أحمد مالك: تراجع اهتمامي بالمشاركة في الأعمال العالمية بسبب فلسطين

أعرب الفنان أحمد مالك عن حبه العميق لمهنة التمثيل، واصفًا إياها بالشغف الأكبر في حياته، وذلك خلال جلسة “ماستر كلاس” التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الحادية عشرة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، بالمتحف اليوناني الروماني تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة، وقدمها المدير الفني للمهرجان موني محمود.


وقال مالك: “التمثيل بالنسبة لي شغف عظيم، كما أنه من حسن حظي أنني أعمل في مهنة أحبها وأحصل منها على مقابل مادي”، مضيفًا: “لم أصل إلى مرحلة التعمق الكامل في الشخصيات كما يسوق لذلك بعض الممثلين الأمريكيين، فربما تبقى معي بعض اللزمات أو اللهجات التي أستخدمها خلال العمل، لكنها لا تؤثر على شخصيتي الحقيقية بعد انتهاء التصوير”.

وتحدث مالك عن أسلوبه في التحضير للأعمال الفنية، موضحًا: “التحضير بالنسبة لي يستمر حتى آخر لحظة قبل دخول موقع التصوير، حتى اللحظة التي يقول فيها المخرج (أكشن)، حيث أندمج مع الشخصية وأعيش تفاصيلها”.


كما عبر الفنان أحمد مالك عن شعوره بالفخر والمسؤولية بعد تكريمه ضمن فعاليات المهرجان، وقال مالك: “مع كل تكريم أشعر بمسؤولية مضاعفة، ولحظة تكريمي أمس كانت لحظة شعرت فيها أن مجهودي بدأ يؤتي ثماره”.

وأضاف: “مسيرة الممثل تمر بمراحل عدة تبدأ من تجارب الأداء، ثم التواجد في أدوار يتم ترشيحه لها، إلى أن يصل لمرحلة يستطيع فيها اختيار أدواره بنفسه”.

وأشار مالك إلى أن فكرة تمثيل جيل بأكمله أمر يقرره الجمهور، وليس الفنان نفسه، موضحًا: “أنا ممثل أخلص لحرفتي وأسعى باستمرار لتطوير نفسي وتعلم المزيد”.


وأكد الفنان الشاب على أهمية المسرح في حياة الفنان، قائلًا: “المسرح هو أول خطوة لصقل مهارات الممثل، وهو المكان الذي يختبر فيه الفنان حقيقته وقدراته”. كما شبه التمثيل بمهنة لاعب كرة القدم، مؤكدًا أن الاستمرار في التدريب وتطوير الأدوات أمر ضروري للمحافظة على النجاح.

كما تحدث عن تجربته الفنية وكيفية نضجه كممثل وقال: “في فيلم الجزيرة 2، نصحني المخرج شريف عرفة بقراءة الأدب لأن الرواية تساهم في تنمية الوعي الداخلي وتخيل الشخصيات بشكل أعمق. لما كنت أصغر، كنت مندفع أكثر، لكن حاليًا أصبحت أهدأ”.

وأضاف مالك: “المسرح علمني كثيرًا، خصوصًا في التعامل مع العلاقات الإنسانية على خشبة المسرح”.

وعن الاتهامات الموجهة للجيل الحالي من الممثلين بعدم الثقافة، أوضح: “الممثل مش لازم يكون قارئ في كل حاجة، هذا يعود لذوقه الشخصي. المهم هو الاستفادة من كل شيء لتنمية الشخصية التي يقدمها”.

وأشار أيضًا إلى تأثير الشهرة المبكرة، قائلاً: “الشعبية في سن صغير كانت صعبة عليّ نفسيًا، لكنني كنت محظوظًا بالدعم الذي تلقيته من زملائي في الفن، وهذا ساعدني في التقدم في مشواري”.

واستطرد قائلا:" بداية مشوار الممثل تكون مأساة ،وعصام عمر كان يائسا في البداية ولكن استعاد شغفه بعد أن سافر وترك مصر وهنا يكمن الحظ عندي إني اشتغلت في سن صغير".

أكد الفنان أحمد مالك على أن اهتمامه بالمشاركة في الأعمال العالمية تراجع مؤخرًا بسبب المواقف السياسية من القضية الفلسطينية، وقال أحمد مالك: “في السابق، كان الفنانون العرب محصورين في أدوار مرتبطة بالإرهاب، واليوم نجد أنفسنا محصورين في أدوار اللاجئين. وبعد ما يحدث في فلسطين، أصبحت غير مهتم بالمشاركة في الأعمال العالمية، نظرا لتوجهاتهم. أفضل أن أوجه طاقتي ومجهودي لدعم صناعة الفن في مصر والوطن العربي ولأسرتي”.

كما تطرق مالك إلى تجربته في فيلم “6 أيام”، مشيرًا إلى أن مخرج العمل كريم شعبان حرص على الاستعانة بمدرب تمثيل لمساعدة الممثلين على إتقان أدوارهم المختلفة بحسب المراحل العمرية التي يجسدونها. وأوضح أن هذه التجربة كانت مفيدة له على المستوى الفني والشخصي، قائلا: “الممثل مسؤول عن دوره، وهذه الخطوة ساعدتني كثيرًا في تعميق أدائي وتطوير أدواتي”.


وتتواصل فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير حتى 2 مايو المقبل، وتشمل عروضًا لأفلام قصيرة من مصر والعالم، إلى جانب ورش عمل وندوات تهدف إلى دعم المواهب الشابة وتعزيز الحوار السينمائي.

يُذكر أن المهرجان، الذي تأسس عام 2015، تنظمه جمعية دائرة الفن، برعاية وزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة، وبدعم من عدة جهات منها ريد ستار، بيست ميديا، لاجوني، أوسكار، ديجيتايزد، محافظة الإسكندرية، وشركة نيو سينشري وباشون للإنتاج الفني.