تعليقا على قرار "الوزراء" بتشكيل لجنة الدراما.. لميس الحديدي تدافع عن الدراما المصرية

علقت الإعلامية لميس الحديدي على قرار مجلس الوزراء، بتشكيل لجنة مرتبطة بالدراما والثقافة وهي مجموعة العمل التي أشار إليها رئيس مجلس الوزراء بناء على توجيهات رئيس الجمهورية، من أجل أن تعكس الدراما المقدمة الثقافة المصرية الحقيقية، ونحافظ من خلالها على الهوية والانتماء المصري.

نشرت "الحديدي" عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وكتبت: "لميس الحديدي تدافع عن الدراما المصرية

دفاعا عن الدراما المصرية.. ملاحظات مشاهد

لم أفهم بدقة ما هو دور مجموعة العمل الحكومية التي تم الإعلان عنها لدراسة مستقبل الدراما المصرية.. فالإبداع هو مسئولية المفكرين والمبدعين والمثقفين، وما يخص الحكومة هو فقط اختيار ما يعرض على الشاشات الحكومية أو الممولة من شركات ذات المال العام وليس تحديد مسار الدراما عموما وإلا لا انتهى ما تبقى لنا من إبداع وهو قليل.. وعموما لدي بعض الملاحظات على واقع الدراما هذا العام كمشاهدة ولست بناقدة:

- الإعتراض على بعض الأعمال وبالذات الشعبية أو "العشوائية" - وقد كنت وما زلت فى مقدمة المعترضين - لا يعني الاعتراض على الكل فما قدم في هذا الإطار هو جزء قليل من إجمالي ما عرض على الشاشات العامة والخاصة وإن كان مؤثراً وربما الأكثر مشاهدة وذلك هو السؤال الذي يحتاج لإجابة المتخصصين.

- تضمن هذا العام أعمالاً متميزة في الموضوع والتقنيات والإخراج والتمثيل، منها الأعمال الكوميدية الخفيفة مثل كامل العدد، أشغال شقة جدا (رغم بعض الملاحظات)، عايشة الدور، ومنها الأعمال الجادة مثل: قلبي ومفتاحه، إخواتي، لام شمسية، ظلم المصطبة، الغاوي، ولاد الشمس، قهوة المحطة، منتهي الصلاحية وغيرها كثير.. هذه الأعمال عرضت قضايا مجتمعية جادة وحقيقية. قدمت الدراما أيضا النموذج الرومانسي الاجتماعي في "وتقابل حبيب" ولاقى نجاحا كبيراً.. ونموذج الفانتازيا في جودر برسائله وتقنياته المبدعة.

الدراما إذن لم تقتصر على البلطجة والضرب ولكنها تنوعت هذا العام بشكل واسع.

تعلمنا من أساتذتنا في التلفزيون المصري قديما، إن ما يدخل البيوت يختلف عما يعرض في دور السينما.. وهو نفس النموذج الحالي فعلى كل شاشة أن تدرك أن ما يدخل البيوت يختلف عما يعرض على المنصات، وبالتالي فالمسئولية هنا تقع على من يقرر العرض وليس على المبدع الذي يكتب أو يخرج أو يمثل لأننا إذا وضعنا سياجا جديدا على عقول هؤلاء فسنفقد ما تبقى من إبداع.

- المبدعون يتجادلون فيما بينهم حول مساحة تقديم الواقع وتأثيره على المشاهد، لكن مرة أخرى نقطة الفصل هنا هو اختيار ما يدخل البيوت في شهر المشاهدة الجماعية الوحيدة ربما في السنة كلها.. فلم تعد الأسر تتجمع لمشاهدة المسلسل في موعد محدد إلا في شهر رمضان. لذا يجب أن يكون هذا الاختيار دقيقا وذكياً.. فلا يكون موجهاً وفي نفس الوقت لا يعمم فكرة البلطجي اللي بياخد حقه بدراعه أو الفتاه التي تتشدق باللبانة وتلوي بوزها فتصبح نموذج كل الشخصيات.. وما بين النوعين مساحة واسعة من الإبداع المهم أن نجعلها جاذبة للجمهور.

- إصلاح الفكر لا يتم بلجان فوقية.. ومن الأجدى بالحكومة أن تعقد مثلا مؤتمراً عاما لإصلاح التعليم لأنه أساس انهيار الإبداع والذوق العام وأساس كل شيء.

- مهما شكلنا من لجان "فوقية" فعلينا أن نتوقف أمام ظاهرة واضحة: المشاهدة وبالأرقام تقول إن المسلسلات الأكثر مشاهدة هي التي نعترض عليها.. وهذا هو السؤال الذي يجب أن نبحث عن إجابته، لأننا مهما شكلنا من لجان وأصدرنا قرارات لا علاقة لها بالجمهور فلن تنجح.

- السر هنا أيضا في مساحة الإبداع والحرية للكاتب كي يتعامل مع قضايا حقيقية تهم الناس ويجدوا فيها أنفسهم أو تحكي عن قصة تهمهم أو يشاهدوا فيها البطل الذي يهزم الشر والفساد الحقيقي وليس الفساد الخيالي.. في غياب هذا المساحة قد يلجأ بعض الكتاب والمخرجين إلى مساحة البلطجة والعنف والألفاظ والمواضيع غير الواقعية التي لا علاقة لها بزمان أو مكان كي يهرب من الرقابة من ناحية ويحقق النجاحً وبعيدا عن الأعمال "الموجهة المعلبة" وتتكرر الأعمال لأنها ببساطة تحقق نجاحا كبيرا.

- وأخيرا الفن مسئولية قبل أن يكون ترند وأرباح.. و لدينا طاقة من المبدعين والفنانين كبيرة لا يمكن أن نبخس قدراتهم بل نحييهم، تحقيق هذه المسئولية لا يكون باللجان الحكومية ولكن بمزيد من الوعي والتعليم والتثقيف والأهم: الحرية

- الجمهور عاوز كده.. طول عمرها عبارة جدلية بين المبدعين.. لا يمكن أن نحجر على عقل الجمهور بلجان.. لكن علينا أن نقدم له البديل".

نرشح لك: لتحقيق رؤية واضحة.. "المتحدة" تشكل لجنة خبراء لتطوير المحتوي الإعلامي والدرامي