بسام مرتضى: السينما المستقلة بحاجة إلى نماذج إنتاجية جديدة والأفلام الممنوعة تحتاج لدعم

سالي فراج

شهدت فعاليات الدورة الحالية من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة مشاركة أفلام متنوعة، مع وجود عدد من المسابقات التي كان من بينها مسابقة النجوم الجديدة، التي ضمت عرض 15 فيلمًا في يوم واحد.

وفي هذا السياق حاور إعلام دوت كوم بسام مرتضى الذي شارك كعضو لجنة تحكيم في المسابقة، وتحدث عن رأيه في المهرجان وأبرز النواقص التي يراها في الأفلام المستقلة، خاصة التسجيلية، حيث أشار "مرتضى" إلى أن إنتاج الأفلام لا يزال غير كافٍ، حيث إن عدد المشاريع التي تُطرح يتجاوز بكثير عدد الأفلام التي تُنفذ فعليًا.

وأضاف أن التحديات الإنتاجية الكبيرة تعرقل الكثير من الأعمال، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لنماذج إنتاجية جديدة تمكّن صناع الأفلام إنجاز أعمالهم بميزانيات محدودة، بدلًا من الانتظار لتحقيق الكمال السينمائي، الذي قد يؤدي إلى توقف المشاريع نهائيًا.

أفلام مميزة بإمكانيات بسيطة

كما تحدث عن بعض التجارب اللافتة في مسابقة النجوم الجديدة بالمهرجان، حيث أكد أن هناك أعمالًا استطاعت بإمكانيات بسيطة تقديم محتوى سينمائي ذكي ومؤثر. وذكر فيلم "ماما" الذي استخدم الأرشيف العائلي الشخصي بطريقة مبتكرة، وكذلك فيلم " أنا الشمس"، الذي قدم تجربة بصرية معقدة رغم محدودية الموارد، معتبرًا أن هذه النماذج تثبت إمكانية تحقيق أفلام قوية بطرق إنتاجية بديلة.

تطرق الحوار إلى أهمية إقامة مهرجانات سينمائية خارج القاهرة، حيث أوضح أن العاصمة لا تزال تحتكر الفعاليات السينمائية الكبرى، مما يجعل السينمائيين من المحافظات يشعرون بأن عليهم الانتقال إلى القاهرة للحصول على فرصة الاعتراف بأعمالهم.

وأضاف أن التوسع في ورش الإنتاج المستقلة ساعد في ظهور أجيال جديدة من المخرجين في الصعيد والدلتا، لكنه لا يزال يرى أن فرص التعلم والإنتاج السينمائي في هذه المناطق محدودة، مما يتطلب استمرار العمل على كسر هذه المركزية.


معايير الفيلم التسجيلي المتميز

حول العوامل التي تجعل الفيلم التسجيلي ناجحًا، أشار إلى أن العلاقة بين المخرج وشخصيات الفيلم عنصر أساسي، حيث يجب أن يكون هناك تفاعل حقيقي بينهما، وليس مجرد تقديمهم كمادة مثيرة للحكي، كما أكد أن لغة الفيلم السينمائية، سواء البصرية أو الحوارية، يجب أن تكون متماسكة من البداية إلى النهاية، مشيرًا إلى أن ضعف الإيقاع أو فقدان الترابط يؤثران سلبًا على تجربة المشاهدة.


رؤيته للأفلام التسجيلية الطويلة

تحدث عن الصعوبة التي قد تواجه بعض المشاهدين مع الأفلام التسجيلية الطويلة، موضحًا أن الإيقاع هو العنصر الأهم في جذب الجمهور. وأضاف أن المخرج يجب أن يحدد منذ البداية شكل السرد والاتفاق الضمني الذي يقدمه للمشاهد حتى لا يفقد اهتمامه، مشيرًا إلى أن بعض الأفلام تفشل في الحفاظ على هذا التوازن، مما يجعل مدتها الطويلة عبئًا على المشاهدة.

رأيه في مشاركة الأفلام الممنوعة من العرض

فيما يخص عرض الأفلام التي واجهت مشكلات رقابية، أكد أن مشاركة فيلم مثل " أحلى من الأرض" في مسابقة الأفلام القصيرة بمهرجان الإسماعيلية خطوة إيجابية تُحسب للمهرجان -رغم أنه ممنوع من العرض- خاصة أن مخرجه شريف البنداري يعد من الأسماء البارزة في السينما المستقلة. وأوضح أن دعم هذه الأعمال يعزز حرية التعبير السينمائي، مشيرًا إلى أهمية تضامن المجتمع السينمائي مع صناع الأفلام الذين يواجهون تحديات رقابية.


مشاريع بسام مرتضى القادمة

كشف أنه يعمل حاليًا على فيلم روائي جديد تدور أحداثه بين مصر ولبنان، مع استمرار اهتمامه بالمشاريع التسجيلية. وأكد أنه يسعى إلى تقديم أفلام مستقلة يمكنها إيجاد جمهور في السوق، مشيرًا إلى أن نجاح فيلمه "أبو زعبل 89" في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الماضية أثبت أن هناك جمهورًا للأفلام المستقلة إذا تم تسويقها وعرضها بالشكل المناسب.


نرشح لك: محمد حاتم: السينما حبي الأول.. ومنع أفلام من العرض ليس حلاً