لينا رحمو
تفاعل عدد من النقاد الفنيين مع مسلسل "حسبة عمري" بطولة الفنانة روجينا وعمرو عبد الجليل، الذي انطلق عرضه خلال النصف الثاني من موسم دراما رمضان 2025، وحصد إشادات واسعة حتى الآن من الجمهور والنقاد.
ويتناول المسلسل قضية مهمة ألا وهي "حق الكد والسعاية" خاصة إن لأول مرة يتم تناولها بهذا الشكل في عمل درامي، ما جعل المسلسل يثير حالة من الجدل ويتصدر ترند على مواقع التواصل الاجتماعي.
قالت الناقدة الفنية الكبيرة ماجدة خير الله، إنها اكتشفت مسلسل "حسبة عمري" الذي يعرض بلا ضجيج ولا صخب، وتعتقد أن هذه المرة الأولى التي يناقش فيها مسلسل مصري حق الكد والسعاية، وهو حصول الزوجة بعد الطلاق على نصف ثروة زوجها لأنها أفنت عمرها في خدمته وخدمة الأبناء وحماية الأسرة، والمسلسل يقدم في إطار يغلب عليه كوميديا الموقف.
كما وصفت "حسبة عمري" بأنه متعة فنية، قائلة: "المسلسل عن مشاكل حياتية صادقة وشخصيات تعيش بيننا ولا نراها أو نراها ولا نهتم كثيرا بمشاكلها وقضاياها لمجرد أنها لا تشكو".
أما الكاتب خالد منتصر أكد أن "حسبة عمري" لا يقدم فقط أداءً تمثيليًا مميزًا، بل يسلط الضوء على واحدة من القضايا المهمة التي تخص المرأة المصرية، وهي حق الكد والسعاية، الذي يعترف به القانون المغربي ويهمله القانون المصري.
كما أكد "منتصر" أن المسلسل يفتح نقاشًا مهمًا حول ضرورة مراجعة القوانين لضمان إنصاف المرأة المصرية، مشيدًا بالمعالجة الدرامية الجريئة لهذا الملف الذي يظل محل جدل قانوني واجتماعي مستمر.
أيضًا أكدت الكاتبة فاطمة المعدول أنها حرصت علي مشاهدة المسلسل، لأنه يناقش ويطرح "حق الكد والسعاية" لأول مرة في المجتمع وليس في الدراما فقط، مضيفة أن الفكرة قد تكون جادة وكئيبة لكن المؤلف عالجها بشئ من الطرافة.
كما أثنت على أداء الممثلين، قائلة: "الممثلين كانوا في أفضل حالتهم، ولكن التي ادهشتني حقيقة كانت روجينا التي مرت بأكثر من حالة نفسية وقد أجادتهم وتقمصتهم ببراعة، حتى إني لم اتعرف عليها في بعض المشاهد".
وأشادت بمضمون المسلسل، موضحة: "نغمة وتيمة مختلفه تماما عن مسلسلات الحواري وكيد النساء أو العصابات والبلطجية، ومن المسلسلات التي تلقي الضوء على أنواع القصور في المجتمع بشكل لطيف وغير مباشر وبالتالي فهو يساعد المشرع والقائمين علي وضع القوانين التي تنصف المرأه؛ وذلك ليس لحماية المرأه فقط بل لحماية الأولاد أيضًا وبالتالي المجتمع كله".
في السياق نفسه عبر الكاتب حاتم حافظ عن سعادته بالمسلسل، لأنه يناقش قضية مهمة وشائكة جدا، وهي قضية "حق الكد والسعاية"، مؤكدا: "اللطيف أن رغم جدية موضوع المسلسل إلا أنه معمول بروح مرحة".
فيما وصف الكاتب مصطفى البلك مسلسل "حسبة عمري" بأنه دراما مصرية ناحجة، موضحا أن روجينا قدمت الأداء السهل الممتنع، الذي فهي تمتلك مفردات الدور الذي تلعبه، ووصلت لمرحلة النضج.
مشيرا إلى أنه دراما ناجحة تعالج قضية تستحق، لذا علينا أن ندرس أسباب نجاحها وتحليل أسباب النجاح، مضيفا: "دراما مصرية بعيدة عن الهري والبلطجة والعنف.. فهو حالة إبداعية مكتوبة صح وتم تسكينها صح".
أضاف أنه يتناول مشاكل أسرية حقيقية وقصة واقعية، مشيدا بأداء الفنانة روجينا: "سلاسة في لعب الشخصية وهدوء في التعبيرات، وكوميديا الموقف تؤكد أننا أمام فنانة من طراز خاص، ودويتو ومباراة في الأداء تعيشها مع الفنان المبدع عمرو عبد الجليل الزوج، فكان التناغم والمصداقية من نصيب المشاهد"
كما أثنى على المخرجة مي ممدوح، موضحا: "المخرج استطاع برؤيته أن يجعلنا نعيش مع حسبة عمري، حيث يعتبر الإخراج جزءاً هاماً من نجاح هذه الحسبة. الصورة كانت بتتكلم وحركة الكاميرا والإضاءة والموسيقى التصويرية وهذا يأتي بجانب تميز الاخراج ليؤكد أيضا أن الإنتاج سخي ولم يبخل على العمل".
وأكد مصطفى البلك أنه يتوقع فوز "حسبة عمري" بجائزة المجلس القومي للمرأة، تقديرا لمعالجته قضايا المرأة بشكل صادق وموضوعي، مشيرا إلى أنع نموذج ستتباه الدارما المصرية مستقبلا، فهو عمل جمع كل عناصر الدراما المصرية التي نادي بها السيد الرئيس.
فيما أشادت أيضًا الكاتبة عزة أحمد هيكل بالمسلسل خاصة مشهد زيارة روجينا لدار المسنين خلال الأحداث، قائلة: "مشهد روعة، حوار وإخراج (حق الكد والسعاية) مسلسل حسبة عمري.. روجينا دور مميز جدا".
مسلسل "حسبة عمرى" من بطولة الفنانة روجينا ومحمد رضوان وعمرو عبد الجليل وإسلام إبراهيم وعلي الطيب ومحمود البزاوي، ومن تأليف محمود عزت وإخراج مي ممدوح، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي لايت.
ويناقش المسلسل قضايا المرأة من خلال تسليط الضوء على وقوع خلافات بين روجينا التى تجسد شخصية "هند"، وزوجها عمرو عبد الجليل الذى يقوم بشخصية "فاروق"، بعد زواج دام لأكثر من 20 عامًا، ما يجعلها تقضي ليلة كاملة في الشارع بعد أن يطردها من بيت الزوجية.
ومع تصاعد الأحداث تقرر "هند" المطالبة بحق "الكد والسعاية" من أجل أن يكون لها النصف في كل ممتلكات زوجها بعد طلاقهما، ليدخلا معا في صراع طويل ويحاول كل منهما إزعاج الآخر بشتى الطرق.