تواصل إمارة الفجيرة تأكيد حضورها الثقافي والفني المميز على الساحة العربية من خلال إطلاق مبادرات ريادية تسهم في تطوير الفنون ودعم المواهب الشابة.
وضمن فعاليات النسخة الحادية عشرة من «مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما»، يبرز مهرجان «الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي» كإضافة استثنائية تُقام للمرة الأولى على مستوى الوطن العربي، ليشكل محطة هامة في مسيرة اكتشاف وتنمية الخامات المسرحية الواعدة.
نرشح لك: تكريم ريهام عبد الغفور بجائزة هيباتيا الذهبية للإبداع في "الإسكندرية للفيلم القصير"
حيث يشهد مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي اهتماماً كبيراً من قبل المسؤولين والمنظمين، الذين يسعون إلى تفعيل دور الشباب في المشهد المسرحي وإدماجهم في عالم الفنون. لما يسهم في تمكين جيل جديد من الفنانين، ومنحهم الفرصة لتقديم أعمالهم أمام كبار المسرحيين والنقاد والجمهور.
وفي حديث خاص أكد خليفة التخلوفة، مدير مهرجان الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي، أن المهرجان يُعد خطوة رائدة وغير مسبوقة على مستوى الوطن العربي، كونه يُطلق لأول مرة ضمن فعاليات النسخة الحادية عشرة من "مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما". وأوضح أن المهرجان يهدف إلى تعزيز حضور الشباب في المشهد المسرحي، وفتح آفاق واسعة أمام المواهب المدرسية لتطوير قدراتهم الفنية والإبداعية، بما يسهم في بناء جيل جديد من رواد المسرح العربي.
وأشار التخلوفة إلى أن مهرجان "الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي" يمثل فرصة نادرة للشباب المغرمين بالمسرح، حيث يتيح لهم المشاركة في 15 عرضاً مسرحياً من إعداد وتنفيذ طلاب المدارس. وأكد أن المهرجان يُعَد منصة ملهمة تمنح الشباب مساحة للتعبير عن أنفسهم وإبداعاتهم أمام نخبة من كبار المسرحيين والنقاد.
وقال التخلوفة: "نسعى من خلال هذا المهرجان إلى تمكين الطلاب من استكشاف إمكاناتهم المسرحية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. نحن نؤمن بأن المسرح المدرسي هو الحاضنة الأولى للمواهب، ومن هنا جاءت فكرة المهرجان لتكون نافذة يطل منها الجيل الجديد على عالم الفن والمسرح".
أضاف أن المهرجان لا يقتصر على تقديم العروض فقط، بل يتضمن جلسات نقدية تُعقد عقب كل عرض، حيث يلتقي المشاركون مع كبار النقاد والمسرحيين لمناقشة عناصر العرض المختلفة، مثل النص، الأداء، الإخراج، والسينوغرافيا. وأكد أن هذه الجلسات تتيح للشباب فرصة التعلم من الخبرات والتجارب المسرحية الكبيرة، ما يعزز من قدراتهم الفنية ويمنحهم رؤية أعمق تجاه المسرح.
أوضح: "نحن لا نكتفي بمنح الشباب فرصة تقديم عروضهم، بل نحرص على أن تكون التجربة تعليمية شاملة، تُسهم في صقل مواهبهم وتحفيزهم على تطوير أنفسهم، وأن الجلسات النقدية هي جزء أساسي من هذه التجربة، لأنها تفتح أمامهم أبواباً جديدة للتعلم والإبداع".
وحول أجواء الاستعداد لمهرجان الشباب الذي سينطلق في 14 أبريل، أعرب التخلوفة عن إعجابه بحماس الطلاب المشاركين، قائلاً: "رأيت العروض، وشاهدت حماس الطلاب وسعادتهم بالمشاركة ضمن فعاليات هذا المهرجان الدولي المهم، وسعادة الطلاب لا تقتصر على المشاركة فقط، بل تمتد أيضًا إلى لحظة الإعلان عن النتائج، حيث يقفون جنبًا إلى جنب مع أفضل ممثلي المونودراما على مستوى العالم. هذه اللحظة تمثل دفعة كبيرة لهم، وحافزًا للاستمرار في هذا المجال".
وأردف: "الطلاب المشاركون عملوا بجد واجتهاد على عروضهم منذ أكثر من ستة أشهر، وأتوقع أن نشاهد عروضًا رائعة ومتميزة في هذه الدورة. جهودهم تستحق التقدير، ونتمنى لهم التوفيق".
وشدد على أهمية التجريب المسرحي في بناء شخصية الفنان الشاب، مؤكداً أن المهرجان يسعى إلى تشجيع المشاركين على إطلاق العنان لخيالهم وخوض تجارب جديدة في عالم المسرح. وقال: "المسرح هو مساحة للابتكار والتعبير، ونحن نريد من الشباب أن يشعروا بالحرية التامة في تقديم أفكارهم وتجاربهم الإبداعية. هدفنا هو بناء جيل شاب يمتلك الجرأة على التجريب والابتكار".
وفي ختام حديثه، أشار التخلوفة إلى أن مهرجان "الفجيرة لمونودراما المسرح المدرسي" يعكس رؤية إمارة الفجيرة في دعم الثقافة والفنون، وتعزيز مكانة المسرح كأداة حيوية للتعبير والتطوير المجتمعي. وأضاف: "هذا المهرجان ليس مجرد فعالية مسرحية، بل هو استثمار في طاقات الشباب، وجزء من رؤية شاملة تهدف إلى ترسيخ مكانة الفجيرة كمنارة ثقافية وفنية على المستوى العربي والدولي.
اختتم: "نحن فخورون بإطلاق هذا المهرجان، ونأمل أن يكون نقطة انطلاق لعدد كبير من المواهب الشابة، وأن يسهم في بناء مشهد مسرحي عربي أكثر حيوية وإبداعاً".
يشار إلى أن جدول العروض المسرحية التي ستُقام في مجمع زايد التعليمي في مختلف المواقع. تبدأ في 14 أبريل 2025، حيث ستعرض مسرحيات متنوعة مثل "العزلة" و"لن تتعلم شيئًا" و"خطوة" و"رحلة سارة" في مجمع زايد التعليمي – دبا.
في اليوم التالي، 15 أبريل، ستُعرض مسرحيات "وحدي بالمنزل" و"جدتي حياتي" في مجمع زايد التعليمي – محمد بن زايد، بينما تُقدم مسرحية "اختلافي قوتي" في مجمع مريج 3 بنات.
أما في 16 أبريل، فسيكون الجمهور على موعد مع عروض مثل "أبواب الزمن" و"الحياة" و"أوتار الزمن"، بالإضافة إلى "بين ألسنة النار" في مواقع مختلفة من مجمع زايد التعليمي.
يوم 17 أبريل، ستُعرض مسرحيات "الوهم" و"حلم" و"عندما أكون نعامة" و"الصمت"، حيث تتوزع هذه العروض بين عدة مواقع في مجمع زايد التعليمي.