"يترجم مشكلة المرأة المعاصرة".. أبرز تصريحات سعد الدين الهلالي عن "حسبة عمري"

لينا رحمو
كشف الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عن رأيه في مسلسل "حسبة عمري" بطولة الفنانة روجينا وعمرو عبد الجليل، الذي يعرض في موسم دراما رمضان 2025، موضحًا أنه مسلسل اجتماعي ثقافي عبقري، يُترجم مشكلة المرأة المعاصرة.

قال "الهلالي" خلال تصريحات خاصة لـ"إعلام دوت كوم"، إن الأعراف والثقافات تتغير ما بين الحين والآخر، وكان المجتمع المصري قديمًا لا يعرف الطلاق إلا في نسبة لا تُذكر، وكانت المرأة لا تعمل وفي المقابل كان زوجها مأتمنًا عليها، مضيفًا أن المرأة صارت تتعلم ووجدت مجالًا للعمل، وصار هناك عدة مشاكل طبيعية، لكن لابد ألا تؤدي لتفكيك الأسرة.

أشار إلى أن الزوجة تقوم بـ بناء دولة كاملة داخل الأسرة، فهي من تُربي الابناء وتتابعهم دراسيًا ولدى الأطباء وفي الأنشطة الرياضية والثقافية وحفظ القرآن الكريم، وغسل ملابسهم وطعامهم وشرابهم، موضحًا أن الزوجة تتحمل أعباء ذهنية وبدنية لا ُتطاق، وربما يرغب الزوج بعدما يصبح معه رأس مال كبير في تطليقها للزواج من أخرى، مؤكدا: "في هذه الحالة صارت المرأة بلا ضهر أو مأوى أو سند خاصة مع وفاة والديها أو كبرهما في السن وانشغال أشقائها بمسئولياتهم".

كما أشاد "الهلالي" بقصة مسلسل "حسبة عمري"، قائلًا: "هذه القصة عبر عنها المؤلف محمود عزت تعبيرًا عبقريًا من خلال أسرة هند وفاروق في مسلسل يقوم بترجمة أسرة مصرية عظيمة مكافحة، التقت عن حب ومكافحة وتحمل كلًا من الزوجين ما يمكن أن يقدموه لصالح بناء الأسرة حتى تخّرج الأولاد.. ولـ أتفه الأسباب تم تفكيك هذه الأسرة بعد 25 سنة".

أكد "الهلالي" أن "هند" تمثل كل مرأة مصرية لذلك خاطبت قلوب المصريين وكشفت عن وضع الأم المصرية لدى المصريين أصحاب الحضارة والثقافة والشهامة: "كان طبيعي تقول نسيتوا جهدي في رعاية أطفالي، وأنا أضيع في آخر عمريّ.. ألست شريكة في بناء البيت ومحفظة الأسرة التي تم تكوينها بتعبي وجهدي ودعمي المعنوي وجهدي المنزلي، المفترض أن يقوم به أكثر من خادم (طباخ، غسالة، مدرس، وسائق.. وغيرهم)؟"، مضيفا أن الزواج ليس شراكة عاطفية فقط بل شراكة عاطفية ومالية، لذا مكاسب الزوجين ملكًا للطرفين.

وعن "حق الكد والسعاية"، قال الدكتور سعد الدين الهلالي: "لا بد من استعطاف الرجال، كي لايكون هناك حكم دون تسامح، فلابد أن يعلموا إن الزوجة ليست خادمة أو مربية وإنما زوجة، وإذا قامت بأدوار أخرى في على الزوج أن يعي أن لها حق في ذمته، لايجوز أن يغفل عنه، موضحًا: "هذا الأمر كان موجودًا في عهد سيدنا عمر بن الخطاب في قصة حبيبة بنت زريق، مضيفًا: "نعجب أن المملكة المغربية العربية نفذته منذ أكتر من 20 عامًا، وفي مصر بلد الأزهر والعلم والحضارة لم يقوموا بذلك!".

كما وجه الشكر لأبطال وفريق عمل مسلسل "حسبة عمري" كافة، قائلًا: "بشكر كل فريق العمل والمؤلف محمود عزت والمخرجة العظيمة مي ممدوح وكل الداعمين لهذا المسلسل.. وأطالب بالإكثار من قصصه حتى يعّي المجتمع المصري ويدرك حق المرأة والأم المصرية ونقف داعمين لها".

وعند سؤاله عن رأيه في سن قانون مصري يعزز "حق الكد والسعاية"، أجاب: "لا أحب فرض قوانين، قبل وعي الشعب، كي يتم تنفيذه عن حب لا عن كره أو تحايل ضده.. لكن بالتوعية المستمرة".

وفي ختام حديثه، طالب "الهلالي" بالإكثار من الدراما الهادفة، مشيرًا: "(حسبة عمري) قام بفتح باب الوعي، لذلك بطالب من الإكثار منه والحديث عنه وإظهار الأم المصرية، فيجب على كل مصري يقول (ملناش بركة إلا الأم المصرية) ونعلي شعار (حق الأمر المصرية فين؟) حقها في أن تكون آمنة على مستقبلها.. إحنا مش أقل من الشعوب التي نصرت الأم عندها، ومصر أولى بأن تنصر المرأة المصرية".