مع انطلاق فعاليات الدورة الـ26 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، حاور "إعلام دوت كوم" رئيسة المهرجان، المخرجة والمنتجة هالة جلال، للحديث عن كواليس الدورة الحالية، التحديات التي واجهتها، ورؤيتها لمستقبل المهرجان وهل من الممكن أن تستمر في رئاسة المهرجان الدورة المقبلة؟
التحضير للمهرجان وسط تحديات الميزانية
قالت هالة جلال إن نجاح المهرجان لا يمكن قياسه من منظور فردي، بل يتحدد وفقًا لرأي الجمهور والنقاد، مشيرة إلى أن هدفها الأساسي كان تقديم أفلام متميزة، وأكدت أن تكوين فريق عمل قوي هو العنصر الأهم في نجاح أي خطة، خاصة مع الميزانية المحدودة التي بلغت 3 ملايين جنيه فقط، وهو رقم لا يكفي لإقامة مهرجان سينمائي دولي بالمستوى المطلوب.
الرقابة وحرية الإبداع
وعن مسألة الرقابة على الأفلام، أكدت جلال أنها ليست معنية بشروط السماح أو المنع، لكنها تؤمن بضرورة وجود تصنيف عمري يحدد الفئات المناسبة لمشاهدة كل نوع من الأفلام. وأشارت إلى أن السينما العالمية تعتمد على هذا التصنيف، فالأطفال لا يشاهدون أفلام الرعب أو المشاهد العنيفة، بينما يُترك القرار للبالغين دون فرض وصاية على اختياراتهم.
أما عن منع فيلم "أحلى من الأرض"، فأوضحت أن الرقابة منعت عرضه على الجمهور فقط ولكنه مشارك ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، ولن يُعرض للجمهور العام، مؤكدة أن فوز الفيلم أو خسارته لن يتأثر بمدى مشاهدته جماهيريًا، إذ أن التقييم في النهاية يعود للجنة التحكيم المتخصصة.
حضور النجوم في المهرجان
وعن غياب النجوم الكبار عن المهرجان، قالت جلال إنها لم تكن ترغب في الاستعانة بنجوم لمجرد جذب الانتباه الإعلامي، موضحة أن المهرجان قائم على دعم السينما المستقلة، وليس استعراض الأسماء اللامعة. لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن هناك فنانين حضروا لدعم المهرجان، مثل أميرة فتحي، فيما اعتذر سيد رجب وصبري فواز بسبب الالتزامات، كما شاركت الفنانة سلوى محمد علي في تقديم عرض الافتتاح.
غياب وزير الثقافة عن الافتتاح
أما عن عدم حضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو لحفل الافتتاح، فقد أكدت جلال أنه اعتذر لأسباب طارئة، لكنه سيحضر حفل الختام المقرر إقامته الثلاثاء المقبل، وحول استمرارها في رئاسة المهرجان العام المقبل، قالت جلال إنها لم تحسم قرارها بعد، مؤكدة أن كل شيء في الحياة خاضع للاختيار الشخصي.
أفلام بدون الترجمة بسبب الميزانية
أما عن التحديات المتعلقة بعرض الأفلام الدولية، والتي يتم عرضها ضمن برنامج أفلام العالم دون ترجمة، فكشفت جلال أن هذه الأفلام لم يتمكن المهرجان من ترجمتها للعربية بسبب الميزانية المحدودة، مشيرة إلى أن الأولوية كانت لأفلام المسابقات الرسمية. وأضافت أن بعض الأفلام المصرية التي أخرجها طلبة لم تحصل على ترجمة من قِبَل المهرجان، لكن صُنّاعها قاموا بترجمتها على نفقتهم الخاصة.
وعن إمكانية اتجاهها لإنتاج أفلام تجارية كمنتجة سينمائية، فأكدت جلال على أن كل السينما تحمل جانبًا تجاريًا، حتى الأفلام الوثائقية التي تعمل عليها، مشيرة إلى أن أحدث أفلامها تم بيعه وعرضه على منصة "نتفليكس". لكنها أوضحت أنها لا تسعى لإنتاج أعمال تتماشى مع مفاهيم السينما التجارية الشعبية، بل تركز على تقديم الأفلام التي تؤمن بها وتعبر عن رؤيتها الفنية، دون محاولة إرضاء الجمهور على حساب قناعاتها.
نرشح لك: محمد حاتم: السينما حبي الأول.. ومنع أفلام من العرض ليس حلاً