"الضرائب": لا نستهدف زيادة الأعباء الضريبية على المستثمرين

أكد " شريف الكيلاني نائب وزير المالية للسياسات الضريبية" أن التسهيلات الضريبية التي أعلن عنها وزير المالية هي حزمة أولى من التسهيلات ويتبعها العديد من الحزم الأخرى، لافتا إلى أن تطبيق الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية يستلزم إجراء تعديلات تشريعية، وإصدار قرارات وزارية، وإصدار قرارات من رئيس مجلس الوزراء وسيتم تنفيذ كل ما يلزم لتطبيق هذه الحزمة.

وقال إن هذه الحزمة تهدف إلى تحقيق ثلاثة أهداف وهى اليقين والتبسيط وتخفيف الأعباء، وهذا اتساقا مع تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠ والتي تهتم بجذب الاستثمارات.

وأوضح " شريف الكيلاني" أنه وفقا لتصريحات وزير المالية فإننا لا نستهدف زيادة الأعباء الضريبية على المستثمرين، بل نسعى جاهدين لتبسيط الإجراءات، ولأول مرة فإن الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية ستتضمن نظام ضريبي مبسط ومتكامل لتحفيز الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة وأنشطة ريادة الأعمال.

وقال" نائب وزير المالية" إن هذه الحزمة من التسهيلات ليست بديلا عن وثيقة السياسات الضريبية ولكنها تصحيح للمسار ووضع تسهيلات محددة للممولين في التعامل مع المنظومة الضريبية، بينما وثيقة السياسات الضريبية تضع الرؤية المستقبلية بما يتوافق مع رؤية مصر ٢٠٣٠.


وأوضح أن الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية تضمنت تفعيل منظومة المقاصة المركزية للتيسير على الممولين والمسجلين في إجراء التسويات اللازمة لأرصدتهم وفقاً لأولويات المستثمر وتحقيق السيولة اللازمة لمزاولة نشاطهم مع دراسة التوسع في تطبيقها لتشمل العديد من الجهات الادارية في الدولة مثل مبالغ دعم الصادرات ومديونيات الممول طرف مصلحة الضرائب،ووضع حد أقصى لغرامات التأخير بحيث لا يجاوز 100%من أصـــل الضريبة بغرض إنهاء أكبر قدر من المنازعات بسبب وجود مديونيات كبيرة عبارة عن فوائد تأخير.

وقال إنه أيضا سيتم إتاحة الفرصة للممولين الذين تعذر عليهم تقديــم الإقرارات الضريبية في المواعيد القانونية من عام 2020 حتى عام 2023 بتقديمها خلال مدة زمنية محددة دون التعرض للعقوبات المقررة قانونا، والتي تعد بمثابة فرصة لتصحيح الأوضاع والامتثال الطوعي لأحكام القوانين الضريبية، وأيضا إتاحة إمكانية للممولين بتقديم إقرارات ضريبية معدلة عن عام 2020 حتى عام 2023 في حالة وجود سهو أو خطأ أو إغفال بيانات لم يتم إدراجها في الإقرار الأصلي دون التعرض للجزاءات المقررة قانونا.

وأوضح "شريف الكيلاني" أنه سيتم إطلاق بوابة إلكترونية متطورة لشكاوى الممولين تكون تابعة لرئيس مصلحة الضرائب المصرية، مع الالتزام الكامل بالتعامل السريع معها.

جاء ذلك خلال الندوة التي نظمتها أكاديمية السادات للعلوم الإدارية بالتعاون مع الجمعية العلمية للتشريع الضريبي بعنوان "حزمة التيسيرات الضريبية التي أعلنتها وزارة المالية وأثرها على الاستثمار"، وذلك بمقر أكاديمية السادات في المعادي.

وفي سياق متصل تقدم الدكتور رابح رتيب رئيس جمعية التشريع الضريبي، بالشكر لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية على التعاون مع الجمعية واستضافة هذه الندوة الهامة، كما تقدم بالشكر لوزير المالية على قيامه بالإعلان عن حزمة التسهيلات الضريبية بعد فترة وجيزة من توليه مسؤولية وزارة المالية، لافتا إلى أن الإعلان عن الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية أحدث صدى كبير ليس فقط على المستوى المحلي ولكن أيضا على المستوى الدولي مشيرا إلى أن هذا أكد على أن هناك تطور يحدث في المنظومة الضريبية في مصر وأن هناك حكومة تعمل على تحقيق كل ما هو يصب في مصلحة المواطن.


ومن جانبها أعربت رشا عبد العال رئيس مصلحة الضرائب المصرية، عن شكرها للجمعية العلمية للتشريع الضريبي لمشاركتها في إنجاح المنظومة الضريبية في مصر، قائلة إنه منذ عام ٢٠١٨ شهدت المصلحة تحول رقمي كبير في آليات التعامل مع الممولين والانتقال من النظام الورقي إلى النظام الإلكتروني، وهذا التحول الرقمي كان تحولا كبيرا وتم خلال فترة زمنية قصيرة ونجح بدعم من القيادة السياسية، موضحة أن النجاح في تحقيق التحول الرقمي بالمصلحة لم يكن ليكتمل بدون تغيير ثقافة والتعامل مع الممولين من علاقة بين طرفين إلى علاقة شراكة وثقة وشفافية.

وأشارت إلى أنه عند بداية العمل على وضع الحزمة الأولى من التسهيلات الضريبية، و التي تتضمن ٢٠ بند، تم وضع عدد من المحاور للعمل عليها، ومن أهم هذه المحاور هو التعرف على التحديات التي تواجه الممول عند التعامل مع المنظومة الضريبية، والعمل على إزالتها، مضيفة أنه من أهم المحاور التي تم العمل عليها هو الإهتمام بالعنصر البشري داخل المصلحة وتطويره على كافة المستويات.

وقالت إن من أهم المشكلات التي تواجه الممول هو عدم وجود عدالة ضريبية في مصر نظرا لوجود اقتصاد غير رسمي بنسبة كبيرة، وفي نفس الوقت يتحمل الاقتصاد الرسمي الأعباء كلها، مؤكدة على اهتمام وزير المالية بتشجيع الشركات الناشئة وأنشطة ريادة الأعمال من خلال تقديم حوافز وإعفاءات وتسهيلات تشمل كافة الأوعية الضريبية.

وأوضحت " رشا عبد العال" أن من أهم بنود الحزمة الأولى التسهيلات الضريبية هو وضع نظام متكامل للممولين الذين لا يتجاوز حجم أعمالهم السنوي 15 مليون جنيـه والذي تضمن كافـة الأوعيــــة الضريبية، بالإضافة إلى احتواء النظام على مجموعة من الحوافز والإعفاءات والتسهيلات التي تساهم في وضوح الرؤية وتحديد الحقوق والالتزامات وتشجيع الجميع على الانضمام لهذا النظام المتكامل والذى يرتكز على عدة محاور مثل الإعفاء من ضريبة الدمغة ورسوم الشهر والتوثيق، والضريبة على الأرباح الرأسمالية الناتجة عن التصرف في الأصول الثابتة، والإعفاء من ضريبة توزيعات الأرباح،وكذلك الإعفاء من تطبيق نظام الخصم أو الدفعات المقدمة، بالإضافة إلى أن هذا النظام يقوم على معاملة ضريبية مبسطة للضريبة على الدخل ( قطعية أو نسبية)، وتضمن النظام اقتصار الالتزام بتقديم إقرارات القيمة المضافة على أربعة إقرارات خلال العام،وكذلك يقتصر الالتزام بتقديم إقرارات ضريبة الأجور والمرتبات على إقرار التسوية السنوية، علما أنه أول فحص ضريبي بعد خمس سنوات، بالإضافة إلى عــدم المطالبة بأي مستحقات ضريبية عن الفترات السابقة لمن يبادر بالتسجيل بالمصلحة.


ومن الجدير بالذكر أن هذه الندوة كانت بحضور من جانب مصلحة الضرائب المصرية سهير حسن رئيس مركز أول كبار الممولين، ومحمد كشك معاون رئيس المصلحة ورئيس وحدة دعم المستثمرين بالمصلحة، ومها علي مدير عام الموقع الإلكتروني ورئيس وحدة الإعلام بمكتب رئيس المصلحة، وعمرو فؤاد عضو المكتب الفني لوزير المالية والعديد من قيادات مصلحة الضرائب ومن جانب الجمعية الدكتور عرفان فوزي أمين عام الجمعية وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجمعية، وكذلك الدكتور محمد صالح هاشم رئيس أكاديمية السادات وعدد من أستاذة الأكاديمية، ونخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات الاقتصاد والتشريع الضريبي

واستهدفت الندوة إلى تسليط الضوء على حزمة التيسيرات الضريبية الأخيرة التي أعلنتها وزارة المالية، والتي تأتي في إطار جهود الحكومة لدعم بيئة الاستثمار وتيسير الإجراءات الضريبية على المستثمرين. كما تناولت الندوة أثر هذه التيسيرات على تحسين مناخ الاستثمار في مصر ودعم الشركات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.