تتعرض ريهام سعيد مقدمة برنامج صبايا الخير الذي تعرضه فضائية النهار إلى هجوم شديد هذه الفترة من نشطاء وحقوقيين وجمهور عادي يرى انها وصلت لمرحلة غير مسبوقة من عدم المهنية، وانا هنا لا اريد ان اهاجمها، فالقضية الحقيقية ليست ريهام سعيد لكنها قضية غياب المهنية عن بعض الصحفيين والمذيعين في وسائل الاعلام المصرية.
منذ ايام عرضت ريهام سعيد صور شخصية لاحدى ضيوفها دون ان تستأذنها، كما حملت نفس الضيفة مسئولية انها واجهت تحرش بحجة ان ملابسها جريئة، الغريب حقا هو ان ما ارتدته ضيفتها سمية في الفيديو الذي انتشر على الانترنت ويظهر شاب يتحرش بها ويعتدي عليها بالضرب هو نفس اسلوب ملابس ريهام سعيد نفسها، فلا افهم لماذا تحمل اللبس مسئولية ان تتعرض صاحبته لتحرش بدلا من ان تأخذ موقف من المتحرش نفسه، الاغرب بالنسبة لي هو ان ريهام في النهاية امرأة، يعني كان من الأولى ان تتضامن مع ضيفتها سمية لانها عرضة لان تواجه ما تعرضت له ضيفتها ان لم تكن بالفعل تعرضت له مثلها مثل اي امرأة مصرية.
ما الذي تحتاجه ريهام سعيد حقاً؟ بالتاكيد هي في حاجة لأن تتعلم المهنية، تحضر ورش عمل في الصحافة التليفزيوينة المحترفة، تتعلم أن تتحقق من المعلومات، تتعرف على الف باء اجراء حوارات تليفزيونية بطريقة محترفة، فالأكيد ان ريهام في حاجة ملحة لان تصبح اعلامية، فما تقوم به عبر برنامجها لا علاقة له اساسا بالإعلام.
في حلقة اخرى عرضت ريهام تقريرا من الشارع يناقش قضية تزوير الشهادات الطبية في العيادات والمستشفيات المصرية، عرض البرنامج وجه طبيب شاب تم تصويره بكاميرا سرية دون ان يدري، تصورت ريهام انها لمجرد ان تكشف فساد ما فهذا يعني ان تصور الناس –حتى الفاسدين منهم- دون ان تستأذنهم او حتى تقوم بعمل تشويش على وجوهم، أكرر لكم انها فعلا في حاجة ملحة لان تفهم ما هي الصحافة وما هو الاعلام، وما هي المهنية.
قرأت من فترة كتاب اسمه الف باء على الهواء للاعلامي المحترف المصري عاطف عبد الجواد المقيم بأمريكا، يتحدث الكتاب عن المهنية، وما يحتاج المذيع لان يعرفه قبل ان يظهر على الشاشة. فهل تسمع ريهام نصيحتي وتذهب لشراء الكتاب في اقرب وقت؟
ريهام سعيد لا تحتاج لان نهينها او نرهبها، هي فقط في حاجة لمدرب اعلامي خبير ومحترف يعلمها ان الظهور على الشاشات مسئولية، وان كل كلمة او تصرف يجب ان يدرس بعناية قبل القيام به.
انقذوا ريهام سعيد وارسلوا لها عناوين معاهد وجامعات ومراكز تقدم دورات تدريبية لمن يريد ان يصير اعلامي.