قوم أرقص صعيدى ونادي البورسعيدي .. وما توصيش السوايسة الدنيا لايصة كدا كدا .. أنزل شارك يا مواطن وأنتخبوا أبن الدايرة .. صوتك أمانة فلا تعطها إلا لمن يستحق .. نداءات الإنتخابات ..
وأنطلقت المرحلة الأولى من انتخابات البرلمان الجديد.. انتخابات لم يسمع عنها أحد أو انتخابات شاهد ماشفش حاجة .. أو انتخابات محدش فاهم حاجة خالص .. فلا قوائم نافع ولا فردي شافه .. فالناخبين لايعرفون الفرق بين الفردي والقوائم .. إلا نسبة ضئيلة جداً هى من تعرف هذا الفرق .. وأعتقد أنه لأول مرة منذ الثورة تشهد انتخابات مثل ذلك الفتور من الشعب المصري تجاهها .. وفعلا محدش عايز يعرف حاجة عنها .. ولم يهتم بها أحد .. انتخابات بدون جمهور..
تستشعر أن تلك الإنتخابات تحدث فى بلد آخر غير مصر .. وكأنها الإنتخابات الخفية .. وحتى عندما دخلت الدعاية الإنتخابية في مرحلة الصمت الإعلامي أو الدعائي .. كان الناس في صمت أصلاً .. صمت تام .. فلاحس ولا خبر عن تلك الإنتخابات ولا من شاف ولا من دري ..!!
فلماذا أنصرف الناخبين عن تلك الإنتخابات ؟ يرجع ذلك إلى عدة أسباب من ضمنها مايلى :
أن التوعية بأهمية تلك الإنتخابات فقيرة جدا فى أوساط الإعلام ولم يتم تسليط الضوء عليها بشكل جيد، حتى عندما تم تسليط الضوء عليها كان من اعلاميين مشكوك في نزاهتهم أصلا فأنصرف عنهم الناس وزهدوا في برامجهم ..
انصرف الإعلاميين إلى تسليط الضوء على أن تلك الإنتخابات هى الصراع بين الخير وهم أتباع النظام، والشر وهم حزب النور .. واستمروا في نشر الفزاعة الجديدة .. حزب النور .. أوعوا العو .. السلفيين .. الوحشين الجبارين ..
المرشحون لم يبذلوا الجهد الكافي لتوعية الناخبين بأهمية تلك الإنتخابات .. ولم يهتموا بالدعاية ولم ينزلوا إلى الشارع ولم يشرحوا برامجهم .. فأختفوا من الساحة وأراحوا وأستراحوا ..
سياسة التخويف والإفتاءات المضللة بتحريم عدم الإدلاء بالصوت وتجريم الإمتناع عن التصويت جاءت بنتيجة عكسية تماما ..
في تلك الإنتخابات يوجد فريقين فريق النظام، وإن اختلفت أسمائهم ما بين حركة في حب مصر أو المصريين الأحرار أو الكتلة أو تيار الإستقلال .. كلها مسميات مختلفة في إطار واحد .. والفريق الآخر هو فريق حزب النور .. أو السلفيين والإخوان، وأي حد تاني .. وهذان الفريقان يختصمان ويقتتلان ويتنافسان وكأنهما الأهلي، والزمالك وغالبا وكالعادة فريق النظام اللي هو الأهلي هيكسب طبعا وهيكتسح إي فريق آخر أمامه .. مع الإعتذار للزمالك لو تم تشبيهه بحزب النور بس هوكدا دايماً الطرف الخاسر بيكون الزمالك اللي مبيلحقش يفرح .. حزب النور كذلك .. بيحب يلعب دائما على المركز الثانى .. يمشي الأخوان فيعتقد أنه سيفوز فتأتى له الطامة الكبرى من قائمة حب مصر اللي هتحصل على المركز الأول وهيفضل هو طول عمره ثاني ..!!
لكن يبقى أهم فريق في تلك الإنتخابات الصامتة .. هو فريق المتفرجين، أو المقاطعين والمعارضين .. الفريق اللي مش ناوي ينزل ولا يتعب نفسه وهيقعد يتفرج على اللي نازل ينادي على الصعيدي والبورسعيدي … والفريق دا الوحيد اللي هيلتزم بالصمت التام ويتفرج على الأحداث ويضحك عليها .. ولا فارق معه مرشح أمن الدولة ولا المحامي ابن المستشار ولا المذيع العبقري جوهرة آخر الزمان .. الفريق دا بيحب مصر بجد من غير شخصنة ومش فارق معه أشخاص .. فارق معه العمل والإخلاص .. هذا الفريق سيلتزم الصمت التام ..!!