سالي فراج
يكسر فيلم "4 أيام" الصورة النمطية حول الخجل والكسوف في العلاقات العاطفية، حيث يسلط الضوء على معاناة شاب وليس فتاة، في انعكاس عميق لمشاعر الاكتئاب والانطواء لدى الرجال.
الفيلم، الذي شارك في مسابقة النجوم الجديدة بمهرجان الإسماعيلية بدورته المقامة حاليا، استطاع في 13 دقيقة فقط أن يروي قصة شاب في منتصف العشرينيات يخطط للانتحار في عيد ميلاده، ولكنه يجد نفسه عالقًا بين رغبته في إنهاء حياته وإمكانية التمسك بالأمل من خلال الحب.
يظهر المخرج إسماعيل جميعي براعة في تصوير الصراعات الداخلية للبطل، بدءًا من وقوفه في شرفة العمل يفكر في القفز، إلى تراجعه في اللحظة الأخيرة عندما تحاول زميلته الاقتراب منه والحديث معه.
في مشهد آخر، يلجأ البطل إلى الذكاء الاصطناعي "ChatGPT" لمحاولة تعلم كيفية بدء محادثة مع فتاة أو حتى تقبيلها، وهو تفصيل ذكي يكشف عزلته وصعوبة تواصله مع الآخرين، وأحد أقوى عناصر الفيلم هو تصويره لمعاناة الاكتئاب من منظور مختلف، حيث يُبرز أن الرجال أيضًا يعانون من المشاعر ويحتاجون إلى الحب، عكس الصورة النمطية التي تفترض أن المرأة فقط هي التي تعاني من الخجل والانطواء.
تنقل المشاهد السريعة ببراعة تطورات حالته النفسية، مثل نقله لسريره في منطقة مظلمة في غرفته أثناء تفكيره في الانتحار، ثم عودته إلى الضوء عندما يبدأ في التعلق بالأمل، ولكن رغم محاولات الفتاة للتقرب منه، مع استمرار معاناته وعدم فهمها لما يشعر تبتعد عنه ليجد نفسه مجددًا وحيدًا على حافة قراره المصيري.
المشهد الأخير يترك بصمة قوية، حيث يقرر البطل الانتحار، لكن ابتسامة عابرة من فتاة أخرى في شرفة مجاورة تجعله يتراجع في اللحظة الأخيرة، في رسالة مؤثرة بأن الحب – حتى لو لم يكن شخصًا بعينه – يمكن أن يكون الدافع الوحيد للتمسك بالحياة، ويظل البطل أو الإنسان بشكل عام في دائرة مغلقة ما بين رغبته في الانتحار والتخلص من كل الأعباء والتمسك بالأمل المفاجئ ومحاولة النجاة فهل ينجو؟!
نرشح لك: عن الميزانية والرقابة وغياب الوزير.. هالة جلال تتحدث لإعلام دوت كوم
بسام مرتضى: السينما المستقلة بحاجة إلى نماذج إنتاجية جديدة والأفلام الممنوعة تحتاج لدعم