تعليق يسري نصر الله على تكريمه في "القاهرة السينمائي"

توجه المخرج الكبير يسري نصرالله بالشكر لكل من شاركه رحلته الفنية على مدار 40 عامًا، أثرى فيها الفن المصري بعدد كبير من الأفلام، وذلك بعد تكريمه أمس في الدورة الـ45 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

قال "نصر الله" عبر حسابه على "فيس بوك": "أنا باشكر كل اللي خلوا اللحظة دي تحصل، وكل اللي -على مدى أكتر من ٤٠ سنة- شاركوني في مغامرة الأفلام اللي عملناها سوا."

أضاف: "المغامرة لسة ما خلصتش، عشان كلنا اجتمعنا على حب السينما وحب الناس. مافيش حد فينا يقدر يعيش من غير السينما والجمال."

كانت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 45 أعلنت عن تكريم المخرج الكبير يسري نصر الله، بجائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر، تقديرًا لمجهوداته في الارتقاء بصناعة السينما المصرية خلال مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من 39 عامًا.

بدأ يسري نصر الله مسيرته الفنية عام 1985 ضمن فريق مساعدي المخرج الراحل يوسف شاهين» كمساعد مخرج في فيلم (حدوتة مصرية) ثم (وداعا يا بونابرت) تاركا خلفه عمله الصحفي في جريدة السفير اللبنانية والذي كان جواز مروره إلى عالم يوسف شاهين.

انطلق «نصر الله» من محطة «يوسف شاهين» الذي سمح له بأن يشاركه الكتابة أيضا، فمهد له الطريق، ليرسي قواعده، ويخطو خطوته التالية كمخرج سينمائي ينتمي لتيار سينما المؤلف. بدأ يسري نصر الله مسيرته كمخرج عام 1988 بفيلمه الأول (سرقات صيفية والذي عرض أولا في افتتاح تظاهرة نصف شهر المخرجين في مهرجان كان الدولي 1988، ومن ثم انطلق إلى بقية المهرجانات الدولية وطاف دول العالم من خلالها ، ليحصد ثماني عشرة جائزة في أكبر المهرجانات الدولية والعالمية، ورغم كل النجاح الذي تحقق في خطوته الإخراجية الأولى.

استمر يسري نصر الله، تلميذا نجيبا في مدرسة أستاذه، حيث شارك كمخرج منفذ في فيلم (إسكندرية كمان وكمان عام 1990، كما شارك في كتابته، وهو الجزء الثالث من السيرة الذاتية ل شاهين بعد فيلمي ( إسكندرية ليه ؟ ) و (حدوتة مصرية). وفي عام 1993 قام نصر الله بتأليف وإخراج فيلمه الثاني (مرسيدس) وحصل الفيلم على الجائزة الفضية عام 1994 من مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية في المغرب، وجائزة أحسن فيلم عام 1994 من مهرجان جمعية الفيلم العشرين، كما حصلت الفنانة يسرا عام 1995 على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان واجادوجو في بوركينا فاسو، عن دورها في الفيلم.

لم يكتف يسري نصر الله بتقديم أفلاما روائية من تأليفه، لكنه في عام 1995 قدم فيلما سينمائيا وثائقيا بعنوان صبيان وبنات) من تأليفه وإخراجه أيضا، حيث تناول فيه قصة حياة باسم سمرة» الذي كان يعمل آنذاك مدرسا في إحدى المدارس الصناعية، ويسعى من أجل اقتحام عالم الفن الذي يهواه، وفي عام 2000 قدم يسري نصر الله أحد أهم أعماله السينمائية، وهو فيلم (المدينة) الذي اشترك في كتابته مع «ناصر عبد الرحمن» والمخرجة الفرنسية كلير دينيس» وكان الفيلم من أوائل تجارب السينما الرقمية في مصر، وشارك في عدد من المهرجانات منها مهرجان شيكاغو وتورنتو وقرطاج وحصل على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان لوكارنو.

وبعدها قدم يسري عمله الأشهر ثنائية باب الشمس) المقتبسة عن رواية بنفس الاسم للروائي اللبناني الذي رحل مؤخرا «إلياس خوري والذي شارك في كتابة السيناريو مع «يسري» والمخرج اللبناني محمد سويد» وقد أطلق على الجزء الأول من الفيلم اسم الرحيل) بينما أطلق على الجزء الثاني منه اسم (العودة) وتم عرض الجزأين معا لأول مرة في القسم الرسمي خارج المسابقة الرسمية بمهرجان كان السينمائي، وحصل وقتها يسري على وسام فارس في الثقافة والفنون من عمدة مدينة باريس تكريما له، وهو من أرفع الأوسمة الفرنسية ولم يحصل عليه من المخرجين المصريين سوى يوسف شاهين، وتم اختيار الفيلم من قبل مجلة تايم في قائمة أفضل عشرة أفلام عرضت في عام 2004، كما حصل الفيلم على المرتبة 42 ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما العربية حسب استفتاء لنقاد سينمائيين قام به مهرجان دبي السينمائي الدولي في 2013 في الدورة العاشرة للمهرجان.

كما قدم فيلم جنينة الأسماك الذي عرض عام 2008، حيث شارك في بانوراما مهرجان برلين، أما آخر أفلامه كان الماء والخضرة والوجه الحسن الذي عرض عام 2016 لأول مرة في المسابقة الرسمية للدورة 69 بمهرجان لوكارنو السينمائي الدولي، محققا نجاحا كبيرا . مسيرة فنية طويلة يستحق من أجلها تكريمه بمنحه جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر.