علي جمعة يرد على جدل "إمكانية إلغاء النار" في الآخرة

أثار الدكتور علي جمعة، المفتي السابق لمصر، جدلًا بعد تصريحاته في برنامج "نور الدين"، حيث أشار إلى إمكانية أن يلغي الله النار في الآخرة، مستندًا إلى رأي بعض علماء أهل السنة والجماعة.

قال علي جمعة ردا على ذلك في لقاء مع قناة "العربية": "الله لا يخلف وعده.. لكن قد يخفف وعيده". مؤكدا أن هذا الرأي ليس جديدًا، بل هو مذهب معروف بين أهل السنة والجماعة، وأورده كل من ابن القيم وابن تيمية. وأضاف أن الله سبحانه وتعالى قد يخفف وعيده برحمته الواسعة، لكنه لا يخلف وعده.

نرشح لك: باكية.. شقيقة آية عادل تكشف تفاصيل صادمة حول الوفاة

أضاف: "قضية أن النار قد تفنى أو قد تُلغى، أو أن الله يفعل فيها ما يشاء بتجلِّي رحمته، هو أمر ليس بجديد، بل ذكره علماء السنة عبر العصور. الله لا يخلف وعده، لكن وعيده قد يخفف برحمته".

وعند سؤاله عن مدى صحة طرح هذه القضايا في العقيدة الإسلامية، خاصة أنها من المسلّمات الدينية، رد "جمعة" بأن المسألة لا تتعلق بنفي وجود النار أو إثباتها، بل بمدى قدرة الله على الرحمة. وقال: "هناك توجه ثقافي قائم على التخويف فقط، نشأ منذ عهد الخوارج، وهو ما رفضه الصحابة. الإسلام دين رحمة، ومن هنا كان حديثنا عن أهمية عبادة الله بالحب والشوق، وليس بالخوف والرهبة فقط".

كما استشهد بحديث "البطاقة" الذي يرويه أهل الحديث، والذي يوضح سعة رحمة الله بعباده، حيث يُغفر لرجل بسبب بطاقة مكتوب عليها "لا إله إلا الله"، رغم كثرة سيئاته.

وعندما واجهه المذيع بآيات صريحة في القرآن الكريم تؤكد أبدية النار وخلود المشركين فيها، مثل قوله تعالى: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودًا غيرها ليذوقوا العذاب" (النساء: 56)، "يريدون أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم" (المائدة: 37). أكد "جمعة"، أن تلك آيات حق، وتأتي في سياق قراءة القرآن قراءة كلية، وأنه لا ينكر هذه الآيات، لكنه أشار إلى ضرورة قراءة القرآن ككل متكامل، مستشهدًا بالآية: "لابثين فيها أحقابًا" (النبأ: 23) وأوضح أن هذه الآية تشير إلى أن العذاب قد يكون له أمد طويل، لكنه ليس بالضرورة أبدياً، مضيفًا أن بعض العلماء مثل عمر بن الخطاب وابن تيمية وابن القيم أشاروا إلى إمكانية فناء النار، مما يفتح بابًا للتأمل في رحمة الله الواسعة.

اختتم علي جمعة حديثه بالتأكيد على أن رحمة الله تتجاوز الحسابات البشرية، حيث قال: "يدخل الجنة سبعون ألفًا بلا حساب، ويشفع كل واحد منهم في سبعين ألفًا، وهو ما يعني دخول أربعة إلى خمسة مليارات إنسان إلى الجنة، وهو رقم يتجاوز عدد المسلمين عبر العصور، مما يدل على أن رحمة الله واسعة".