شكل مسلسل "معاوية" المعروض على قناة mbc 1 في رمضان حالة استثنائية بين الأعمال التاريخية التي قدمت بالسنوات الأخيرة مع سقف التوقعات المرتفع من العمل بعد سنوات من التحضير.
في تصريحات لـ"إعلام دوت كوم" تحدث بسام البريكان مدير عام التواصل المؤسسي والعلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية في مجموعة إم بي سي للمرة الأولى عن المسلسل ورد على الانتقادات التي وجهت إليه وكاشفاً للكثير من الكواليس.
1- مسلسل "معاوية" ليس عملًا تاريخيًا شاملاً، بل دراما تتمحور حول الشخصية، فالعمل لا يهدف إلى سرد كامل للحقبة التاريخية التي شهدت الخلاف بين الصحابة، بل يركز على معاوية بن أبي سفيان كشخصية محورية، وهو ما يبرر عدم التركيز على بعض الأحداث التي لم يكن له فيها دور مباشر.
2- تمت مراجعة المسلسل دينيًا وتاريخيًا لتقديم رؤية متوازنة، حيث عمل فريق في MBC Studios ومجموعة MBC مطولًا على المشروع، وحرص على تقديم سيناريو يأخذ في الاعتبار جميع الآراء الدينية والتاريخية، بحيث لا يكون هناك تحيز لطرف دون الآخر، بل تُعرض كما ذكرت في كتب التاريخ والمراجع و بشكل متوازن.
3- معالجة المسلسل للخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية كانت حيادية، فالقصة الدرامية قدمت وجهتي النظر المختلفتين حول الخلاف، الأولى ترى أن تثبيت الحكم يجب أن يسبق القصاص، والثانية ترى أن القصاص يجب أن يأتي أولًا، مما أدى إلى اندلاع النزاع التاريخي بينهما.
4- الانتقادات حول عدم التعمق في بعض الأحداث غير مبررة، فبعض المشاهد، مثل وفاة النبي محمد (ﷺ)، لم يتم التركيز عليها لأنها لم تكن جزءًا أساسيًا من القصة المتعلقة بمعاوية، بل تمت الإشارة إليها بالقدر الذي يخدم حبكة المسلسل.
5- الديكورات مستوحاة من الحضارة الدمشقية الأصيلة، حيث استند التصميم إلى الوثائق التاريخية حول دمشق في تلك الفترة، والتي كانت معروفة بجودة صناعاتها الخشبية والزخرفية. كما أشرف فريق من دمشق على تنفيذ الديكورات لضمان الدقة، وأصرّت MBC على أن يكون تنفيذها على يد خبراء من دمشق نفسها لضمان أصالتها التاريخية، وليس عبر فرق أجنبية أو خارجية. ومع ذلك، لا يوجد عمل خالٍ من الأخطاء، ولكن تم الحرص على تقديم أفضل مستوى ممكن.
6- عدم وجود اسم طارق العريان في الإخراج كان بتراضي الطرفين، فهو بدأ بإخراج المسلسل لكنه لم يستكمله، وتم الاتفاق بشكل ودي على أن يتولى مخرج آخر استكمال المشروع، ولا توجد أي خلافات، فالمشروع استمر لمدة ثلاث سنوات أو أكثر، وتعذر استمرار العريان بسبب ارتباطاته وارتباطات من جانبنا، ونرى أن المخرج الذي يشرف على المسلسل من البداية حتى النهاية هو الذي يُنسب له العمل.
7- الترويج للمسلسل لم يكن ضعيفًا كما يُشاع، فقد أكدت MBC أنها سوّقت المسلسل بقوة، حيث حصل على عرض رئيسي على قناة MBC1، وهو ما يعكس أهميته لدى الشبكة، ولم يكن هناك أي تغييرات في جدول العرض.
8- عرض المسلسل لم يكن مرتبطًا بأي أجندات سياسية، فالتأخير كان بسبب الحرص على الجودة الفنية. كما أن MBC لا تتبع أي توجه سياسي في إنتاجها الدرامي، بل تهتم بالإنتاج الفني والترفيهي فقط، ولا تسعى إلى الترويج لأي أجندة سياسية من خلال أعمالها.
9- لم تكن هناك نية لعرض المسلسل في العراق منذ البداية، كما أن موقف الأزهر من تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية ليس جديدًا، بل يعود إلى فترة عرض مسلسل عمر، حيث تحترم الشبكة الفتاوى الدينية لكنها لا تتدخل في الأمور الفقهية.
10- قرار إنتاج معاوية لم يكن تحديًا لأي جهة دينية أو فكرية، فالمسلسل ليس محاولة لإثارة الجدل أو الدخول في معركة فكرية، بل هو عمل درامي يهدف إلى تقديم سرد فني لشخصية تاريخية مؤثرة.
11- معاوية مشروع درامي كان من الضروري تقديمه بسبب الجدل التاريخي حول شخصيته، مما جعله مادة خصبة لعمل درامي يعرض وجهات النظر المختلفة، مشيرًا إلى أن العمل واجه تحديات إنتاجية كبيرة بسبب حساسية الموضوع، وحرص فريق العمل على مراجعة مكثفة وسنوات من البحث لضمان تقديم عمل متوازن.
12- الهدف من معاوية هو تسليط الضوء على حدث تاريخي مهم وليس إثارة الخلافات، فالمسلسل لم يُنتج بهدف إثارة الانقسامات، بل لمحاولة تقديم فهم أعمق لشخصية تاريخية أثرت في مجرى الأحداث الإسلامية.
13- MBC شركة إنتاج درامي ولا تتدخل في الأمور الدينية أو السياسية، وتحرص على البقاء ضمن حدود الدراما فقط، وترحب MBC بجميع الانتقادات والآراء، سواء من مرجعيات دينية أو جهات أخرى، وتقوم بمراجعتها داخليًا قبل اتخاذ أي قرارات.
14- خالد صلاح قدّم كتابة جيدة للمسلسل، لكنه لم يكن الكاتب الوحيد، فهناك أربعة كتاب آخرين، وأسماؤهم موجودة على التتر، والكاتب منصور النقدان، وهو أحد المراجع المعروفة في تاريخ الجزيرة العربية، كان جزءًا من مراجعة العمل.