يوسف هشام: السينما التجارية مطلوبة.. وأفكر في "مخرجين آخر زمن 2"

شارك المخرج يوسف هشام فيلمه التسجيلي "مخرجين آخر زمن" على "يوتيوب"، وأصبح متاحًا للجمهور العام للمرة الأولى، رغم إنتاجه عام 2005، واحتوى الفيلم التسجيلي على لقاءات مختلفة مع 12 مخرجًا، لمع اسمهم عام 2005 في إخراج الأفلام المستقلة، وكان من أبرزهم أحمد مكي، وأحمد خالد.


حاور إعلام دوت كوم "يوسف" للحديث عن كواليس عمل الفيلم، وما الصعوبات التي واجهها، وسبب اختياره لهذا التوقيت لجعله متاحًا للجمهور عبر "يوتيوب"، وفيما يلي أبرز التصريحات:

1- عندما قمت بالعمل على الفيلم لأول مرة في عام 2005، كان أشبه بتوثيق للحالة الجديدة التي كانت تحدث في ذلك الوقت، وهي بداية ظهور السينما المستقلة والسينما الرقمية.


2- شعرت أن هذا الفيلم يجب أن أشاركه الآن، أريده أن يكون متاحًا للجميع لمشاهدته، سواء أولئك الذين كانوا موجودين في تلك الفترة أو الشباب الذين يصنعون أفلامًا الآن، أعتقد أنه ينبغي عليهم أن يروا من أين بدأنا.

3- عندما فكرت في إعادة طرح الفيلم، قررت أن أراجع كل المواد الخاصة به من جديد، أضفت أربع دقائق من مشاهد وقمت بتعديل شريط الصوت، وآخر مرة عُرض فيها الفيلم كانت في عام 2015 في سينما "زاوية"، لذا قررت إتاحته للجمهور تحت اسم "مخرجين آخر زمن: النسخة النهائية".

4- كواليس الفيلم لم تكن صعبة على الإطلاق ربما يكون هذا هو أسهل فيلم قمت بإخراجه في حياتي، تصوير الفيلم تم دون استخدام معدات إضاءة، وكانت بتكاليف منخفضة جدًا، حيث استخدمنا كاميرات "ميني تي في" من دون معدات صوت احترافية، كانت الكاميرات مملوكة لأصدقائي الذين صوروا الفيلم محمد قابيل وعمرو وشاحي، وكان الميكروفون من صديقي تامر عشري الذي ظهر في الفيلم كل المعدات كانت بدائية جدًا.

5- خلال التحضير للفيلم كنت أتواصل مع المخرجين الذين لم أكن أعرفهم في ذلك الوقت، وفي البداية كنت أحكي لهم عن فكرة الفيلم وأدعوهم للاجتماع، ورحبوا بالفكرة كثيرًا، ولكن بالفعل هناك من رفض الاشتراك بسبب عدم تفضيلهم للظهور.


6- الفيلم من أكثر التجارب الممتعة في حياتي، حيث جلست مع مخرجين نتبادل الأفكار ونتناقش في السينما، ولكن المونتاج لم يكن سهلاً.

7- ما زلت على تواصل بكثير ممن شاركوا في الفيلم، وهناك آخرون معروف تاريخهم وما يفعلونه حاليًا، ويمكن للجميع متابعة أعمالهم، ولكن هناك شخص واحد فقط حاولت البحث عنه لم أستطع إيجاده.

8- أما بالنسبة لفكرة إنتاج جزء ثانٍ من الفيلم، فهي مطروحة منذ عام 2015، كان في هذا الوقت قد مر 10 سنوات فقط على إنتاج العمل، حيث أتساءل دائمًا إلى أين ذهب هؤلاء المخرجون الآن؟ وإذا رحب المشاركون في الجزء الأول بالفكرة، فمن الممكن أن أستعين بمخرجين شباب ممن أشعر أنهم إضافة جديدة للسينما المصرية حيث من الممكن أن يكون الجزء الثاني عبارة عن مزج بين الجيلين.

9- عندما نتحدث عن الإخراج، هناك جوانب تقنية تطورت في صناعة الفيلم القصير والمستقل، حيث شهدت تغييرات كبيرة، ففي الماضي كانت الأفلام تُصنع بميزانيات محدودة جدًا، وكان الجميع يعمل تقريبا بدون مقابل، أما الآن فقد ارتفعت قيمة الإنتاج بشكل كبير، مع وجود ميزانيات مرتفعة فتطور الفيلم القصير والمستقل في مصر.


10- تختلف رحلة حياة كل شخص عن الآخر وفقاً لظروفه الخاصة، وهو ما ينطبق على المشاركين في الفيلم، فأحمد مكي أصبح ممثلاً معروفاً ونجماً كبيراً الآن ولكنه أيضاً عندما كان مخرجًا لأفلام قصيرة كانت الأفلام تشارك في مهرجانات دولية، وهناك أشخاص شغفهم بالمهنة يقل مع الوقت فيقرروا تغيير المسار، والتغيير هو السبب الرئيسي في تفكيري في عمل جزء ثان، "هل بنتغير وبنتغير إزاي؟"

11- أنصح المخرجين الذين يريدون إنتاج أول فيلم قصير، أن يبدأوا بأقل الإمكانيات المتاحة، مع طلب المساعدة مع الأصدقاء فالأفضل ألا يكلف الفيلم أكثر مما يحتمل.

12- التحديات الخارجية التي تواجه صناعة السينما لا تزال قائمة، خاصة فيما يتعلق بتسهيلات تصاريح تصوير الأفلام في الأماكن العامة، حيث يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين للحصول على التصاريح، وهو ما تعاني منه السينما التجارية الطويلة ولكنها بها ميزانيات أكبر تستطيع أن تتحمل.

13- هناك جانب إيجابي في تطور مشهد الأفلام القصيرة حيث في الماضي، كانت الأفلام تُعرض بشكل محدود، فكانت تُعرض في مراكز ثقافية مثل "ساقية الصاوي"، "المركز الثقافي الروسي" بينما اليوم، هناك العديد من المهرجانات ودور السينما التي تستضيف الأفلام القصيرة، مما يساهم في زيادة انتشارها، ففي مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ومهرجان الجونة لديهم أقسام كبيرة للأفلام القصيرة، وسينما زاوية أيضاً فكل ذلك يمثل فرص أكبر لعرض الأفلام القصيرة عن فترة إنتاج فيلم "مخرجين آخر زمن".


14- قمت بإخراج فيلم تجاري في عام 2009، اسمه "لمح البصر" ولا أرى أن الأفلام التجارية لها جوانب سلبية، ولكني أؤمن بأن السينما بحاجة إلى تنوع في أشكالها وأنواعها، مما يجعلها أكثر ثراء.

15- "لمح البصر" عُرض في 2012 في ظروف سيئة جدا، وكان لدي مشاريع أخرى ولكنها توقفت فترة، ثم قررت الذهاب إلى أمريكا لدراسة الماجستير وهناك قمت بعمل فيلم قصير مصري أمريكي إسمه The New Tenant الساكن الجديد، وحصل هناك على جائزة الـ "presidents award"، وشارك في مهرجانات كثيرة، ومنذ عودتي للقاهرة عملت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لمدة عامين، بالتوازي مع التدريس، وحالياً أركز على الكتابة والإنتاج وهناك مشروع مسلسل أشرف عليه متحمس له كثيراً ولكني لن أستطع الحديث عن تفاصيل الآن، كما أحضر لمشروع فيلم طويل آخر.

16- لا أرى أن الأفلام التجارية سيئة بالعكس جميع الأفلام التي تربينا عليها كانت تجارية ولكن الأهم هو مضمونها، كلمة تجاري أصبحت سيئة السمعة لأنها ارتبطت بالأفلام الركيكة والرديئة ولكن كلمة تجاري يعني فيلم جماهيري.

17- السينما التجارية مطلوبة بشكل كبير ولكن الأهم أن تكون جادة وبها قيمة فنية هامة فهي عنصر مهم جدا في صناعة السينما وبكل تأكيد أحب العمل على أفلام تجارية أخرى.


نرشح لك: فيلم "أرمسترونج" يفوز بجائزة قنوات ART في مهرجان الجونة السينمائي