محمد توفيق: السينما المصرية لم توثق لحرب أكتوبر حتى الآن

إسراء إبراهيم

احتفل الكاتب محمد توفيق، أمس الثلاثاء، بإطلاق النسخة الصوتية من مجموعته "شيء من الحرب" الصادرة عن دار ريشة للنشر والتوزيع، بجزأيها "السلاح السري" و"الكعك والبارود".

أدار الندوة الناشر حسين عثمان ومؤسس دار ريشة، بحضور الكاتب الصحفي ياسر أيوب. وذلك بمبنى القنصلية بوسط البلد، بالتعاون مع صالون "اقرألي".


أشاد الكاتب محمد توفيق بالأداء الصوتي للكتاب على تطبيق "اقرألي"، موجها الشكر لدار "ريشة" على الاحتفال بكتبه. موضحا أنه بدأ العمل على "شيء من الحرب" رغبة منه في نشره في الذكرى الـ40 لحرب أكتوبر عام 2013، ولكن شاءت الظروف في أن يُنشر الكتاب بالتزامن مع الذكرى الـ50 للحرب عام 2013.

أوضح "توفيق" أنه بدأ العمل على المجموعة منذ عام 2008، وقابل في تلك الرحلة العديد من أبطال الحرب بنفسه ما بين 2008 إلى 2010. لافتا إلى أن الكتاب يتحدث عن الجزء الإنساني أكثر من السياسي والعسكري. إذ أن الشعب المصري كان جزءا رئيسيا من الحرب والمعركة مع العدو. مشيرا إلى أنه بدأ رحلة البحث والإعداد في الكتاب منذ عام 1967، من خلال أرشيف الصحف يوميا حتى عام 1973، مؤكدا أنه كان يبحث عن المشكلات اليومية للمواطن حتى يفهم حجم التضحية التي قدمها الشعب المصري خلال فترة حرب أكتوبر.


لفت "توفيق" إلى أن بعض المحافظات لم يتم التحدث عن بطولاتها خلال فترة الحرب، منها محافظة الشرقية وغيرها من المحافظات، إلى جانب محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس، مؤكدا أن التأريخ لتلك الفترة يحتاج للحديث عن بطولات كل البطولات. موضحا أنه خلال رحلة البحث والإعداد للكتاب أطلع على المحاضر السرية لاجتماعات الوزراء مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتي اكتشف منها العديد من الأسرار والحكايات التي لا يعلمها الناس، منها مناقشة الوزراء للأفلام والمسلسلات واختلاف الوزراء حول بعض الأعمال، وتلك المحاضر غيرت وجهة نظره في جمال عبد الناصر نفسه، إذ اكتشف من خلالها رأيه الشخصي في بعض القضايا غير المعروفة للناس.


استغرب "توفيق" من تضخيم شخصيات كارتونية خيالية، في حين يوجد العديد من قصص الأبطال الحقيقيين الذين قدموا بطولات في الحرب غير معقولة، منها الشهيد إبراهيم الرفاعي. مشيرا إلى أنه لم يُقدم حتى الآن أفلام توثيقية عن حرب أكتوبر، وما قُدم في السينما هي أفلام وثقت لحرب الاستنزاف وعلى هامشها ذُكر النصر.

من جانبه أكد الكاتب الصحفي ياسر أيوب، على أهمية مجموعة "شيء من الحرب"، وضرورة وجود كتاب مثله ليؤكد على قوة المصريين في الدفاع عن أرضهم، وإظهار صورة أن الشعب دافع عن أرضه إلى جانب رجال الجيش. موجها الشكر للكاتب محمد توفيق، ومؤكدا أن الكتاب مهما للأجيال الجديدة.

حكى واقعة حصار السويس في 24 أكتوبر 1973 والتي استمرت 100 يوما، وعايشها والده محمد حسين أيوب الذي سمى محمد توفيق فصلا باسمه في الكتاب ليبين بطولته وقت الحصار وحمل الفصل عنوان "صبر الدكتور أيوب"، إذ كان مدير مستشفى السويس في تلك الفترة. مشيرا إلى أنه عندما أصبح صحفيا ذهب إلى السويس لمعرفة تفاصيل الحصار من الأشخاص الذين كانوا يعملون في المستشفى برفقة والده وسمع العديد من الحكايات البطولية لأفراد وشعب السويس التي لم تُوثق ولم يعلم عنها أحد شيئا. مؤكدا أن أهل السويس كانوا يعلمون أنهم سيحاصرون ورفضوا الهروب من المدينة وتركها.

أشار إلى أن وزير الصحة محمود محفوظ وقتذاك، مع قرب انتهاء الحصار اتصل بوالده الدكتور محمد أيوب وأخبره بأنهم اختاروه ليكون رئيس البعثة المصرية للحج وسيعمل الجيش الثالث الميداني على إخراجه من المدينة ليأتي للقاهرة، تكريما لبطولاته ودوره في حصار السويس، لكن والده رفض الخروج من السويس حتى فك الحصار نهائيا، وأخبر الوزير أنه سيكون آخر من يخرج من السويس. ولكن القدر لم يمهله، إذ استشهد وكان جثمانه أول من خرج من السويس عقب فك الحصار على المدينة. مشيرا إلى أنه من الشرقية وكان لا يعلم عن السويس سوى الجوابات التي كان يرسلها والده مهربة إليهم عبر "الصليب الأحمر"، لذلك قرر الذهاب للسويس ومقابلة العديد من الأطباء والعاملون في المستشفى لمعرفة حكاياتهم.

أبدى "أيوب" استغرابه من عدم الحديث عن بطولات رجال الشرطة في فترة الحرب، لأنهم قدموا بطولات وضحوا بأنفسهم.

في سياق متصل، عبر الناشر حسين عثمان، عن سعادته بالتعاون مع منصة "اقرالي". واعتبر التعاون مع دار "ريشة" و"اقرألي" خطوة جديدة في مشوار الدار حديثة العهد.

أوضح أنه من المتحمسين للكاتب محمد توفيق، وكان من قرائه قبل التعاون بينهما في دار "ريشة". مشيرا إلى أنه موهوب ومجتهد ويعيد كتابة وقراءة التاريخ بناء على الأرشيف، وهي قدرة لا يملكها الجميع. لافتا إلى أن "توفيق" دائما ما يعمل بخطة، ويجمعهما التفاهم في علاقة العمل منذ التعاون بينهما، إذ أن كتاباته مناسبة للعصر الحالي.

نرشح لك: بعد فوزه بجائزة كتارا.. 10 تصريحات لـ يوسف حسين