إسراء إبراهيم
مع انطلاق فعاليات الدورة الـ30 لمعرض الرباط الدولي للكتاب بالمملكة المغربية، فوجئ الناشرين يوم 18 أبريل الجاري بعدم وجود أي من إصداراتهم المشاركة، وهو ما تسبب في أزمة كبرى بين الناشرين المصريين واتحاد الناشرين المصريين، الذين حملوه المسؤولية بالدرجة الأولى.
وبدأت الأزمة بتأخر شركة "البراق" التي اختارها اتحاد الناشرين، بشحن الكتب. وكان من المفترض أن تصل الشحنات في وقت مبكر قبل انطلاق المعرض، لكن تأخرها تسبب في غياب تام للمحتوى المصري داخل الأجنحة، مما أثار استياءً واسعًا بين الناشرين المصريين، ودفع العديد منهم إلى تقديم شكاوى رسمية اعتراضًا على ما وصفوه بـ"سوء التنظيم والتقصير الواضح". وحتى الآن لم تُحل الأزمة رغم مرور ما يقرب من 5 أيام على بدء فعاليات المعرض، الذي من المقرر استمرار فعالياته حتى 27 من الشهر الجاري.
قدم عدد كبير من الناشرين شكاوى كثيرة وانتقادات لاتحاد الناشرين المصريين عبر حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي، ومن بينهم الناشر أحمد السعيد والذي أوضح أن صناعة النشر في مصر كانت دائمًا من أبرز أدوات القوى الناعمة، وركنًا أساسيًا في حضور مصر الثقافي الدولي، لا سيما في المعارض الخارجية. لكن للأسف، تدهور الوضع التنظيمي بشكل لافت في معرض الرباط الدولي للكتاب، حيث بدت أجنحة الناشرين المصريين خالية تمامًا من الكتب، في مشهد مهين ومحبط، والسبب أن شركة الشحن التي ألزم اتحاد الناشرين المصريين الجميع بالتعامل معها، لم تصل بشحنات الكتب حتى الآن رغم انطلاق المعرض.
أضاف: الخسائر جاءت مادية، ومعنوية، ووطنية، في ظل غياب أي حلول عملية من الاتحاد أو اعتراف بالمسؤولية، بينما تظل الوعود مؤجلة والمحاسبة غائبة. وأكد أن شركة الشحن ليست طرفًا مباشرًا مع الناشرين، بل هي من اختيار الاتحاد، وبالتالي فإن المسؤولية الكاملة تقع عليه، مطالبًا بقدر من الشجاعة الأدبية لتحمل المسؤولية ومحاسبة المقصرين، لأن ما جرى لا يجوز السكوت عليه.
وعلى إثر الأزمة، أصدرت وزارة الثقافة بيانا للرد على الشكاوى، موضحة أنها تتابع أزمة تأخر إصدارات الناشرين المصريين بمعرض الرباط، وتؤكد أن مسؤولية الشحن تقع على اتحاد الناشرين بصفته الجهة المختصة بالتعاقد والتنسيق. كما أن الوزير أحمد فؤاد هنو يُجري اتصالات مكثفة لحل الأزمة، ويعتزم عقد اجتماع عاجل مع الاتحاد فور عودته من المغرب لضمان عدم تكرار الواقعة.
كما تم التنسيق مع الجهات المغربية لتسهيل دخول الشحنات حال وصولها، وأكدت الوزارة التزامها بدعم الناشرين وحرصها على صون صورة مصر الثقافية في المحافل الدولية.
من جانبها التزمت شركة "البراق" المسؤولة عن الشحن الصمت، ولم تُصدر بيانا رسميا حتى الآن، كما حاولنا التواصل مع الشركة إلا أنها لم ترد على التساؤلات المتعلقة بتأخر الشحن. كما هو الحال مع اتحاد الناشرين المصريين الذي تلتزم صفحاته الرسمية الصمت، ولم يصدر أي بيان رسمي يخص الأزمة. آخر ما تم نشره فيما يخص الموضوع هو استلام شركة "البراق" 10% من الشحنة بتاريخ 9 أبريل الجاري.
فيما صرح محمد العبسى رئيس لجنة فض المنازعات باتحاد الناشرين المصريين، في تصريحات صحفية، أنه كان من المقرر أن تصل الشحنة البحرية وهي الشحنة الأساسية إلى معرض الرباط فجر أمس الأحد. ولم يكشف عن سبب التأخير أو حل الأزمة.
إضافة إلى محاولتنا للتواصل مع بعض الناشرين وأعضاء باتحاد الكتاب المصريين، ولم يصلنا أي رد منهم حتى الآن تعليقا على الأزمة المثارة والتي تشغل الوسط الثقافي.
وفي ملحوظة، زار وزير الثقافة المصري أحمد هنو، جناح دار "كيان" للنشر والتوزيع، والتي ظهر في الفيديو وجود كتب في جناحها المشارك بالمعرض.