عقدت ساقية الصاوي ندوة “النوستالجيا في زمن البودكاست والذكاء الاصطناعي”، بمشاركة نخبة من الإعلاميين والمتخصصين، وأدارها المخرج أحمد عبد العليم القاسم، مؤسس مبادرة ستاند باي AI، التي تهدف إلى إعداد الشباب لمواكبة التطورات الإعلامية في مجال الذكاء الاصطناعي.
أوضح أن مفهوم النوستالجيا يختلف بين الأجيال، قائلًا: “بالنسبة لجيلنا، النوستالجيا تعني بابا ماجد، أما الجيل الحالي، فهي كابتن ماجد”.
فاجأ الدكتور ياسر محب، رئيس مهرجان القاهرة للسينما الفرانكوفونية، الحضور بعرض مجسمين رقميين، الأول لأم كلثوم احتفالًا بذكرى وفاتها الخمسين، والثاني لفيروز احتفالًا بعيد ميلادها التسعين.
وأكد في كلمته على دور السينما في الجمع بين الحنين للماضي وإبهار المشاهد بتقنيات المستقبل، مشددًا على أن كل فرد له دور في الحفاظ على التراث، ولا يجب إلقاء المسؤولية بالكامل على الجهات الحكومية.
كما تحدث عن مفهوم الفرانكوفونية، موضحًا أنه يحمل معنيين: الأول يتعلق باللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية، بينما يشمل الثاني نطاقًا أوسع يضم 88 دولة، حيث تتداخل التقاليد والثقافات في نسيج مشترك يعكس تنوعًا ثقافيًا يتجاوز حدود اللغة.
تحدثت الإعلامية رينال عويضة، مقدمة برنامج العنكبوت على قناة أزهري، عن شغفها بالشخصيات التاريخية مثل سعد زغلول، وكيف ساعد الذكاء الاصطناعي في تخيل ملامحهم وتعابيرهم عند الضحك أو الحديث، لكنها أكدت أن الذكاء الاصطناعي، رغم إمكانياته الخارقة، لا يزال عاجزًا عن استلهام مشاعر الحنين، لأنها محفورة في وجدان البشر وحدهم.
كما استعرضت فقرتها “اتعلم AI”، التي تهدف إلى تبسيط تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الجمهور كيفية استخدامها بشكل آمن وفعّال.
من جانبه، تحدث الإعلامي حسن عثمان عن تجربته في برنامج وطن رقمي، ودعمه للشباب المهتمين بالتكنولوجيا، وأشار إلى أن العديد من الوظائف التقليدية ستختفي بسبب الذكاء الاصطناعي، لكنه أكد أن الفرص الجديدة ستكون أكبر بكثير، مؤكدًا أهمية تعلم البرمجة وعلوم البيانات لضمان مواكبة التطور.
السرداب.. رحلة في ذكريات النوستالجيا
تناول الكاتب والإعلامي حاتم حيدر مفهوم النوستالجيا من خلال كتابه “نوستالجيا”. وأوضح أن الكتاب يأخذ القارئ في “سرداب الذكريات”، حيث يمر بمحطات مثل البيت الكبير، ولمة العائلة، والتلفزيون في زمن الإعلانات الكلاسيكية.
كما شدد على أهمية دراسة التاريخ لفهم الحاضر والتخطيط للمستقبل، قائلًا: “لازم نشوف تاريخنا عشان نطلع لقدام ونتعلم منه.” كما تحدث عن برامج الطفولة التي أثرت في الأجيال السابقة، مثل سينما الأطفال وعالم الحيوان، مؤكدًا أن الإعلام القديم كان أكثر دفئًا وقربًا من الجمهور.
الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي
من المشاركات اللافتة، تحدث المهندس وليد حجاج، المعروف بـ صائد الهاكرز، عن أهمية الأمن السيبراني، محذرًا من مخاطر تقنيات الذكاء الاصطناعي إذا لم تُستخدم بحذر. كما شرح لغز الديب سيك الصيني وتأثيره على الحماية الرقمية.
أما تامر الفقي، خبير التنمية البشرية، فتناول البعد النفسي للنوستالجيا، موضحًا كيف تؤثر الذكريات على تشكيل الشخصية وتعزيز الشعور بالانتماء، كما تحدث عن دور البودكاست في خلق مساحات جديدة للتعبير عن الحنين للماضي مثلما كانت تجربته مع ذابودكاسترز بالقرب من احتفالا باليوم العالمي للإذاعة
في ختام الندوة، كرمت مبادرة ستاند باي AI المشاركين، كما احتفلت ساقية الصاوي بعيدها الـ22 وذكرى ميلاد مؤسسها الأديب عبد المنعم الصاوي الـ107. وتم تكريم شباب ستاند باي AI لجهودهم في التنظيم والإعداد الإعلامي للحدث، مما يعكس دور الشباب في تشكيل المشهد الإعلامي المستقبلي.