افتتح أمس، معرض "استيولا" للفنانة صالحة المصري، بقاعة صلاح طاهر بدار الأوبرا المصرية، بحضور السفير أحمد فريد، نائب مساعد وزير الخارجية والدكتورة لمياء زايد رئيسة دار الأوبرا المصرية، والدكتور وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور صلاح المليجي، والدكتور فريد فاضل وجمال حسني مدير إدارة المعارض، والمقتنيات الفنية بمكتبة الاسكندرية.
ويمثل معرض "ستيولا" الحلقة الثانية في سلسلة معارض كيراموس، التي بدأتها الفنانة في يناير العام الماضي في محاولة إنتاج قطعة فنية تحمل ملامح التراث، من خلال تطويع آثار الدخان في مرحلة الاختزال. يسبقها اختيار تصميم للقطعة الفخارية يعود إلى عصر ما قبل الأسرات "حضارة مرمدة بني سلامة، حضارة دير تاسا، حضارة البداري، حضارة نقادة بمراحلها الثلاث، حضارة المعادي".
ثم تطويع رموز الكتابات القديمة "المصرية القديمة، المسمارية، الساسانية، السومرية، الأكادية، الآرامية" لإثراء سطح القطعة الفخارية جماليًا.
لم تقصد الفنانة من تلك الكتابات معنى حرفيًا وإنما قُصد منها الشكل الجمالي للحرف أو الرمز، الذي يضفي على القطعة الفنية سمة جمالية.
ورغم تمسك الفنانة بالمرجعيات التاريخية من حيث التقنية والشكل، لكن ثمة تدخلات واعية أضفت على تجربتها الفنية أبعادًا مفاهيمية حداثية، مثل التعامل مع الخطوط الكتابية كعنصر تشكيلي وهو ما يمكن تتبع صداه في اتجاهات المدارس الفنية الغربية في القرن العشرين مثل نمط التجريدية الحروفية حيث يخرج الحرف عن وظيفته الدلالية إلى وظيفة جمالية محضة، وساعد على ذلك استخدامها لحروف كتابات غير معروفة غالبًا لدى المتلقي وتنسيقها في تشكيلات تتواءم مع مسارات خطوط القطعة الفخارية وأبعادها.
جاءت أعمال المعرض في تلك الصيغة لتدل على معنى إنساني يؤكد أهمية ارتباط الإنسان بموروثه الثقافي الذي يمثل جذوره بل هويته.