، إذ لم تجعل والدتها الكاتبة صافيناز كاظم تقرأ روايتها قبل النشر. مردفة: "نشكر الظروف والأسرة التي نشأت بها نوارة". موضحة أن الكاتبة والناقدة منى أنيس لها دور في ظهور الرواية للنور لأنها شجعت "نجم" على نشرها، لأن الأخيرة اعتمدت على رأيها في كون الرواية تستحق النشر أم لا.
في سياق متصل عبر الكاتب حمور زيادة، عن سعادته بقراءة رواية "لقد تم حظرك"، لافتا إلى أنه شعر بالإحراج من نفسه، إذ أنه لم يستعجل قراءة الرواية عندما أرسلتها إليه "دار الشروق" لأنه توقع أن تكون عملا جيدا وممتعا، لكنه فوجئ عند البدء في قرأتها بأنها أجمل مما توقع، مما دفعه لسؤال نفسه: "ليه توقعت أن الرواية هتكون حلوة بس؟".
أكد أن الرواية عمل مذهل، وأن كل عبارات المدح في الأعمال الأدبية صُنعت لأن تُقال على رواية نوارة نجم. أكد أن الرواية من أروع ما يمكن. متمنيا أن يُقرأ لنوارة العديد من الأعمال المقبلة.