بسام سرحان يكتب: "الحريفة 2" كيف تصنع فيلم لـ Gen z؟

في الدراسات الواردة عن الجيل الناشئ المولود من عام 1997 حتى عام 2012 المسمى "بجيل z" توجد نقطة مهمة تجعل من هذا الجيل مختلف عن ما سبقه بشكل جذري الا وهي النشأة في العصر الرقمي على عكس الأجيال التي سبقته فقد عاشوا مرحلة ما قبل التحول الرقمي فيعرفون كيف يحصلون على المعلومة كاملة أو المتعة كاملة إذا كنا نتحدث عن الفن وتحديدا السينما أما جيل z فصبره قليل نظرا لنشأته في العصر الرقمي واعتياده الوصول السريع للمعلومة والترفيه.

العُقدة والحل معا في مشهد واحد

وفي فيلم "الحريفة" بجزئيه خاصة الجزء الثاني شاهدنا ما نتحدث عنه بوضوح فنرى العُقدة والحل في نفس المشهد تقريبا مع إدخال موسيقي أو تراك غنائي مختلف فى كل مشهد لنشعر بلحظة الانتصار ونشوتها سريعا جدا في مشهد كأنه مقطع من مقاطع "التيك توك" وكأن الفيلم مجموعة مقاطع من مقاطع "التيك توك" مجمعة معا.

والحقيقة أن السينما لا يمكن أن تكون بهذا الشكل؛القصة تحتاج إلى عدة عُقد متراكمة وصعوبة بالغة يواجهها البطل حتى يستطيع بعد معاناة أن يحلها او لا يحلها ! أما الهزائم ذات عمر قصير فلا معنى لها.

أفكار معلبة منتهية

وعلى المستوي الفني فقد شاهدنا خطين سرديين متوازيين في بداية الفيلم ثم أدرك المؤلف لاحقًا أن ذلك يضعف الحبكة ويقلل من تماسكها لأن الفكرة من بداية الجزء السابق في التجميعة بين جميع الأبطال وهذا سبب نجاح الجزء الأول الذي اسُتثمر في الجزء الثاني، فوجدنا خط البطل ماجد "نور النبوي" في البرتغال بلا هدف.

أما الصدف والكليشيهات فحدث ولا حرج فكل ما يمكن توقعه قد حضر في هذا الفيلم بداية من إصابة اللاعب الأساسي ليحل محله البطل ويتألق، اصابة البطل بمرض يمنعه من الاستمرار في الاحتراف، كليشيه "فرقة الأصحاب"، الفتاة التي تفرق بين الاصدقاء، الفتاة التي تحب البطل وهو يحب أخرى مؤذية وحبيبة البطل التي تتركه وسط أزماته حتى المباراة النهائية كانت بين مصر وأمريكا وتضمنت إقحامًا للقضية الفلسطينية بشكل بدا مصطنع.

كوميديا باهتة

أما صناعة الكوميديا هنا، فهي باهتة؛ فقد اعتمدت على الفنان "أحمد بحر" الشهير ب"كزبرة" بشكل كبير، وكانت من نوع "كوميديا الإفيهات" التي تعتمد على خفة دم المؤدي فتصيب أحيانا وتخفق كثيرًا فهو أشبه بزميلك في العمل الذي يحاول أن يكون مضحكًا دائما دون موقف حقيقي جاد يخرج منه الضحك وهذا سبب إخفاق الكوميديا في الأعمال عامة حتى أننا نشاهد إفيه قديم من عام 1998 لفيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية" مرة أخرى في مشهد مشابه تماما وهذا ان دل علي شئ دل على الافلاس والاستسهال.

وتكرر هذا الأسلوب طوال أحداث الفيلم حتى أصبح عبئا إلا في مرة وحيدة تمت فيه صناعة الضحك بإبداع وكان ذلك في الجزء الأخير من أحداث الفيلم مع ظهور الفنانة "اسماء جلال" حتى إن ظهورها الخاص أصبح له معنى ليس مثل الموضة المنتشرة السنوات الأخيرة بوجوب ظهور فنانين كبار ضيوف شرف بلا هدف فقط ظهور للتسويق فأصبح الظهور الخاص باهت لأقصى حد وحرق لاسم الفنان الكبير.

في النهاية يجب الإشادة بالنجاح التجاري الضخم للفيلم بجزئيه ولكن من المهم استغلال النجاح بعمل شئ تجاري ولكن له معنى وبه جهد واضح يشعر به المشاهد.

كذلك يجب استغلال نجاح التجربة الشبابية الجديدة والعمل على تكرارها دون طرح أفكار معلبة ودون إلغاء هوية السينما حتى نرضى جيل بعينه، جيل يجب أن يعرف كيف تتم صناعة السينما عن طريق تحدي يجعله يترك الهاتف ويشاهد فيلم مختلف عما يشاهده من خلال شاشة هاتفه.