أحمد خالد: قدمنا "سراب" بهوية مصرية وانسجام الأبطال كان شرطا أساسيا

هالة أبو شامة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، إشادات واسعة بمسلسل "سراب"، الذي بدأت منصة "tod" في عرضه مؤخرا.


مسلسل "سراب" هو عمل مقتبس من المسلسل العالمي Seven Types of Ambiguity، ويتضمن العديد من الأحداث المشوقة بسبب التداخل بين ماضي الشخصيات وحاضرها مما يُدخل الجميع في مناورات نفسية لمعرفة الشخص الحقيقي وراء حادث خطف يقع في أول حلقة.

يشارك في بطولة المسلسل الذي عرض منه حتى الآن 8 حلقات من أصل 10، عدد كبير من النجوم أبرزهم خالد النبوي، يسرا اللوزي جيهان الشماشرجي، هاني عادل، دياموند بو عبود، أحمد وفيق، إنجي المقدم، محمد كيلاني، أحمد مجدي، وهو من إنتاج شركة "S Productions" لسالي والي، وتأليف هشام هلال، وإخراج أحمد خالد.


تقديم عمل عالمي بهوية مصرية

تواصل "إعلام دوت كوم" مع المخرج أحمد خالد، الذي كشف لنا عن مزيد من كواليس التصوير وكانت البدابة حول ما إذا كان قد شاهد المسلسل الأصلي قبل الشروع في العمل أم لا.


قال "خالد" إنه شاهد بالفعل مسلسل Seven Types of Ambiguity، كجزء من البحث والتحضير للعمل، إذ أنه كان من المهم فهم أسلوب السرد واستخدام زوايا مختلفة لرواية القصة، وهو ما ألهمه في تشكيل رؤية المسلسل، مؤكدا على أنه حافظ بالطبع على تقديم هوية خاصة بالعمل المصري تتماشى مع الثقافة والقصة التي أراد إيصالها.

كما أشار إلى أنه تعاون مع المؤلف هشام هلال، لفهم روح النص والعمل على تمصيره وإعطاءه طابع خاص يميزه، حيث بذل "هلال" مجهودا كبيرا في إضافة شخصيات وخطوط وأحداث جديدة ليكتمل العمل ويصبح له هوية وعمق خاص بهم، معلقا: "هشام هلال مؤلف مبدع ويمتلك عوالم خاصة به يتميز بها".


ولفت إلى أنه كان مخططا منذا بداية التحضير للسيناريو على أن تخصص كل حلقة للحديث عن شخصية من شخصيات العمل، موضحا السبب: "أردنا أن نمنح كل شخصية مساحة كافية لتقديم قصتها ورؤيتها للأحداث، مما يسمح للمشاهد بفهم الدوافع العميقة لكل شخصية".


فيما رد على التساؤل الذي دار حول سبب ظهور مشاهد عديدة تبرز حالة الترف التي عاشها الأبطال بطريقة ظنها البعض في البداية أنها خارج مصر قائلا: " العمل مصري وتدور أحداثه بمصر.. ولكن القصد أن تكون بيئة الأحداث عالمية ومفتوحة، بحيث يتفاعل المشاهد مع الشخصيات والقصة بشكل أعمق دون التركيز على مكان معين. أردنا أن تكون القصة محايدة من حيث الزمان والمكان لتصل إلى الجمهور في أي مكان بنفس العمق والإحساس وإن كانت التفاصيل مصرية".


وعما إذا كان العمل واجه عوائق أو صعوبات خلال التصوير قال: "بالطبع كل إنتاج ضخم يواجه تحديات، من إدارة المواقع إلى تزامن الجداول الزمنية، المشاهد التي تطلبت التحضير الأكبر كانت المشاهد التي جمعت عدة شخصيات في مكان واحد، مثل مشهد المحكمة.. حيث كنا نحرص على توصيل التوتر والدراما بين الجميع بشكل متقن، وأيضاً مشهد غرق الطفل زين لصعوبة التحضيرات له من تفاصيل وخاصة التصوير أسفل الماء".

الرابط المشترك بين النجوم كان أولوية قصوى

وبالنسبة لمرحلة اختيار أبطال العمل، فأكد على أنها تمت بعناية فائقة، مما تطلب منهم استغراق بعض الوقت للتأكد من تطابق الشخصيات مع الممثلين، موضحا: "جلسنا مع كل ممثل بشكل منفصل، وناقشنا أبعاد الشخصية وكيف ستُقدم. وبعدها قمنا بعمل بروڤات للقراءة مع الممثلين.. كان الهدف هو جعلهم يشعرون بالارتباط بالشخصية على مستوى عاطفي وإنساني، حتى الأدوار الثانوية والمساعدة تم العمل معها ليكون هناك تناغم بينها وبين كل الشخصيات".


ولفت إلى أن الرابط الأساسي الذي حرص على إبرازه بين شخصيات العمل التي اختارها هو الانسجام حيث كانت هذه الصفة أولوية قصوى بالنسبة له، مضيفا: "حرصنا على اختيار ممثلين يستطيعون نقل التوترات والعلاقات بين الشخصيات بصدق.. كان هناك تركيز على تقديم شخصيات متباينة، لكن في نفس الوقت يمكن للمشاهد أن يرى الرابط العاطفي أو الفكري بينها".

وأوضح سبب اختياره للفنانة دياموند بو عبود، رغم تحدثها باللهجة اللبنانية خلال العمل، هو حضورها القوي الذي يناسب الشخصية بشكل كبير، مشيرا إلى أنهم حافظوا على لهجتها اللبنانية لأنها تضيف بُعدًا ثقافيًا وخاص للشخصية، مما يعزز تنوع الشخصيات ويثري التجربة الدرامية.


ووصف "خالد" العمل مع الفنان خالد النبوي، بطل العمل والذي جسد دور "طارق" والد الطفل "زين" الذي تم اختطافه في أول حلقة ودارت حوله الأحداث، قائلا: "العمل مع خالد النبوي كان تجربة ملهمة، فهو ليس فقط ممثل كبير ومتمكن بل أيضًا شريكًا مثاليًا في العمل. كان دائمًا حريصًا على تقديم أفضل ما لديه، سواء في المشاهد أو في مساعدة زملائه على تقديم أداء قوي.. خالد النبوي في مكان متفرد، وهناك تفاهم كبير بيننا أثناء العمل".


وبالحديث عن خالد النبوي، كشف لنا أحمد خالد أيضًا كواليس تعامله مع الطفل أحمد ميدان، الذي أدى دور الطفل "زين"، حيث أكد: "تعاملنا مع زين بعناية خاصة، لذا اعتمدنا على التفاعل الطبيعي أكثر من التوجيه الصارم، وحرصنا على خلق بيئة مريحة له في الكواليس ليتمكن من التعبير بعفوية.. عملنا أيضًا على شرح كل مشهد بلغة بسيطة يمكنه استيعابها، كما حرصنا أيضًا على تواجده في التحضير مع خالد النبوي ويسرا اللوزي ليحدث بينهم معايشة ليكون طبيعياً معهم أثناء التصوير".

تجربة شهدت دعم واهتمام

على صعيد آخر، تحدث "خالد" أيضًا عن تعاونه مع منصة "tod" التي تعد أحد أبرز المنصات الحديثة في مصر والشرق الأوسط، قائلا: "ربما كان هناك بعض القلق الطبيعي حول العمل مع منصة جديدة، ولكنه قلق نابع من أنني أريد أن أقدم معهم أفضل نتيجة ممكنة، لأنه أول مشروع من إنتاجهم وهو ما يعد ثقة ومسؤولية كبيرة كانت على عاتقي وعلى عاتق كل فريق العمل".

تابع: "لكن ما شجعني هو رؤية المنصة واهتمامها بتقديم محتوى بجودة عالية.. كانت تجربة رائعة وشهدت دعمًا كبيرًا من فريق المنصة ومن شركة الإنتاج ومن سالي والي المنتجة، ومحمود دسوقي المشرف على المشروع، وعلي علام، ومصطفى الغزولي، وكافة أفراد فريق الإنتاج".

أما موقفه من فكرة تقليل عدد الحلقات أو زيادتها لتصبح 30 حلقة كما اعتاد الجمهور في السنوات الماضية، فقال: "أفضل النوع الذي يخدم القصة.. إذا كانت القصة تحتاج عددًا قليلًا من الحلقات، فهذا مثالي للحفاظ على تركيز المشاهد. لكن إذا كانت القصة تحتاج وقتًا أطول لتتطور، فلا بأس من تمديد عدد الحلقات بشرط الحفاظ على الجودة".

مشاريع فنية منتظرة

من ناحية أخرى، قال "خالد" إنه يعمل حاليا على عدة مشاريع قيد التطوير، موضحا أن بعضها يدور حول قصص إنسانية عميقة وأخرى تستكشف قضايا مجتمعية بجرأة، معلقا: "قريبًا سأعلن عن عمل جديد أعتقد أنه سيحظى باهتمام كبير".

فيما كشف أيضًا أنه يقوم حاليا بتصوير عمل جديد مع نفس شركة الإنتاج "S Productions"، ومنصة "tod"، وذلك لعرضه خلال موسم رمضان 2025، مؤكدا على سعادته بتكرار التعاون مع الجهتين في مشروع جديد.

نرشح لك: أضفنا 4 شخصيات.. هشام هلال: تجربة سراب "تأصيل" لعمل مقتبس