أثارت الطبيبة وسام شعيب جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحاتها التي أدلت بها في مقطع فيديو نشرته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منذ ستة أيام.
في الفيديو، تحدثت الطبيبة عن قضية حمل فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً بدون زواج، وتطرقت إلى انتشار ولادة أطفال مجهولي النسب في المجتمع. وكذلك حكت أكثر من قصة عن الحمل من زواج غير شرعي أو من خلال الخيانة.
أشارت "شعيب" إلى أن ظاهرة الأطفال مجهولي النسب تزايدت نتيجة ضعف التربية الأسرية، وانتشار مفهوم التربية الإيجابية. وأنها ترى يومياً حالات لأطفال من علاقات محرمة أو غير شرعية. مشيرة إلى أن بعض الأطفال يمكسون الحضانات حتى الآن رغم بلوغهم سن أكثر من عام، في انتظار أن تنقلهم الحكومة إلى دور رعاية بسبب انتشار الزنا والعلاقات المحرمة.
ووصفت شعور الآباء الذين لديهم بنات وكأنهم يعيشون في قلق مستمر خشية أن تجلب لهم بناتهم "العار". ودعت إلى تنفيذ "الرجم" كعقوبة علنية في الميادين لمنع انتشار هذه الحالات. وتهكمت خلال الحديث عن كثرة انتشار الأطفال مجهولي النسب، قائلة إن على كل شخص الذهاب لعمل فحص DNA للتأكد من أن أطفاله هما أطفاله الحقيقيين، وليسوا نتاج زنا. مما أثار موجة واسعة من الغضب والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون تصريحاتها انتهاكاً لخصوصية المرضى وتهديداً للقيم الأخلاقية والمهنية.
رد الطبيبة عقب انتشار الفيديو
قالت إن غرضها من الفيديو كان تحذيريا بسبب الأطفال الذين يتعرضون للأذى بسبب تلك الظاهرة، وأنها لا ترغب في خلق ترند أو شهرة.
تابعت: "أنا مفضحتش أسرار المرضى، أنا مقولتش لا اسم ولا أرقام تليفونات المرضى، ولا صفات مميزة ليهم". ونفت عن نفسها التشدد، قائلة إنها تحدثت في الفيديو بناء على تعاليم الدين الإسلامي الذي يحرم الزنا.
أضافت: "أنا طلعت في الفيديو عشان غيرانة على بلدي، لأن الزنا انتشر، والموضوع بقى مقلق فكنت بقول خدوا بالكم". لافتة إلى أنها ليست ضد السيدات لأنها سيدة، بل انتقدت حمل السفاح. موجهة لوم لمن يتهمها بأنها ليست مع حقوق المرأة، بأن ما قالته في الفيديو دعوة لحقوق المرأة، لأنها تبحث عن حقوق الأطفال وحقوق المرأة التي تلد هذا الطفل.
لفتت إلى أن كل من اعترض على الفيديو، هو لا يفرق معه حمل السفاح، لذلك أوجعه الفيديو. كما اعتذرت لأنها قد تكون قالت الفيديو بعفوية وخرج فيه لفظ خارج، لذلك تعتذر عنه. متابعة: "أنا قانونا لم أسيء لأي شخص، ومن وقع عليه الإساءة يتهمني أنا متهمتش حد".
النقابة تحول الطبيبة للتحقيق
أعلنت النقابة العامة للأطباء، تلقيها شكاوى ضد طبيبة أمراض نساء وتوليد، تتهمها بنشر فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قامت خلالها بالتشهير بالمرضى، والحديث بألفاظ لا تليق، تمثل اعتداءً على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري.
أكدت النقابة العامة للأطباء، أنها أحالت الشكاوى المقدمة ضد الطبيبة، إلى لجنة آداب المهنة للتحقيق فيها، مشددة على استنكارها لأي أفعال فردية، من شأنها الإساءة للمريض والمهنة معا.
أكدت النقابة على أنها تواجه أي مخالفات لأعضائها في حال ثبوتها بكل حسم، وأن أي طبيب يخرج عن قواعد ولائحة آداب المهنة والأصول الطبية المستقر عليها والمعمول بها، يتم إحالته للتحقيق وللهيئة التأديبية؛ لتحديد العقوبة المستحقة عليه، والتي قد تصل إلى الشطب من جدول نقابة الأطباء ما يترتب عليه منعه من ممارسة مهنة الطب.
كما شددت النقابة، على أن لائحة آداب المهنة، تؤكد ضرورة أن يكون الطبيب قدوة حسنة في المجتمع بالالتزام بالمبادئ والمثل العليا، أميناً على حقوق المواطنين في الحصول على الرعاية الصحية الواجبة، منزهاً عن الاستغلال بجميع صوره لمرضاه أو زملائه أو تلاميذه، وأن يراعى الأمانة والدقة في جميع تصرفاته وأن يلتزم السلوك القويم وأن يحافظ على كرامته وكرامة المهنة مما يشينها وفقاً لما ورد في قسم الأطباء وفى لائحة آداب المهنة.
كما أعلنت النيابة الإدارية عن التحقيق، في واقعة اتهام الطبيبة وسام شعيب، طبيبة النساء والتوليد، بانتهاك خصوصية وحقوق المرضى.
وجاء في البيان الصادر عن النيابة الإدارية: "تنفيذاً لتكليفات المستشار/ عبد الراضي صِدِّيق - رئيس هيئة النيابة الإدارية؛ وحدة شئون المرأة وحقوق الإنسان وذوي الإعاقة برئاسة المستشارة/ بريهان محسن، تفحص ما تم رصده بمعرفة مركز الإعلام والرصد، من انتشار تداول مقطع فيديو منسوب صدوره لإحدى الطبيبات يتضمن ما قد يشكل انتهاكاً لحقوق المريضات ومخالفة لأخلاقيات مهنة الطب ولائحة آداب ممارسة المهنة".