أكد الإعلامي إبراهيم عيسى على أهمية الوعي بالتاريخ والفهم العميق للهوية كعنصر أساسي للنهوض والتقدم. قائلا: "معرفة تاريخنا دي حاجة غاية في الأهمية. ده شيء ضروري وحتمي. ليه؟ علشان نعرف نعيش. علشان نعرف نتقدم. لأن أسهل حاجة هي التشكيك والقول بأن هناك مؤامرة كونية ضدنا، أو أن محدش عايز مجتمعاتنا ومصر تتقدم."
أضاف "عيسى" خلال برنامجه "لدينا أقوال أخرى"، المذاع عبر إذاعة "نجوم إف إم"، أن التفكير بهذه الطريقة يعطل التقدم، مشيرًا إلى أن "في مصر طاقة مذهلة على النجاح، مش عند الفرد المصري بس، لكن لما يخرج من السيستم ده ويروح سيستم ناجح بيكون له شأن عظيم." واستدل بنماذج نجوم كرة القدم المصرية الذين برزوا خارج البلاد، مثل محمد صلاح وعمر مرموش، وكيف أن تفوقهم في الدوريات الأوروبية كان بفضل بيئة العمل الاحترافية التي تدعم الطموح وتنمي الموهبة، مقارنة ببيئة الأندية المحلية التي تشجع النجومية والشهرة على حساب النضج والتطوير.
أوضح "عيسى" في حديثه أن "محدش سأل نفسه ليه كل اللاعبين المصريين اللي محترفين بره مش ولاد الأهلي والزمالك، لأنهم بيربوهم غلط على الشهرة والنجومية، فبيقفل عندهم أي مرحلة للنضج والطموح، لأن عندهم سيستم فاشل.. الكرة المصرية كلها فاشلة"، معبرًا عن خيبة أمله في المنظومة الرياضية التي لا تؤسس لتطور حقيقي مستدام للاعبين على المستوى العالمي. وأضاف: "إحنا عندنا في مصر دايمًا بنعظم الفشل، ولما اللاعب بيفشل بيرجع محلل عندنا بنظرياته اللي مافيهاش غير الهبل."
استكمل: "إحنا أي حد في الكرة المصرية يصبح مؤهل أنه يعمل أي حاجة ويفت في أي حاجة، عشان كده أكبر مساحة عبط بتتقال في مصر، بتتقال من لعيبة الكرة المصرية سواء اللي بيلعبوا أو المعتزلين أو المحللين.. لا يمكن يبقى لعيب كرة في مصر ناجح".
استطرد أن هذه المشكلة لا تقتصر على كرة القدم وحدها، بل تمتد لعدة مجالات، حيث تظهر في مصر نماذج للنجاح الفردي مثل الفنان عمرو دياب والكاتب نجيب محفوظ، الذين حققوا نجاحًا عالميًا رغم البيئة التي لا تحتفي إلا بالمستوى المتوسط. قال عيسى: "في مصر مش ممكن يبقى عندنا نجاح مؤسسي جماعي في أي مجال. النجاح اللي بنشوفه بيكون نجاح فردي بس."
اختتم الإعلامي إبراهيم عيسى حديثه، إن المجتمع المصري يشجع على البقاء في المستوى المتوسط دون السعي إلى التميز، لافتًا إلى أن "كل منظومة التعليم والثقافة والدين عايزة تخرجك محدود متوسط، مش عايزين مصر كلها تبقى طالب متفوق، عايزينها طالب متوسط. وزي ما قال جمال حمدان، مصر جحيم الرجل الممتاز وجنة الرجل المتوسط."