مريم عبد الحافظ
تمكن الفيلم المصري القصير "نحن في حاجة إلى المساعدات الكونية" للمخرج أحمد عماد من حصد جائزة التحكيم في مهرجان وهران بالجزائر، خلال مشاركته في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة.
تدور أحداث الفيلم حول بعوضة تقتحم غرفة زوجين بينهما خلاف، وتتمكن بعد ذلك من تهدئة التوتر بينهما وإصلاح علاقتهما في إطار كوميدي، وهو بطولة الفنان أحمد أبو زيد والفنانة مونيكا ألفونس، ومن كتابة وإخراج أحمد عماد.
تواصل إعلام دوت كوم مع المخرج أحمد عماد، وفيم يلي أبرز تصريحاته عن كواليس تنفيذ الفيلم:
متى بدأت في العمل على الفيلم؟
أقوم بتدوين الأفكار الجذابة والملفتة كلما خطرت على بالي حتى يأتي موعد تنفيذها، ولقد كتبت فيلم "نحن في حاجة إلى المساعدات الكونية" عام 2019 ولكنني نفذته عام 2023 بعد فترة توقف دامت 3 سنوات تقريبًا.
وفي عام 2019 اكتفيت برد الفعل حول فيلمي الذي عرضته حينها "ليلة الميلاد"، وهو من بطولة إنجي أبو زيد ومحمد مهران، ولكن بسبب إيماني بالاستمرارية وعدم ندرة الإنتاج، قررت العمل على تنفيذ فكرة بسيطة ولكن ذكية في نفس الوقت، ويكون موقع تصويرها واحد لسهولة الإنتاج والتكلفة، وبالفعل بدأت في "نحن في حاجة إلى المساعدات الكونية".
من هي الجهة المنتجة للفيلم؟
فيلم "نحن في حاجة إلى المساعدات الكونية" من إنتاجي الشخصي وأنا كذلك المنتج المنفذ للعمل، وقمت بتحضيره وتصويره في ستوديوهات الدكتور عادل المغربي، في غرفة مجهزة وملائمة لقصة الفيلم، وبالنسبة لأعمال الجرافيكس فقام بها مجموعة من أصدقائي العاملين في هذا المجال، منهم حمدي الزيات، المسؤول عن تركيب البعوضة وإتمام كافة أعمال الجرافيكس، واستعنت بأحمد الجزار من أجل الرسوم المتحركة.
هل شارك الفيلم في مهرجانات أخرى قبل "وهران"؟
العرض العربي والعالمي الأول لفيلم "نحن في حاجة إلى المساعدات الكونية" كان في مهرجان وهران بالجزائر.
هل "نحن في حاجة إلى المساعدات الكونية" كان الاختيار الأول لاسم الفيلم؟
الاسم الأول للفيلم كان "نحن في حاجة إلى المساعدات العالمية"، ولكن شعرت أن كلمة "العالمية" ستأخذ الفيلم في اتجاه سياسي، لذلك قمت بتغييرها إلى "الكونية" ورأيتها ملائمة أكثر للتعبير عن العمل لأن البعوضة تُعتبر جزءًا من الكون.
استخدمت اللغة العربية الفصحى في اسم الفيلم واخترت عنوانًا طويلًا للتعبير بشكلٍ عبثي عن فكرة العمل كنوع من أنواع السخرية، وبالنسبة لي الاسم كان معبرًا ومناسبًا تمامًا للفيلم.
لماذا اخترت أن يكون الفيلم خاليًا من الحوار؟
قررت من البداية ألا يحتوي الفيلم على أي جمل حوارية، لأن الحوار بين الزوجين انتهى بالفعل في هذا الموقف قبل بداية الفيلم، واخترت أن يبدأ العمل بالمشكلة التي لا يعلمها الجمهور وحتى أنا لا أعلمها، ولكنني وضعت في أول الأمر جملة حوارية من الزوجة وكنت أعلم جيدًا أنها غير مؤثرة، ولكنها فقط من أجل تقريب المشاهدين عاطفيًا مع الشخصية.
عدم وجود حوار جعل التعبير عن فكرة الفيلم بالنسبة لي أسهل بكثير، لأنني أرى السينما كلغة بصرية وليست حوارية، وهذه كانت بدايات صناعة السينما عندما كنا نتأثر بالصورة التي نشاهدها أمامنا دون أن نسمع أي أصوات، وساعدتني على القيام بذلك دراستي بقسم الرسوم المتحركة في المعهد العالي للسينما.
كم من الوقت استغرق تصوير الفيلم؟
تم تصوير الفيلم في ليلة واحدة، بدأنا الساعة 6 مساءً، وانتهينا منه الساعة 6 صباحًا.
كيف كانت تجربتك في العمل مع الممثلين المشاركين في الفيلم؟
هذه المرة الأولى التي أتعاون فيها مع مونيكا ألفونس التي جسدت دور الزوجة، وكذلك أحمد أبو زيد الذي قدم شخصية الزوج وأرغب بشدة في تقديم مسلسل "سيكو دراما" معه، وأراه نجمًا وأتوقع له مستقبلًا كبيرًا ومُبهرًا في صناعة السينما والفن بشكلٍ عام.
هدف كل من شارك في هذا العمل هو حبه للفن، وجاءت مشاركتهم دون مقابل، فجميعنا نحب السينما ونرغب في ممارستها طوال الوقت.
تحدثت من قبل عن رغبتك في تقديم عمل فني ممتع وأنه لا يجب أن يناقش قضية كبيرة، فهل هذا اختيارك الدائم في كل ما تقدمه؟
اعتاد الجمهور على أن تطرح أفلام المهرجانات موضوعات كبيرة تناقش من خلالها قضايا اجتماعية أو سياسية أو نسائية مثلًا، بشكلٍ أرى فيه بعضًا من المباشرة، وأنا بالفعل أحترم كل هذه القضايا ولكن خُلقت السينما لطرح القضايا المختلفة بشكلٍ ذكي يفهمه المُشاهد البسيط أيضًا.
ومن السهل أن أطرح قضية أو موضوعًا لمجنون سريالي مثلًا، ولكنني أحب أن تكون أعمالي مناسبة لجميع الجمهور، ويفهمها المُشاهد البسيط قبل المُثقف مع احترام عقليته، فأنا أحب السينما الاي تُقدم أفكارًا للمُثقف، وتُتمتع وتُسعد الجمهور البسيط أيضًا.
ما هي أعمالك في الفترة المُقبلة؟
لقد انتهيت من تصوير فيلمي الجديد "حدث ذات مرة على الطريق" وذلك قبل وصولي إلى مهرجان وهران، ويحمل هذا العمل نفس فكرة "نحن في حاجة إلى المساعدات الكونية" ولكن بمعالجة وموضوع مختلف تمامًا، وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي ويحمل فكرة تمس الجميع، وهو من بطولة إبرام سمير وأحمد أبو زيد وماجد صبري وأدهم السداوي، وهو أول فيلم طويل لي في مصر.