سالي فراج
خلال سنوات قليلة تحول تطبيق "أخضر"، الذي بدأ كقناة يوتيوب لتلخيص الكتب، إلى منصة تعليمية متكاملة تسعى إلى تسهيل الوصول إلى المعرفة للجمهور العربي في مختلف أنحاء العالم.
وفي حوار خاص مع "إعلام دوت كوم"، تحدث محمد أسامة، مؤسس "أخضر"، عن فلسفة التطبيق، والتحديات التي يواجهها، واستراتيجيات التسعير والخصومات، ورؤيته لمستقبل التعليم المصغر والمنافسة في السوق العربي.
أوضح محمد أسامة أن فكرة تقديم خصومات تصل إلى 75% جاءت نتيجة الأوضاع الاقتصادية وتذبذب أسعار الصرف، حيث إن الاشتراك السنوي في التطبيق محدد بالدولار لأن جميع التكاليف التشغيلية - من خوادم، وأدوات تقنية، ومزودي خدمات مثل التعليق الصوتي - يتم تسعيرها بالدولار.
سعر الدولار أدى إلى زيادة الاشتراك السنوي بأخضر
وأضاف أن ارتفاع سعر الدولار أدى إلى زيادة تكلفة الاشتراك بالنسبة للمستخدمين في مصر، لذلك تحرص الشركة على تقديم خصومات، مثل خصومات معرض الكتاب، بهدف إتاحة التطبيق لأكبر عدد ممكن من الجمهور، خاصة الطلاب والشباب، وأكد أن الخصم على الاشتراك السنوي الذي وصل إلى 75% يتم اتاحته داخل المعرض فقط خلال فترة إقامته الحالية.
وأشار "أسامة" إلى أن تسعير التطبيق يتأثر بعوامل عدة، منها حجم المكتبة، عدد الموظفين، وغيرها ما يجعل من الضروري إيجاد حلول متوازنة بين تقديم محتوى ذي قيمة والحفاظ على الاستمرارية.
مراحل تطبيق "أخضر"
تحدث محمد أسامة عن مراحل تطور "أخضر"، موضحًا أن الفكرة بدأت في عام 2016 عندما أطلق قناة يوتيوب لتلخيص الكتب، حيث كان يحب القراءة ومشاركة الأفكار مع أصدقائه، ولم يكن يتوقع انتشار الفكرة على نطاق واسع، لكنه استمر في تطويرها حتى سافر في منحة تعليمية عام 2018، وهناك أدرك أن المشروع يمكن أن يكون أكبر من مجرد قناة يوتيوب.
أكمل أنه في عام 2021، تحول "أخضر" إلى شركة رسمية تعمل على تقديم المحتوى بطريقة أكثر احترافية، حيث لم يعد الأمر مجرد تلخيص للكتب، بل أصبح منصة تعليمية متكاملة تضم محتوى مخصصًا يساعد المستخدمين على الاستفادة من المعرفة بطرق مختلفة.
"أخضر" لا يسعى لاستبدال الكتب
أكد محمد أسامة أن سوق التطبيقات التعليمية العربية لا يزال في مرحلة التكوين، وبالتالي لا توجد منافسة شرسة، بل إن الشركات العاملة في المجال تكمل بعضها البعض، مضيفاً أن "أخضر" لا يهدف إلى استبدال الكتب، بل يعمل كوسيط يشجع المستخدمين على القراءة، خاصة لمن يجدون صعوبة في التركيز لفترات طويلة.
وأشار إلى أن التطبيق يخدم كافة المتحدثين باللغة العربية، سواء داخل الوطن العربي أو في الخارج، حيث يواجه البعض صعوبة في العثور على محتوى معرفي باللغة العربية، وهو ما يسعى "أخضر" إلى توفيره.
كما شدد على أن المنافسة ليست تهديدًا، بل هي المحرك الأساسي لتطوير السوق، موضحًا أن هناك فرصة كبيرة لظهور تطبيقات أخرى بنفس الفكرة، فالسوق قادر على استيعاب أكثر من مشروع مشابه، نظرًا لوجود طلب متزايد على المعرفة.
التعليم المصغر: تقديم المعرفة بأسلوب يناسب العصر
من أبرز استراتيجيات "أخضر" المستقبلية، التركيز على "التعليم المصغر"، وأوضح "أسامة" أن التوجه العام يشير إلى تراجع قدرة الجمهور على التركيز لفترات طويلة بسبب تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يجعل تقديم المعرفة بأسلوب مبسط وسريع أمرًا ضروريًا.
وأشار إلى أن الفكرة ليست مجرد اختصار المحتوى، بل إعادة تقديمه بطريقة تتناسب مع أسلوب حياة المستخدمين، بحيث يمكنهم استغلال الأوقات الضائعة خلال يومهم - مثل فترات الانتظار أو التنقل.
طرق مخاطبة الأجيال الجديدة مختلفة
كما تحدث "أسامة" عن التحدي المتعلق بجذب الجمهور الأصغر سنًا، خاصة على منصات مثل "تيك توك"، موضحًا أن هذا الجيل نشأ في بيئة رقمية مختلفة عن الأجيال السابقة، وبالتالي لا يمكن مخاطبته بنفس الطرق التقليدية.
وأضاف أن المشكلة لا تكمن في الجمهور، بل في مقدمي المحتوى الذين يجب أن يغيروا أسلوبهم ليناسب طرق الاستيعاب لدى الأجيال الجديدة. وأكد أن "أخضر" يتبنى هذه الفلسفة، حيث يسعى إلى تبسيط المحتوى.
نرشح لك: "ثريا" يفتتح مهرجان الإسماعيلية في عرضه العالمي الأول