قال “آدم هيدينجرين”؛ مؤسس منصة إعلامية متخصصة في شئون الشرق الأوسط، أن المشكلة الحقيقة في عالم الإعلام هو أنه لا يوجد وسيلة إعلامية بدون توجهات، مفسراً ذلك أنه حتى لو كانت بعض المؤسسات تسعى إلى الحياد وعدم الانحياز لأي أطراف إلا أنها قد يكون لديها خطوط حمراء لا تستطيع تجاوزها.
وتحدث “هيدينجرين” عن إمكانيات إنشاء مبادرات إعلامية من خلال شبكات العلاقات وعن طريق الوصول إلى الأكاديميين والنشطاء والصحفيين، وإمكانية إقامة تمويل المشروعات الإعلامية الرائدة عن طريق التبرعات، مؤكداً أن إحساس المشاركين في المشروع بالتشاركية وأهمية دورهم يمنحهم إحساس بالولاء والحرص على نجاح المشروع واستدامته.
وأضاف أن العديد من الدول العربية التي تشهد أحداث متصاعدة تقع فيها وسائل الإعلام في أخطاء ترتبط بالتركيز على تلك الأحداث السياسية أو الاقتصادية، بنسب تضع اهتمامات الجمهور والمجتمعات المحلية في نهاية أولوياتها، ومبيناً أن كل وسيلة إعلامية تسعى إلى النجاح والاستدامة عليها التركيز على احتياجات الجمهور والمجتمعات وتلبية احتياجاتهم المعرفية.
يشار إلى أن “هيدينجرين” يعمل على مبادرة تعليمية إلكترونية تستهدف المدارس العليا في السويد تهدف إلى القضاء على العنصرية والكراهية في أوروبا.
وبدورها تحدثت مادونا خفاجا؛ مديرة برامج شبكة الصحفيين الدوليين، عن الاقتصاديات الداعمة لمبادرات ريادة الأعمال في مجال الإعلام، ووجهت عدد من النصائح إلى شباب الإعلاميين قبل إطلاق مشروعهم من خلال التركيز في دراسة السوق واحتياجات الجمهور.
وأشارت خفاجا إلي أن مبادرات ريادة الأعمال ليس عليها أن يكون رأس مالها ضخم في ظل ما أتاحته التكنولوجيا من إمكانيات، مؤكدة علي ضرورة دراسة المشاكل المحتمل أن تظهر في المشروع مستقبلاً للتعامل معها منذ اللحظة الراهنة، وكذلك معرفة المنافسين وتقييم حجمهم بشكل متوازن.
وحول إمكانيات تسويق المنتجات الإعلامية تطرق أيمن صلاح؛ الخبير مجال تكنولوجيا الاتصالات والإعلام، إلي ضرورة اختيار جمهور المؤسسة الإعلامية بعناية ودقة لأنها الأساس في نجاح التجربة اقتصادياً وإمكانية تمويلها والوصول إلي المعلن، فضلاً عن فنيات العمل الإعلامي فيما يرتبط بمسألة اختيار كل تفاصيل المنتج الإعلامي.
وأوضح صلاح أن العمل علي الانترنت له مزايا عن العمل في أي شكل آخر من وسائل الإعلام فيما يتعلق بالحصول علي الأرقام الدقيقة والإحصائيات عن كل تفاصيل المبادرة والمشروع الإعلامي، مشيراً إلي أن عدد مستخدمي الإنترنت حالياً في العالم هم ضعف قراء الصحف المطبوعة.
وأضاف أن التكنولوجيا تتيح لمستخدميها معرفة الفترات التي يستخدم فيها الجمهور المستهدف للمواقع الإلكترونية وفئاتهم العمرية ووقت وساعات الاستخدام.
وتحدث كل من محمد عبد الرحمن؛ رئيس تحرير موقع إعلام.أورج، وطارق عطية؛ مؤسس موقع منطقتي وزحمة دوت كوم، عن تجاربهم ومبادرتهم في ريادة الأعمال؛ مجتمعين علي آليات التخصص وتحديد الجمهور المستهدف وعدم الزحف وراء صحافة الترافيك والتلاعب بالمشاهدات.
وأكدا أن السعي وراء احتياجات الجمهور الرئيسية هي الضمانة الأكبر لاستمرار التعرض والتواصل، ومن ثم تحقيق النجاح، مجمعين علي أن التركيز علي الصحافة المحلية والمجانية يمكن أن يحقق مكاسب لا تحققها الصحف الكبرى بسبب تحديد المستهدف وتقديم جودة فيما يتم تقديمه.
يذكر أن منتدى الإسكندرية للإعلام ليس مؤتمراً تقليديا ولكنه مساحة مفتوحة وملتقى لتبادل الخبرات والآراء والتدريب العملي التفاعلي المتقدم لتغطية كافة الأنشطة والإعلام المجتمعي.
أنٌشئ منتدى الإسكندرية للإعلام، حرصًا على رفع مستوى الأداء العملي للكفاءات الإعلامية بمختلف مجالاتها (صحافة، إذاعة، تلفيزيون، الإعلام الإلكتروني)، وصولاً إلى مصداقية ومهنية حقيقة وبخاصة بالإعلام المحلى فى مصر.
وعقدت الدورة الأولى من المنتدى فى الفترة من (14 إلى 16 مايو 2013) تحت عنوان “الإعلام المحلي والتنمية”، بهدف خلق حوار بين فئات مختلفة من الإعلاميين لتبادل الخبرات العملية بينهم من العاملين داخل جمهورية مصر العربية.
وعقدت الدورة الثانية من المنتدى في الفترة من (28 إلي 30 إبريل 2014) تحت عنوان “الإعلام المجتمعي في الوطن العربي” كمرحلة توسعت لمناقشة قضايا الإعلام المجتمعي في مختلف التجارب والخبرات العملية في 13 دولة عربية، بمشاركة 25 محاضر وخبير إعلامي عربي.
واهتمت دورتي المنتدى الأولى والثانية بالتركيز علي عدة موضوعات منهاـ (الإدارة الإعلامية، الفنون التحريرية، أدوات وآليات الإعلام الإلكتروني)، ومدى ارتباطها بالإعلام والمجتمع المحلي.