إشادات واسعة نالها الفنان آسر ياسين، عقب أن أطل على الجمهور خلال موسم رمضان هذا العام بشخصية "محمد عزت" في مسلسل "قلبي ومفتاحه" للمخرج تامر محسن، والذي دار في إطار اجتماعي رومانسي.
ورغم الاختلاف الكبير الذي تميزت به شخصية "محمد عزت" عن باقي الشخصيات التي اعتاد آسر أن يقدمها للجمهور، إلا أنها تمكنت من أن تُحدث صدى كبير على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار الـ 15 حلقة التي عرضت في النصف الأول من رمضان، خاصة في المشاهد التي جمعت بينها وبين شخصية "ميار" التي قدمتها الفنانة مي عز الدين بطلة المسلسل.
نرشح لك: آسر ياسين عن مي عز الدين: موهبة من العيار الثقيل
حاور "إعلام دوت كوم" الفنان آسر ياسين، الذي تحدث عن تفاصيل الشخصية التي بدت للبعض سلبية للغاية أو واقعية إلى حد كبير، فيما أوضح السبب الذي دفعه لتجسيدها، كما كشف أيضا كواليس تعاونه مع تامر محسن، ومي عز الدين، التي شاركت في العمل بعد فترة وجيزة من وفاة والدتها.
الأب والجد هما مرجع آسر ياسين لشخصيته في "قلبي ومفتاحه"
قال "ياسين" في تصريحاته لـ "إعلام دوت كوم" إن شخصية محمد عزت، كانت بالنسبة له إن جاز التعبير "آخر الرجال المحترمين"، والمرجع له في تجسدها كان والده، وجده رحمه الله، نظرا لأن هذا الجيل تميز بتمسكه بالعديد من المبادئ الهامة مثل الصدق، وعزة النفس، وهما من أهم الصفات التي يجب أن يتم تصديرها للجيل الحالي.
وأكد أنه شارك في العمل لأنه كان يشتاق لتلك الحالة الرومانسية التي ظهرت على الشاشة مثله مثل الجمهور، خاصة وأن هذا النوع من الدراما لم نراه كثيرا خلال السنوات الماضية وأن التركيز الأكبر كان على أعمال الأكشن والإثارة والغموض، وما ميز "قلبي ومفتاحه" هو البساطة رغم تعقيدات الأحداث، فرغم أن الرومانسية متواجدة في بعض الأعمال إلا أن مناقشة العلاقات بشكل مستفيض هو أمر غائب عن أغلب الصناع في الفترة الأخيرة.
ولفت إلى أنه لم يكن في باله أن يقدم عملا رومانسيا بجانب أنه لم يكن يرغب في أن يشارك في موسم رمضان أيضًا، خاصة وأنه رفضت عدة أعمال أخرى، إلا أنه تحمس كثيرا بعد أن تواصل معه المخرج تامر محسن، ليخبره بتفاصيل المسلسل، وأعاد النظر في موقفه من المشاركة في الماراثون الرمضاني، ورغم ذلك الحماس فإنه كان مترددا بعض الشيء لكن ذلك التردد تلاشى تماما بعد أن عرف بأن المسلسل "لايت"، معلقا: "كنت عايز أشتغل من زمان معاه، ومكانتش حاجة تتفوت وليا نصيب أعمل السنادي رومانسي".
محمد عزت شخصية شجاعة لم تقبل بالسلبية
وعن تفاصيل الشخصية ذاته، قال إن تجسيدها كان صعبا وأمر حساس للغاية، إذ أن البعض رآه ساذجا أو سلبي، إلا أنه لم يكن ساذج على الإطلاق وهذا ما أكدته الحلقة الـ 12 من المسلسل، وما أٍعدني كثيرا هو أنني صادفت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من التعليقات قالوا إن "محمد عزت" يمثلهم في الحقيقة، فهو شخص على درجة عالية من الأدب والأخلاق وجميعنا بداخلنا هذه الشخصية، ونحاول أن نعثر على معيار مناسب لنظهره، ونفكر ما إذا كنا سنقول الحقيقة أم لا، سنتمسك بالعادات والتقاليد أم لا، لذا كان من المهم أن تظهر الشخصية بشكل بعيد عن الملل وهو في الحقيقة شخص طيب، والطيبة في حد ذاته أمر طبيعي جدا، فالناس قديما كانت طيبة ومؤدبة وطلباتهم بسيطة وكان كل همهم في الحياة أن يتعلموا جيدا ويلتحقوا بوظيفة مناسبة ويكونوا أسرة مستقرة، فبالتالي "محمد عزت" متطلباته عادية جدا بالنسبة للفئة المتوسطة التي لم نعد نراها حاليا، لأن تطلعات الناس حاليا أًبحت أكبر بكثير من الواقع، ومحمد عزت متصالح بشدة مع واقعه، فهو كان في مهنة مرموقة وفقد أمواله وقرر أن يعمل ليكسب رزقه، مما يجعله شخص شجاع لم يقبل بالسلبية نمطا لحياته، وهذا ما يندرج تحت مسمى السعي.
بجانب الصفات السابق ذكرها، فإن "محمد عزت" ظهر خلال الأحداث محبا لوالدته ومطيعا لها مما جعل البعض يظن في البدايه أنه ينطبق عليه الوصف الشعبي "ابن أمه"، إلا أن آسر ياسين علق مؤكدا أن كل مصري وكل من يعيش في بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط هو في الحقيقة "ابن أمه"، وهذا ما يحبه ويراه أن يميز المجتمع الشرقي عن الطابع الغربي الذي من الممكن أن يقوم فيه الابن بالسفر للعمل وترك والدته وحدها أو أن يدعها تقيم في أحد دور المسنين، بخلاف مجتمعنا الذي نادرا ما نجد فيه مثل هذه التصرفات.
مي عز الدين محترفة ومتواضعة ومخلصة للعمل
فيما تحدث عن مشاركته للفنانة مي عز الدين، في بطولة العمل، حيث قال إنه وجدها في قمة اللطف والاحترام منذ اللحظة الأولى من لقائهما فهي متواضعة ومخلصة جدا للعمل ومحترفة لأقصى درجة، وذلك ما وضح جليا بعد أزمة وفاة والدتها التي سبقت التصوير بفترة قصيرة جدا، لافتا إلى أن العمل ربما ساعدتها في تخطي هذه المحنة، إلا أنه لا يستطيع أن يجزم بذلك، إلا أنه أحب العمل معها كثيرا، معلقا: "كسبت أخت بجد وأتمنى أكرر التجربة".
مشهد عرض الزواج كان عبثيا وتم بناء الأحداث عليه
وعلق على مشهد عرضها للزواج له والذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تم عرضه في البرومو التشويقي للمسلسل، قائلا إنه من أكثر المشاهد التي أضحكته، إلا أنه لم يكن مسموحا أن يتم عرضه في شكل كوميدي لأن ذلك كان سيغير من سياق العمل ككل.
وأوضح كواليسه قائلا إنه كان صعبا للغاية لأنه مكون في السيناريو من 6 أو 7 صفحات، وهو مشهد يتم عليه بناء أحداث المسلسل، ومن عادة المخرج تامر محسن، هو أن يضع الشخصيات في ظرف عبثي ليكون بداية رحلة لتعامل الشخصيات مع بعضها البعض وللقرارات التي يمكن أن تتخذها في هذه الرحلة، لذا هذا ما جعلهم يركزون على أن يظهروه بهذا الشكل الذي يجعل المشاهد يستدعي كل الظروف التي مر بها البطلين، لافتا إلى أن وجود المشهد في برومو المسلسل هو اختيار زكي لأنه مهد لبداية القصة.
وبالنسبة لمشهد مواجهته مع أسعد وميار، قال إن "محمد عزت" في النهاية رجل شرقي ولا يمكن أن يترك زوجته مع رجل آخر، لذا فإن مع احتدام الموقف الذي كان يمكن أن ينتهي بقتل أحدهما للآخر في حال تطوره، كان لا بد أن تضع ميار حلا للأمر حينما قررت أن تقول بأن نجلها حرارته مرتفعة وأنها لا بد أن تنزله لبيت الأم، وفكرة ظهور "عزت" وهو يشرب الكثير من الماء كان من الدلائل الهامة أيضًا لأنه علميا ذلك يحدث بعد حدوث صدمة ما.
نجاح "قلبي ومفتاحه" جاء نتيجة لذكاء المخرج
من ناحية أخرى، علق آسر ياسين، على ردود الأفعال التي جاءته على نجاح مسلسل "قلبي ومفتاحه" معربا عن سعادته البالغة بها، حيث قال إن كان لديه عدة توقعات ومؤشرات على نجاح العمل مبنية على عناصر العمل من إخراج وكتابة وإنتاج وأبطال، إلا أنه حينما يحقق العمل نجاحا أكبر من هذه التوقعات فإن ذلك توفيق من الله وربما السبب في ذلك هو اختلافه رغم طبيعته التي ذكرتني بالعديد من مسلسلات الزمن الجميل التي كنت أراها في صغري مثل "المال والبنون"، "الوسية"، "الراية البيضا"، حيث أن جميعهم أرخوا ووثقوا شكل المجتمع في هذه المرحلة أو التوقيت، لذا فإنني أحمد الله على أن هذا الانطباع وصل للجمهور وتفاعلوا معه بشكل قوي.
وأشار إلى أن يعتقد أن الطريقة التي تناول بها المخرج تامر محسن، العمل هي ما أوصلت هذه الحالة الجميلة للجمهور خاصة أنا "ميار" و"محمد عزت" كان لديهم في الحلقات الأولى مشاهد تبين تأثير النفس اللاوامة عليهما ومن ثم تطورت الشخصيتين في باقي الحلقات، لذا فإن من حظ المسلسل أن التعليقات التي جاءت كات على المرحلة الأخرى من تطورهما وقام أغلب المشاهدين بوضع أنفسهما مكان بطلي العمل وتسائلوا: "إزاي وافق حاجة زي دي؟، وهذا يعد من أنجح الأمور التي من الممكن أن تحدث لأي عمل خاصة لو أنه مبني على فكرة الافتراض، مما يشير إلى ذكاء شديد وإخلاص ومن المخرج.
احتفال والدته بنجاح المسلسل لم يكن مخطط له
وتطرق أيضًا للحديث عن مقطع الفيديو الذي ظهرت فيه والدته وهي تغني مع صديقاتها عقب تناولهما وجبة الإطار "قلبي ومفتاحه"، احتفالا بنجاح المسلسل، قائلا إن تلك المفاجئة أسعدته كثيرا، لافتا إلى أن صديقات والدته ظنوا في البداية أنه كان متواجدا في شرفة منزلهم القديم الذي احتضن ذلك الإفطار، إلا شقيقه الذي يشبهه إلى حد كبير هو الذي كان يقف حينها ويصورهم، معلقا: "أوقات بنقعد نخطط لحاجات كتير في السوشيال ميديا لكن الحاجات العفوية اللي بتبقى طالعة كده من أهم الحاجات لأنها بتبقى من غير زق وفلوس.. دي طريقتي وبتحمس لها أكتر من أن حاجة تانية".
دراسة آسر للهندسة انعكست على اختياراته
واختتم آسر ياسين، حديثه مؤكدا على أن دراسته للهندسه في الحقيقة وحبه للفيزياء والميكانيكا دائما ما ينعكسوا على أفكاره واختياراته في حياته وفي مجال التمثيل.
نرشح لك: بعد 19 عامًا.. آسر ياسين يتحدث عن تعاونه مع أشرف عبد الباقي في "قلبي ومفتاحه"