اهتم كتاب مقالات الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الاثنين بالعديد من القضايا أبرزها الانتخابات البرلمانية في مصر، القضية الفلسطينية، وأهمية الحوار الوطني كوسيلة مثلى لعبور الكثير من الأزمات.
وحول انتخابات مجلس النواب 2015، قال الكاتب محمد بركات في عموده (بدون تردد) بصحيفة الأخبار” كانت البداية بالأمس حقيقية للتحرك نحو ميلاد البرلمان الجديد، واليوم يتواصل التحرك، والتفاعل الانتخابي ليكون مجلس النواب الجديد معبرا حقيقيا عن إرادة الشعب من خلال الانتخاب الحر المباشر”.
وأضاف الكاتب في مقاله الذي جاء بعنوان (الانتخابات..وصناعة المستقبل)” إنه في هذا الإطار يكون من غير الطبيعي، ومن غير المنطقي أن ترتفع بعض الأصوات بالدعوة إلى المقاطعة أو القول بعدم أهميتها، أما الادعاء بأن الدعوة إلى المقاطعة هي حق ديمقراطي، فهو ادعاء مغلوط، وخاطىء في ظل الظروف الدقيقة، والخطيرة التي يمر بها الوطن الآن”.
واختتم بالقول” نحن صناع المستقبل لوطننا، والفرصة متاحة أمامنا جميعا للمشاركة في صناعة المستقبل، واختيار أعضاء البرلمان الجديد ليكون معبرا عن إرادة الشعب، وطموحات المواطنين”.
وتطرق الكاتب عماد الدين حسين لذات الملف، مجلس النواب المقبل، وقال في عموده (علامة تعجب) بصحيفة الشروق تحت عنوان” اقتراح كل مرشح” نتمنى بطبيعة الحال أن يركز الجميع على المراقبة، والتشريع، لكن بجانب ذلك أو إذا لم يتمكنوا من فعل ذلك على أكمل وجه اقترح عليهم أن يركز كل مرشح على تنفيذ مشروع خدمي أو أكثر يفيد أهالي وسكان دائرته”.
وأضاف” لو أن كل مرشح تمكن من إقناع أهل الخير بدائرته أو خارجها في إقامة مشروع خدمي سيكون قد ساهم في حل جزء من مشكلات الوطن الأكبر، وسيقول البعض إن هذا المنطق سيعطي الأولوية لأصحاب المال، والأغنياء فقط، وسيحرم المرشحين المحترمين أصحاب الخبرة، والكفاءة، والمبادىء الذين لا يملكون مالا كثيرا من الترشح أو الفوز؟!”.
وتابع الكاتب” هذا رد قد يكون به بعض الصحة، لكن قد يكون الحل في الرهان على وعي الناخبين العاديين الذين صاروا يعرفون إلى حد كبير الفرق بين المرشح” النصاب، والأونطجي، والفاسد، والمتاجر بالدين”، وبين المرشح الجاد، والمحترم”.
ولم تغب القضية الفلسطينية عن اهتمامات كتاب مقالات الصحف المصرية حيث أكد رئيس مجلس إدارة صحيفة الأهرام أحمد السيد النجار في مقال له بعنوان (فلسطين والعرب والاستراتيجية الصهيونية) أنه لن يكون هناك أي مخرج أو حل لو تم تكرار عملية التسوية السياسية للقضية الفلسطينية بنفس الطريقة القديمة، معتبرا أن المخرج الحقيقي يبدأ بالقطيعة مع فكرة التفاوض العبثي، والانتقال إلى تنظيم حملة فلسطينية، وعربية لفرض الحماية الدولية على الضفة الغربية، وقطاع غزة، والقدس المحتلة، وفرض تطبيق القرارات الدولية، وضمان أمن الحدود بقوات دولية.
ونبه الكاتب إلى أن الطريقة التي يتعامل بها الكيان الإسرائيلي مع الشعب الفلسطيني العربي البطل لا تنفصل عما يخطط له، ويطمح لتحقيقه في البلدان العربية..موضحا أن هذا الكيان لا يريد أن يرى الدول العربية سوى دول فاشلة، ومفككة، ومنقسمة، ومتصارعة عرقيا، وطائفيا، ومذهبيا.
وذكر الكاتب بما سمي بـ «استراتيجية إسرائيل للثمانينيات» التي كتبها أودد ينون، ونشرتها مجلة «كيفونيم» في العام 1982 لنرى أن قسما مهما مما أرادته إسرائيل يتحقق فعليا في المنطقة العربية بفعل أمريكي، وغربي مباشر أو بتمويل من أتباعهم في المنطقة أو بأيدي المتطرفين.
وقال” إن الدراسة تشير إلى أن الدول العربية عبارة عن خليط من الأقليات، والطوائف الدينية، وأنها مرشحة للتفتت العرقي، والديني، كما أشارت إلى الفوارق الهائلة في الدخل، ومستويات المعيشة بين الطبقات في البلدان العربية باعتباره عامل تفكيك اجتماعي”.
وأكد الكاتب أنه لن يوقف تحقيق ذلك سوى قدر هائل من استعادة الروح الوطنية، والبحث عن مسارات جديدة فلسطينيا، وعربيا في حل القضية الفلسطينية.
من جهته، تطرق الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده (نقطة نور) بصحيفة الأهرام للحديث عن نيل الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس جائزة نوبل للسلام..قائلا” رغم إن تونس لم تفلت تماما من براثن العنف، والإرهاب لكن تبقى للحوار الوطني أولويته المطلقة قبل أي خيارات أخرى تلجأ إلى الاستبعاد، والإقصاء”.
وأضاف في مقاله الذي جاء بعنوان (نوبل التونسية والحوار الوطني!)” إن أكثر ما يتهدد الحوار الوطني في عالمنا العربي أن معظم الحكومات تلجأ إليه فقط عند الحاجة ليس من أجل تحقيق توافق وطني حول الحلول المتاحة لمواجهة مشكلات بعينها، ولكن بقصد كسب المزيد من الوقت، واستيعاب غضب الشارع، أو تمزيق قوى المعارضة من داخلها، أو توجيه رسالة إعلامية إلى الخارج أو الداخل”.
ورأى الكاتب أن الحكومات العربية غالبا ما تنقلب على نتائج هذا الحوار، وترفض تنفيذ مطالبه إن استشعرت أنها استنفدت أهدافها الآنية، وأصبحت في موقف يمكنها من إملاء شروطها على الجميع، لكنها لا تدري مع الأسف أنها تضرب في الوقت نفسه مصداقيتها في مقتل
.