فاز "الممنوع" وغاب "الوزير".. أبرز ملاحظات الدورة الـ 26 بمهرجان الإسماعيلية

سالي فراج

في ختام الدورة الـ26 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، برزت مفاجأة كبيرة بفوز الفيلم المصري "إخراج مشترك مع شبح" للمخرج محمد صلاح بجائزة أفضل فيلم قصير، رغم أنه ممنوع من العرض رقابياً!

الفيلم، الذي واجه صعوبات في العرض بسبب منعه من الجمهور العام، نجح في الوصول إلى منصة التتويج، مما أثار تساؤلات حول أسباب منع عرضه وعدم صدور أي بيان رسمي من الرقابة يوضح أسباب هذا القرار.


وفي تصريحات خاصة لـ"إعلام دوت كوم"، قال المخرج محمد صلاح: "أنا مبسوط وبفتخر أن الفيلم خد جائزة في مهرجان الإسماعيلية، دي حاجة كبيرة، مشاركته في المسابقة وفوزه بالجائزة تأكيد على قيمته الفنية".


وعن أسباب المنع فقال "صلاح" إنه حتى الآن، لم تصدر الرقابة على المصنفات الفنية أي بيان رسمي يوضح أسباب منع عرض الفيلم، مكملاً عن فكرة الفيلم الرئيسية التي تدور حول شخص يقوم بتصوير شخص آخر كتحضير لبروفة تمثيلية، لكن الشخص الذي تم تصويره يبدأ في التساؤل حول الغرض الحقيقي من الصورة، الفيلم يعتمد بالكامل على اللقطات المصورة من البروفة مع حوار بين شخصين (الأخوين).

ختام مرتبك: أخطاء تنظيمية وملاحظات بارزة

لم يكن فوز الفيلم الممنوع من العرض هو الحدث الوحيد المثير للجدل في الختام، حيث شهدت الفعالية عدة أخطاء تنظيمية، أبرزها:

- بدأ حفل الختام في تمام الساعة 8 مساءً وكان من المقرر له أن يبدأ في السابعة.

- غاب وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو عن حضور حفل الختام على الرغم من تأكيد المخرجة هالة جلال، رئيسة المهرجان على حضوره ولكن حضر المخرج خالد جلال نائبا عنه، مؤكداً على تواجد الوزير خارج البلاد وهو ما منع حضوره الافتتاح والختام.


- عدم توفر ترجمة فورية، إذ كان المتحدثون الأجانب يُكملون حديثهم بالكامل قبل أن يتم تقديم الترجمة، مما أدى إلى إطالة زمن الحفل وإرباك الجمهور.


- نسيان تقديم جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين (الفيبريسي)، حيث تم إعلان الجوائز ثم تمت إضافة الجائزة بعد انتهاء مراسم الختام.

دورة مهرجان بدون جمهور

وبالعودة لفعاليات المهرجان التي بدأت منذ يوم 5 فبراير حتى 11 فبراير، جاءت الدورة التي ميزانياتها 3 مليون جنيه فقط بضعف في الترويج وهو ما أدى إلى غياب الجمهور العام.


وبحسب بعض أهالي الإسماعيلية، فإن كثيرين يعلمون بوجود المهرجان، لكن لا يعرفون تفاصيله أو طبيعته، وهو ما يعكس ضعف الدعاية للمهرجان. إذ اقتصر الترويج على بوسترات فقط وُضعت أمام قصر الثقافة، ما جعل الفعاليات تمر دون اهتمام شعبي حقيقي.


واقترح بعض الأهالي استخدام وسائل ترويج أكثر تأثيراً، مثل توزيع منشورات ورقية في الأحياء والأسواق، أو الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي لتوعية السكان بأهمية المهرجان وبرنامجه.

إشكالية الترجمة: أفلام تُعرض بلا جمهور

إحدى المشكلات الأخرى التي أضعفت الإقبال على العروض، هي أن برنامج "أفلام العالم" عُرض دون ترجمة عربية، ما جعل الأفلام غير مفهومة لجزء كبير من الجمهور، ونتيجة لهذا، كانت الأفلام تُعرض أمام كراسٍ فارغة!


وعلى عكس المتعارف عليه في المهرجانات السينمائية، لم يتم توزيع الجوائز كاملة خلال حفل الختام، حيث تم توزيع معظم الجوائز في وقت سابق بشكل منفصل، فيما تُركت جائزة مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة والطويلة ليتم الإعلان عنها في الحفل.


كما شهدت الجوائز خطوة غير معتادة، حيث اختارت قناة "الوثائقية" فيلماً من مسابقة "النجوم الجديدة" لعرضه على شاشتها، وكان الاختيار من نصيب فيلم "السعودية رايح بس" للمخرجة سلمى سطوحي، بالإضافة إلى إنتاج فيلم للمخرجة.



"4 أيام".. عندما يصبح الحب فرصة أخيرة للحياة! 

عن الميزانية والرقابة وغياب الوزير.. هالة جلال تتحدث لإعلام دوت كوم 

بسام مرتضى: السينما المستقلة بحاجة إلى نماذج إنتاجية جديدة والأفلام الممنوعة تحتاج لدعم