مشروعات طموحة توقفت وأخرى لم تكتمل.. حسين بكر يتحدث عن فترة رئاسته للمركز القومي للسينما

الرئيس السابق للمركز القومي للسينما: لم أختلف مع وزير الثقافة.. واستطعنا تحقيق إنجازات رغم الأزمات المالية

سالي فراج

كشف الدكتور حسين بكر، الرئيس السابق للمركز القومي للسينما، في حوار خاص مع "إعلام دوت كوم"، عن أبرز الإنجازات التي حققها خلال فترة رئاسته، والتحديات التي واجهها، بالإضافة إلى رأيه في مستقبل مهرجان الإسماعيلية، وأسباب تأخر تعيين رئيس جديد للمركز بعد رحيله.

إنجازات حسين بكر خلال عام واحد بالمركز

تحدث "بكر" عن الإنجازات التي تحققت خلال فترة توليه المنصب لمدة عام، مشيرًا إلى تنظيم الدورة الـ25 لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، والتي وصفها بأنها كانت دورة مميزة، حيث شهدت عرض 121 فيلمًا من 62 دولة، إلى جانب إقامة الدورة الخامسة من ملتقى رؤية لسينما الشباب.


وأوضح أن الدورة الخامسة من ملتقى رؤية تضمنت جوائز مادية مقدمة من شركات إنتاج كبرى مثل شركة الماسة وريد ستار ونقابة المهن السينمائية، كما شهدت تكريم شخصيات بارزة مثل مدير التصوير محمد شفيق.

مشروعات طموحة كادت أن تتوقف

وأشار "بكر" إلى أن ملتقى رؤية كان مهددًا بالتوقف تمامًا في عام 2023 بسبب غياب رئيس للمركز القومي للسينما، لكنه تمكن من إعادته إلى الساحة مرة أخرى مع إضافة تطويرات جديدة.

كما تحدث عن دورات الماستر كلاس التي تم تنظيمها ضمن فعاليات الملتقى، حيث تضمنت محاضرات متخصصة قدمتها الدكتورة إيمان يونس، عميدة معهد السينما، والدكتورة رانيا يحيى، المتخصصة في موسيقى الأفلام.

وعن الدورة الـ26 لمهرجان الإسماعيلية، أوضح بكر أنه لم يكن جزءًا من التحضيرات بسبب انتهاء فترة عمله في نوفمبر 2024، مشيرًا إلى أنه كان موجودًا فقط في بعض التحضيرات الأولية مع هالة جلال رئيس المهرجان، لكنه لم يستطع متابعة تفاصيل التنظيم بسبب انتهاء مهمته.

مشاكل التمويل وأزمة الميزانية

أكد "بكر" أن أكبر عقبة واجهت المركز القومي للسينما هي الميزانية المحدودة، مشيرًا إلى أنه لأول مرة تمكن من التواصل مع وزارة التعليم العالي للحصول على دعم إضافي لمهرجان الإسماعيلية في دورته الـ 26 التي أُقيمت مؤخراً، بالإضافة إلى دعم من وزارات الشباب والثقافة والتضامن، لافتًا إلى أن ضعف الميزانية يعوق إنتاج الأفلام ودعم المهرجانات بالشكل المطلوب.

نرشح لك: عن الميزانية والرقابة وغياب الوزير.. هالة جلال تتحدث لإعلام دوت كوم


مشروعات ثقافية وتنموية لنشر السينما

تطرق "بكر" أيضًا إلى جهوده في نشر الثقافة السينمائية عبر تأسيس عدد من نوادي السينما في مختلف المحافظات، منها:

- إعادة تشغيل نادي سينما دمنهور بالتعاون مع دار الأوبرا.

- تأسيس نادي سينما الإسماعيلية بالشراكة مع مكتبة مصر العامة.

- إطلاق نادي سينما بنها لتقديم عروض شهرية للجمهور.

- تنظيم عروض سينمائية شهرية في القاهرة بمكتبات مصر العامة.

كما تحدث عن معرض "بين الشاشة واللوحة"، الذي أقيم في مركز الهناجر للفنون، واستعرض أعمالًا فنية مستوحاة من السينما المصرية، بمشاركة فنانين كبار مثل محمد عبلة.

إنتاج أفلام وثائقية وترميم التراث السينمائي

وكشف "بكر" عن نجاحه في إنتاج وترميم عدد من الأفلام خلال فترة رئاسته، ومنها:

- فيلم "بليغ.. عاشق النغم" عن الفنان بليغ حمدي، الذي أخرجه حسين بكر.


- فيلم "4 ستات في سوق الخميس" للمخرج طارق الزرقاني.


- فيلم "بُعد نظر" للرسوم المتحركة.

- فيلم "وش الصبح" للمخرج عمر عبد العزيز، والذي لم يخرج للنور حتى الآن.

كما أشار إلى مشروع ترميم الأفلام القديمة، حيث تم ترميم وعرض أفلام للمخرج عبد القادر التلمساني، والفيلم التسجيلي الوحيد للمخرج عاطف الطيب، والذي تم عرضه لأول مرة في افتتاح مهرجان "بردية لسينما الومضة" في الدورة الأولى التي جاءت باسمه.

كما أوضح أنه يرى أن المركز سيستعيد دوره من خلال وجود تعاون مشترك مع جهات مثل قناة الوثائقية لشراء عرض أفلام المركز، بالإضافة إلى وجود تسويق بطريقة أكبر لأفلام المركز، مع إنشاء منصة رقمية لعرض أعمال المركز ويتم ترجمتها بأكثر من لغة حتى تكون متاحة للجمهور العالمي.

لماذا لم يُعيّن رئيس جديد للمركز حتى الآن؟

وعن سبب تأخر تعيين رئيس جديد للمركز القومي للسينما، رغم مرور 4 أشهر على رحيله -حيث ترك "بكر" المنصب منذ نوفمبر الماضي- فقد أكد على أن هذا القرار بيد وزارة الثقافة.

وحول ما يتردد عن وجود خلافات بينه وبين وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، فأكد "بكر" على أن هذا غير صحيح على الإطلاق، قائلًا: "ليست هناك أي خلافات بيني وبين الوزير، علاقتنا قائمة على الاحترام المتبادل، ولكن لا أعرف سبب التأخير في تعيين رئيس جديد، وبالتأكيد لديه أسبابه".

مستقبل مهرجان الإسماعيلية في خطر؟

أعرب "بكر" عن قلقه بشأن مستقبل مهرجان الإسماعيلية، مشيرًا إلى أن الدورة الأخيرة شهدت أزمة ميزانية حادة، وأنه لا يوجد حتى الآن تصور واضح لما سيحدث في الدورات المقبلة.

وأكد أن المهرجان بحاجة إلى زيادة الميزانية للحفاظ على مستواه، لافتًا إلى أن الميزانية المخصصة له ثابتة -3 مليون جنيه- منذ سنوات رغم ارتفاع الأسعار والتكاليف!

نرشح لك: فاز "الممنوع" وغاب "الوزير".. أبرز ملاحظات الدورة الـ 26 بمهرجان الإسماعيلية


أفكار غير مكتملة.. مشاريع لم تتحقق بسبب ضيق الوقت

كشف "بكر" عن مشروعات كان يطمح لتنفيذها ولم يتمكن بسبب ضيق الوقت، ومنها:

- إطلاق بودكاست سينمائي: يستضيف رواد صناعة السينما في مصر، مثل المخرج محمد عبد العزيز والفنان حسين فهمي.

- إطلاق مدرسة سينمائية صغيرة: لتقديم دورات وورش عمل للشباب المهتمين بالسينما.

- التعاون مع قناة الوثائقية: لعرض أفلام المركز القومي للسينما على شاشتها.

ماذا لو عاد لرئاسة المركز؟

وعند سؤاله عن القرارات التي سيتخذها إذا تم التجديد له مرة أخرى كرئيس للمركز القومي للسينما، قال "بكر" إنه سيضع إنتاج الأفلام على رأس أولوياته، كما سيعمل على توفير كاميرات حديثة وتجديد معدات المونتاج، وهي مشروعات بدأها لكنه لم يتمكن من استكمالها.

رسالة إلى رئيس المركز القادم

وجه "بكر" رسالة إلى من سيتولى المنصب بعده، قائلًا: "ربنا معاه.. أتمنى له كل التوفيق، المنصب يحتاج إلى وعي بإمكانيات المركز وإدارته بذكاء".

وختم حديثه قائلًا: "المركز القومي للسينما جهة خدمية غير هادفة للربح، لكنه يملك تراثًا سينمائيًا عظيمًا، ويجب العمل على استثماره بالشكل الأمثل".