من إنستجرام إلى أرض الواقع: “مبادرة” لإغاثة متضرري لبنان

هبة سمك

"شو بتعمل بس تبلش الحرب؟ تثبت لنفسك وللعالم إن اللبناني ما بيتكسر، ممنوع حد منا يكون موجوع أو تعبان علشان كده إحنا مستمرين… بهذه الكلمات تعبر غنى صنديد أخصائية التغذية اللبنانية، عن جهود "مبادرة" كواحدة من اللبنانيات المشاركات في جهود إغاثة المتضررين من حرب إسرائيل على الجنوب.

"مبادرة".. بدأت بمجموعة من السيدات عرفن عن طريق "انستجرام"، تجمعن من أجل هدف واحد وهو كيف يقدمن يد المساعدة، وخلال ساعتين فقط تجمع ما يقرب من 50 متطوع، في مكتب في إحدى البنايات، ولكن المفاجأة أن مساحة المكتب التي تقدر بـ 100 متر تقريبا، أصبحت لا تتسع لا للمتطوعين، ولا الأغراض التي حملوها من بيوتهم لتقديمها كمساعدة لأشقائهم النازحين.

حرب لبنان ضد إسرائيل ليست مجرد صراع عسكري، بل هي كارثة إنسانية بأبعادها الكاملة. تدمر المنازل، تهجر العائلات، وتتقطع السبل بالكثيرين. في مواجهة هذه التحديات الجسيمة، أصر فريق "مبادرة" على تقديم يد العون ومع تزايد تقديم المساعدات من كل حدب وصوب انتقلوا إلى مستودع كامل على مساحة 3000 متر.

بدون دعم حكومي، أو جهات أهلية، وفي أسبوع واحد فقط من استطاعت "مبادرة"، مساعدة 30 ألف شخص، ووصلو لـ 90 مدرسة تضم عائلات من النازحين، ومع استمرار الدعم سواء من داخل لبنان، أو المغتربين تضاعف بشكل كبير المساعدات المقدمة، وزاد عدد المتطوعين بشكل كبير، وسط دعم عدد من مشاهير لبنان، منهم الفنانة ريتا حايك، والمطربة يارا، وعبير نعمة.

للاستماع من هنا 

تدرك "مبادرة"، أن أوضاع النازحين، حتى لو انتهت الحرب قريبا، لن تتغير سريعا، بل سيكون هناك وقت ليس بالقليل، لتوفيق أوضاعهم من جديد، وبالتالي في إن تواجدهم في المدارس، أو غيرها من مراكز الإيواء، سيتطلب توفير أساسيات الحياة، وهو ما يسعوا لتوفيره قدر المستطاع.