مخرج فيلم "العشرين": وثقت تغيرات الشارع بحيادية.. والإخراج يُكمل العمل الصحفي

فاز فيلم "العشرين" بجائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير في الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة، حيث صُوِّر بالكامل في شارع العشرين بحي فيصل في القاهرة الكبرى، يعرض حياة الشارع اليومية على مدار 20 دقيقة.


في حديث خاص مع إعلام دوت كوم، كشف المخرج عبد الفتاح فرج عن تجربته في إخراج الفيلم، وكواليس صناعة الفيلم واستغراق مدة التصوير، مسلطًا الضوء على تجربته في توثيق الشارع وتقلباته التي يحمل في طياتها تناقضات المجتمع وجاءت تصريحاته كالتالي:

1- الفكرة بدأت عندما انتقلت للعيش في شارع العشرين عام 2018، فمن أول أسبوع لي هناك قررت تصوير الحياة اليومية من شرفة منزلي، واكتشفت أن الشارع يمتلك طابعًا خاصًا، مليئًا بالتناقضات بين الفرح والحزن، والصخب والصمت، في أجواء غير خاضعة لأي رقابة رسمية.

2- شارع العشرين بفيصل شديد الازدحام، له قانون بمفرده وفلسفة أخرى، ومليء بالسيارات التي تكون بدون أرقام، مع وجود مشادات دائمة بين أفراد الشارع، بدون أي ضوابط وهي الفكرة المركزية التي كنت أريد أن أصل إليها وأرصدها بطريقة حيادية ورسالة غير مباشرة.


3- قمت بتصوير "داتا" كبيرة في حدود 200 جيجا في الفترة من منتصف 2018 حتى منتصف 2023، واستخدمت معدات تصوير حصلت عليها بعد فوزي بجائزة الصحفي الشاب من BBC عربي عام 2014، وقررت أن أستفيد من قيمة الجائزة التي كانت عبارة عن تدريبات وكاميرات ومعدات تساوي 10000 جنيه استرليني وقمت بعمل فيلم "الشيماء" الذي عُرض في افتتاح مهرجان الـ BBC في 2015.

4- صورت فيلم "العشرين" بكاميرتين على مدار خمس سنوات، وكنت أصور لقطات على مسافات بعيدة، وقسّمت المشاهد إلى محاور لتسهيل المونتاج، مع التركيز على التفاصيل التي تعكس روح الشارع.

5- الأصوات الصاخبة تدل على روح الشارع حيث كانت جزءًا أساسيًا من الفيلم، ولم يكن لدي خبرة كافية عن أغاني المهرجانات وبحثت عن مهرجان كان في الفيلم ووجدت أن اسمه "مبركبش إلا توكتوك".

6- شارع العشرين يعكس تناقضات البيئة الشعبية في مصر، وأردت توثيق هذه التحولات دون فرض رسائل مباشرة، تاركًا للمشاهد حرية التفسير، ودوري كمخرج تسجيلي هو نقل الواقع بمصداقية، وليس تقديم أحكام، وحاولت أن أرصد الأماكن الشعبية المصرية التي أصبح بها تغيرات صارخة وبعضها أصفه بالتغيرات المخيفة "كل واحد بيعمل اللي هو عايزه مفيش ضوابط في الشارع ولا رقابة، بليل ده كله بتاع الناس أي حد يعمل اللي هو عايزه".


7- وثقت حالتين متناقضتين للشارع وهما حالته الصاخبة قبل جائحة كورونا، وهدوءه غير المعتاد أثناء الإغلاق، هذه الفترة كانت فارقة وأضافت بُعدًا جديدًا للفيلم حيث كانت لحظة تاريخية في تاريخ الشارع الذي لا ينام.

8- اخترت الصمت في لحظات في الفيلم لأنني كنت أريد أن أترك المشاهد يرى بنفسه الشارع ويستكشف بنفسه بدون تدخل حتى أكون حياديًا.

9- عملية المونتاج كانت معقدة بسبب تعدد الأحداث، لكن التعاون مع مونتير متمكن مثل محمد إمام ساعد في إخراج الفيلم بالصورة التي أردتها، والتخطيط المسبق والكتابة للسيناريو كانا عاملين أساسيين لتسهيل المونتاج.

10- أحب فيلم العشرين كثيراً واعتبره إضافة كبيرة ولافتة في مشواري التسجيلي ولكنه لم يؤثر على شخصيتي.

11- حصلت على جوائز عديدة في السينما وهم جائزة عن فيلم "صابر" وعن "النوامة" أفضل سيناريو في 2017، وجائزتي الحالية، بالإضافة إلى جائزتين في الصحافة وهما جائزة الاتحاد الأوروبي لإعلام قضايا الهجرة في 2018 عن تحقيق: "التهريب ما بين الحدود المصرية الليبية"، وعام 2024 حصلت على جائزة عن تحقيقي "جبانة القاهرة التاريخية"، لذلك أرى أنني شغوف بالصحافة، والإخراج يُكمل الصحافة ويفيدني كثيرا ولا يتعارضان سويا، وأنوي التركيز خلال الفترة المقبلة على الأفلام الروائية.