اعتراف بالحب.. رسالة قديمة من جندي مصري قبل استشهاده في حرب أكتوبر

شارك الكاتب أحمد المرسي رسالة كتبها خاله حسني قبل استشهاد في حرب 6 أكتوبر 1973، يعترف فيها بحبه لفتاة.

نشر "المرسي" عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، صور للرسالة، وكتب: "اعتراف بالحب في اللحظة الأخيرة قبل العبور

دي رسالة من رسائل كتير احتفظ بها خالي محمد لأخيه حسني الشهيد في حرب أكتوبر، بس في الرسالة دي بالذات بيعترف فيها بحبه الصادق في آخر ساعات في حياته.

نرشح لك: استمع.. أغنية "جيش وشعب" لـ ريهام عبد الحكيم

الخطاب كتب يوم 5 أكتوبر سنة 1973 قبل العبور بساعات، يعني زي امبارح من 51 سنة".

أضاف: "نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الحبيب محمد

تحية من كل الأعماق وسلاما وحبي وشوقي لكم ولبابا الحبيب وماما الغالية والأخوة الأحباء، وبعد..

في وقت ضيق جدا كتبت لك هذا الخطاب

فأرجو ألا تحزن يا حبيبي لأن الأعمار بيد الله وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت

أخي/ لقد كتبت خطاب لعمي الإتربي مع أحد الأشخاص وكتبت له كل معلومات عني يمكن تحتاج إليها فيما بعد

وللعلم أرسلت لك شهادة الاستبقاء، وتوكيل باسمك، وقد وكلتك في صرف جميع استحقاقاتي وتعويضاتي فالرجاء أن تصبر".

تابع:"ملحوظة:

أرجو أن أطلعك على هذا السر، وهو أنني كنت أحب (......)، فإذا جاء الأجل فأرجوا أن تبلغها سلامي وتقول لها أنني كنت أحبها ولكني لم أستطع الاتصال بها نظرا للضغوط التي كانت عليها ولم أشأ أن أحرجها فبلغها كل حبي وإعزازي.

وأرجو أن يظل هذا سر بيني وبينك، ولا تنشره إلا إذا جاء الأجل.

أرجوا أن تدعوا لنا بالنصر وأن يثبت الله أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين وأن يجعل الجنة مثوايا ومثوى المؤمنين.

والسلام ختام يا حبيبي".

أردف: 'ماما الغالية: أرجو ألا تحزني

فإن الأعمار بيد الله وهذا واجب مقدس وأرجو أن تسامحيني

بابا الغالي: أرجو لك الشفاء العاجل ودعواتكم لي

أخوتي الأحباء: تمنياتي لكم بالسعادة والهناء

أخوكم حسني".

أوضح: "هنا ينتهي الخطاب، وقد سألت خالي زكريا عن تلك الفتاة التي يحبها خالي حسني رحمة الله عليه فأخبرني أنها ماتت بعده بشهور.

وطبعا نلاحظ الخط السريع اللي كتب به الخطاب، مما يشي بالحالة التي كان عليها أثناء الكتابة، خاصة بمقارنتها مع خطاباته السابقة وخطه المنمق فيها.

فيه خطابات أخرى ليه، وخطابات من زملاءه اللي دفنوه بيحكوا فيها ازاي مات وازاي علموا علامة قبرة في الصحرا بعد ما دفنوه، وقبل ما يسيبوه.

في الخطاب هو بيطلب السماح من البعض وبيوصل سلامة للبعض وبيعترف بحب كان مخليه سر في قلبه لفترة طويلة، بلفظة (كنت أحب).. وكأنه معدش موجود علشان يحب.. وأعتقد إن دا ملخص حياة إنسان انكتب في جواب وبخط سريع متلهوج، كتبه وهو عارف إنه هيموت خلاص، علشان يسيب حياته شوية ذكريات.. واضح أنه كان متردد كمان، لأنه كان قفل الخطاب بالفعل. وبعدين رجع له وكتبها في ملحوظة في صفحة تانية.. مكنش عارف يقول ولا ميقولش..

فكرني دا بكلمة انطونيو بورشيا:

(يعيش المرء على أمل أن يصبح ذكرى) الله يرحمه".