بعيدا عن الرفض المطلق .. 10 حقائق عن حروب الجيل الرابع

محمد إسماعيل

على غرار موقف باسم يوسف من جهاز عبد العاطي، اتخذ بلال فضل ويسري فودة موقفا متحديًا لمصطلح حروب الجيل الرابع الذي صاغته، قبل ربع قرن، مجموعة من المحللين على رأسهم خبير التكتيكات العسكرية الأمريكي ويليام اس. ليند. وبعيدًا عن التهوين أو التهويل، ومن باب الحيطة وحق القارئ في أن يعرف، نقدم 10 حقائق عن هذا الموضوع:

1- ويليام اس. ليند هو الرئيس السابق لمركز حفظ التراث الثقافي التابع لمؤسسة الكونجرس الحر ومساعد السيناتور روبرت تافت (أوهيو) والسيناتور جاري هارت (كلورادو) لشؤون الدفاع، ويكتب عمود أسبوعي بعنوان “عن الحرب” “On War” على موقع militaryوهو محاضر دولي في نظريات الحرب والتكتيكات والعقيدة القتالية.

2- أنجز ليند توصيف حروب الجيل الأول والثاني والثالث في مطلع الثمانينات وسلط الضوء على ملامح الجيل الرابع في مقال نشر في 1989م بمجلة المارينز بعنوان “تغير وجه الحروب إلى الجيل الرابع”، وعثرت القوات الأمريكية على نسخ من المقال بمخابئ القاعدة في تورا بورا إبان غزو أفغانستان في 2001م.

3- التصدى لرفض المصطلح كان توجها ملحوظا في بعض الصحف العربية خلال الفترة الأخيرة؛ ففي مقاله (4 أكتوبر – موقع صحيفة العربي الجديد) أطلق بلال فضل عليها اسما دارجا طريفًا يعف القلم عن خطه ويعف اللسان عن نطقه احتراما للقراء، وكاد يسري فودة أن يُقْسِم بأغلظ الأيْمان (12 أكتوبر – الشروق) على أن “مفيش حاجة اسمها حروب الجيل الرابع”، وعنون عماد عادلى مقاله هازئا “حروب الجيل التافه” (25 سبتمبر – موقع مصر العربية).

4- يرى ليند أن الأجيال الأربعة للحروب الحديثة بدأت مع توقيع صُلْح وستفاليا (1648م) الذي أنهى حرب الثلاثين سنة بعد أن مزقت أوربا، ويقع معظم الجيل الأول (1648م–1860م) قبل البارود وكانت الجيوش وقتئذ تتبع تكتيكات الصفوف التقليدية والطوابير المنتظمة ويعود تاريخ معظم ما يميز الحياة العسكرية عن المدنية إلى الجيل الأول بما في ذلك تقاليد الزي العسكري والتحية العسكرية والرتب وكانت من الأدوات المهمة في ترسيخ قيم النظام والانضباط في الجيوش خلال تلك الحقبة.

5- الجيل الثاني تطور على أيدي الفرنسيين أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى ردًا على الاستخدام الكثيف لنيران المدفعية وما تلحقه من خسائر فادحة في الأرواح وتغير بيئة القتال ويعتمد على المناورات والمراوغة ويلخصه الفرنسيون في مبدأ معروف “المدفعية تدك والمشاة يحتلون”.

6- حروب الجيل الثالث يطلق عليها البعض اسم الحروب الإستباقية كالغزو الأنجلو-أمريكي للعراق(2003)، على سبيل المثال لا الحصر، وفي بداية هذا الجيل حل سلاح الطيران محل المدفعية كمصدر قوي للنيران وأحد أدوات حسم المعارك مبكرًا.

7- بتاريخ 10 نوفمبر 2009، علق ليند على حادث فورت هود (5 نوفمبر 2009) الذي قتل فيه 13 جنديًا أمريكيًا داخل قاعدة عسكرية في تكساس قائلاً إن حروب الجيل الرابع ليست مجرد مواجهات تحدث بعيدًا في مكان ما هناك، فالمواجهات أو التفجيرات أو الاعتداء بسلاح قد يتم بالقرب منك وفي أماكن تواجدك، وأشار إلى أن الخبراء يدركون أن أفضل طريقة للنيل من قوات الشرطة النظامية أو حتى قوات الجيش هي الانقضاض عليهم من الداخل وعلى غِرّة، واختتم مقاله بسؤال مهم “لمن تقرع الأجراس في فورت هود؟ وأجاب: “إنها تقرع للدولة” التي ينبغي أن تنتبه لتعزيز شرعيتها وحماية المجتمع، وأوضح أن خطر العدو الداخلي يواجه جميع الدول بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها.

8- لخص البروفيسور الأمريكي “ماكس مايوراينك الجيل الرابع للحروب” فى عدة نقاط مختصرة هى: “الحرب بالإكراه، إفشال الدولة وزعزعة استقرارها ومن ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الأمريكية”، ونعود لمقالات ليند الذي أشار إلى أن حروب الجيل الرابع تجبر الجيوش النظامية على مجابهة عدو غير تقليدي متمثل في مجموعات وخلايا صغيرة وميليشيات تتحرك طبقا للتعليمات التي تصدر لها ولن تنضم بطبيعة الحال لمعاهدات جينيف، فهي لا تمثل دولة، وهذه الخلايا تعمل بعدة وسائل على إنهاك إرادة الدولة المستهدفة ببطء بعد نشر الفوضي فيها، ويقل اعتمادها على أي إدارة مركزية للموارد اللوجستية فكل مجموعة تدبر أمورها في ضوء النطاق المكاني والزماني للعملية المكلفة بها ومن ثم تقوم بالضرب في أي مكان دون سابق إنذار كما حدث في 11 سبتمبر، ويزيد التأكيد في حروب الجيل الرابع على المناورة والضربات الخاطفة أكثر من اللجوء للتعبئة التقليدية للمقاتلين والأسلحة، فالمطلوب عادة مجموعة مهاجمين لديهم مهارات قتالية عالية ويمكنهم الذوبان في بيئتهم عقب تنفيذ عملياتهم لتجنب الملاحقة والاستهداف، والنتيجة عادة دفع الدولة لحافة الانهيار داخليا، ويساهم في ذلك بث مكثف لانتقادات ضد احتكار الدولة للسلاح وتأجيج الصراعات السياسية والدينية والإثنية والثقافية عبر وسائل الإعلام وشبكات التواصل.

9- باسم يوسف طبيب ‘شاطر’ وعندما اشتبك في موضوع طبي كان لسان حاله تعالوا.. تعالوا.. هذا ملعبي، وعلى الرغم من ندرة المعلومات كان مقنعا وجازما في ما خلص إليه من استنتاجات خاصة مع ضعف الموقف الرسمي وانتهاء الأمر بأن نأت القوات المسلحة بنفسها عن مدح الجهاز أو ذمه فأحالته للجنة فنية وعلمية للمراجعة والتقييم، إلا أن محاولة فنكشة حروب الجيل الرابع صعبة في ظل العدد الضخم من الدراسات والوثائق والتقارير والمقالات وأطروحات الماجستير والدكتوراه ومصادر متوفرة بفضل حرية تداول المعلومات وبفضل المصادر المفتوحة برعاية قوانين الولايات المتحدة، فهل تفند النظريات العسكرية بمجرد مقالات يشدد فيها الكاتب على أنها نظريات خاطئة ويتبنى بدون بينة الجزم بأن حروب الجيل الرابع من نسج الخيال أو أن ثمة فنكوش يروج له وفزاعة تُنْصب لفرض سيطرة وسطوة أي نظام؟

10- حتى إذا كان الحديث عن حروب الجيل الرابع مجرد فرضيات نظرية، حتى وإن تعرضت آراء ليند لانتقادات عسكريين ومتخصصين في الولايات المتحدة وخارجها هل من المعقول القفز دفعة واحدة إلى الجزم بعدم وجودها أو أن نلقيها برمتها في البحر ولا نلقي لها بالاً؟ أم أنه من الواجب التحسب لأية تهديدات غير تقليدية أيا كانت مسمياتها وما هي أهمية التدقيق قبل تكوين رأي ما؟ وهل من اللائق أن يقبل القارئ رأيا أو طرحًا بدون بينة؟

 

اقـرأ أيـضـًا:

القرموطي يعلق على أمطار الإسكندرية بـ”المقشة والممسحة”

مرتضى منصور يهدد لميس الحديدي: هفضحك وأقعدك في البيت

أحمد مرتضى منصور: 6 إبريل وراء انتشار فيديو “الألفاظ الخارجة”

محمد فؤاد: أحمد موسى أقرب مذيع لقلبي

إنتصار : لهذا السبب لن اتزوج

انتفاضة السكاكين في “دوت مصر”.. الشهداء “قتلى” والاحتلال “جيش دفاع”

 .

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا