تشارك الدكتورة مي موافي مدرس اللغويات والترجمة بجامعة الأزهر، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ56، بترجمات 4 أعمال.
الأعمال الأربعة هي: "حاج في مكة" و"الحياة في البلاط الملكي المصري" و"ينبع وجدة والمخا" عن دار "غراب للنشر والتوزيع"، وكتاب "سيوة" عن دار العربي.
كتاب "حاج في مكة" يتناول الكتاب أهمية كتابات الرحالة الغربيين في توثيق تاريخ شبه الجزيرة العربية، وخصوصًا الحجاز، الذي كان مجهولًا نسبيًا للأوروبيين حتى القرن التاسع عشر. يركز على رحلة الضابط البريطاني "ويفل"، أول من وصل إلى المدينة المنورة بالقطار، وأفرد فصلًا لخط سكك حديد الحجاز ودوره في الثورة العربية.
الكتاب يُصنف ضمن الكتابات ذات الخلفية السياسية والعسكرية، حيث يُرجح أن ويفل كان مكلفًا من وزارة الحرب البريطانية، وليس بدافع شخصي أو علمي بحت. الكتاب كان مرجعًا مهمًا لضباط الاستخبارات البريطانيين مثل "لورانس العرب" وجون فيلبي، مما يعكس دوره في رسم ملامح تاريخ المنطقة والتنافس الاستعماري عليها.
كتاب "الحياة في البلاط الملكي المصري"، أحد أعمال المؤرخ الإنجليزي ألفرد جشوا بتلر، المعروف بكتاباته المهمة عن تاريخ مصر. يضم هذا العمل تفاصيل دقيقة عن الحياة اليومية في البلاط الملكي المصري، بالإضافة إلى تصويره للواقع الاجتماعي والثقافي في القصور والشوارع المصرية خلال فترة تاريخية مفصلية. يتميز الكتاب بأسلوبه التحليلي الصادق، الذي أثار جدلًا واسعًا عند صدوره بسبب رصده الصريح للحقائق الاجتماعية والمعيشية.
رغم القيمة التاريخية الكبيرة للكتاب، ظل غير مترجم لأكثر من قرن نتيجة النقد الذي واجهه الكاتب عند تناوله للواقع المصري بجرأة. إلا أن ترجمته الحديثة على يد الأكاديميين د. محمد عزب ود. مي موافي أخرجته إلى دائرة الضوء، ليُثري المكتبة العربية بعمل جديد يُلقي الضوء على جوانب مهمة من تاريخ مصر.
كتاب "ينبع وجدة والمخا" يقدم الكتاب رؤية فريدة للمجتمع العربي من خلال انطباعات أحد الرحالة الغربيين عن مصر وحياتها الاجتماعية. يتناول الكاتب وصفًا لحياة النساء العربيات، مشيرًا إلى حريتهن النسبية مقارنة بالنساء في المدن الأوروبية، كما يبرز مظاهر الاستقلال والاحترام المتبادل في الثقافة العربية، مثل المصافحة بحرارة وإخلاص بدلًا من مظاهر الخضوع التقليدية التي لاحظها في شعوب شرقية أخرى.
"كتاب سيوة" يدور حول ستة رحالة بريطانيين زاروا واحة سيوة وخطوا عنها في كتاباتهم خلال الفترة بين عام 1792 م وحتى عام 1920 م في محاولة جادة لتوثيق أهم رحلات البريطانيين من وإلى هذه الواحة عبر قرابة قرن وربع من الزمان. وقد لجأ المترجمان إلى الترجمة الطولية لاستخلاص الأجزاء المكتوبة عن سيوة فقط مع ترك فصول أخرى تتناول أقطارًا وموضوعات شتى. تلاحظ تباين آراء الرحالة في بعض الأحيان وهذا أمر طبيعي نظرًا لاختلاف التوقيتات التي زاروا فيها الواحة، ناهيك عن التطور الطبيعي للأشياء مع دوران عجلة الزمن، كما لا نستطيع أن نغفل وجهات النظر الشخصية والتي لا تتسم دومًا بالموضوعية المطلقة أو الحيادية المجردة.