إخاء شعراوى يكتب : عزة الحناوى النموذج المرفوض في ماسبيرو

عبر  المثل المصرى”ان لم تستحى فأفعل ما شئت”، يمكن أن نصف القرار الذى أصدره عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بوقف المذيعة عزة الحناوى عن العمل، وتحويلها للتحقيق، إثر عرض حلقة من برنامجها على شاشة قناة “القاهرة” التابعة لقطاع القنوات الإقليمية، بعد أن وجهت المذيعة نقدا موضوعيا، وبأسلوب مهنى وأدب جم للرئيس عبدالفتاح السيسى وبعض مؤسسات الدولة.

لم تخرج عزة الحناوى عن النص، لم تتطاول كغيرها من إعلاميين القطاع الخاص، لم تتاجر بالقضية التي تحدثت عنها، كل ما قالته على الهواء أنها تطلب من الرئيس السيسى متابعة ملف فساد المحليات ومحاسبة المهملين، تحدثت المذيعة باسم الشعب المصرى، بل تحدثت باسم المطحونين من هذا الشعب، والذين يعانوا من فساد المحليات والإهمال الجسيم الذى يتعرض له المواطنين فى هذا الملف.

قالت عزة الحناوى “والفيديو موجود” سيادة الرئيس، نطالب سيادتك بمحاسبة المسئولين والمقصرين فى حق المواطنين، خاصة أنك صاحب قرارات تعينهم، ولذلك فأنت تتحمل مسئولية إهمالهم، نطالب من سيادتك أن يكون لكل مسئول خطة يعلنها للمواطنين، حتى تنتهى مدته ويمكننا محاسبته على تعهداته، سيادة الرئيس “احنا بنمشى فى الشارع وبنسمع شكاوى الناس وبنحاول ننقلها لسيادتك”.

هذا ما قالته عزة الحناوى مذيعة قناة “القاهرة” نصا على الهواء، دون مزايدات أو محاولات للتحريض أو متاجرة بالقضية، إلا أن النقد الموضوعى والمهنى، ونقل الواقع والحديث عن مشكلات المواطنين، أصبح بالنسبة للمسئولين فى “ماسبيرو” خطأ جسيم، تستحق المذيعة أن يتم وقفها عن العمل وتحويلها للتحقيق.

بالطبع هناك ضغوط تعرض لها الأمير من رئيس قطاع القنوات الإقليمية المرفوض من أغلب العاملين بالقطاع بسبب مجاملاته للمقربين منه، وأمور أخرى كثيرة لسنا فى مجال للحديث عنها الأن، كما تدخل بعض الصحفيين المرتزقة والمنتفعين، بتوجيهات من بعض أعداء النجاح فى “ماسبيرو” وضغطوا على الأمير، الذى رضخ لهم وأصدر القرار الذى لا يمكننا أن نوصفه إلا بالقرار الهزلى.

فبدلا من أن تصبح عزة الحناوى مثال للإعلام المطلوب تقديمه لخدمة المواطنين، اصبحت فى رأى حاملى المباخر والمطبلين إعلامية خائنة ويجب محاسبتها، بل ومحاكمتها على الجريمة الشنعاء التى ارتكبتها فى حق الرئيس،

بالطبع قرار الأمير مثير الغضب، خاصة أنه كإعلامى ومسئول بدرجة وزير، عليه أن يتابع مواقع التواصل الإجتماعى، ليعرف صدى الحلقة المهنية التى قدمتها عزة الحناوى، فمقطع الفيديو الذى تداوله نشطاء التواصل الإجتماعى من الحلقة والذى لم يتجاوز ثلاث دقائق، لاقى نسبة مشاهدة فاقت جميع البرامج التى يقدمها اتحاد الإذاعة والتليفزيون بجميع قطاعاته، بل لاقى المقطع استحسان واشادة من كل من شاهده، وكان من الأولى أن نستغل نجاح عزة الحناوى، وتأثيرها فيمن شاهدوها بالسير على نفس النهج، وتقديم إعلام مهنى يخدم المواطن وليس النظام الحاكم، كان أولى بالأمير أن يتابع أراء الجمهور، بدلا من السير ورء حفنة من المنافقين، إلا أن الأمير لازال مصرا على أن لا يهتم إلا بمن عينه فى منصبه فقط.

وعلى نفس النسق واصلت قيادات ماسبيروا لإهتمام بالتفاهات، وتركوا المبنى بلا هدف حقيقى أو رسالة محترمة يمكن تقديمها للجمهور، أصبح “ماسبيرو” غير قادر على أن يكون إعلاما للدولة مدافعا عنها ولا إعلاما للمواطن ينجح مناقشة أزماته، فبدلا من وقف المذيعة وتحويلها للتحقيق فى واقعة نقد مهنى لم يخرج عن سياق الإعلام الموضوعى الهادف، الذى يقدم رسالة حقيقية للمجتمع بالكامل، كان عليكم أن تقدموا إعلاما محترما يليق بتليفزيون الشعب، كما تدعون فى تصريحاتكم دائما.

أذكر قيادات ماسبيرو الذين اصدروا قرار وقف المذيعة عن العمل، أنهم فعلوها من قبل مع الإعلامية عايدة سعودى، إلا أن الرئيس تدخل وأعادها إلى العمل بتعليمات مباشرة، أخيرا وليس أخر .. أربأ بقيادات ماسبيرو أن يكون قرارات المنع هى واجهتهم لكل من يوجه نقد موضوعى مهنى للرئيس أو المسئولين بالدولة، لو أن هذا هو المفهوم السائد بينكم فعليكم أن تغلقوا جميع الشاشات والإذاعات الرسمية وتعودوا إلى منازلكم.

سؤال أخير

هل كانت هناك تعليمات سيادية بوقف عزة الحناوى أم أن القرار جاء من داخل ماسبيرو ؟

اقـرأ أيضـاً:

إخاء شعراوي يكتب: عفوًا عبداللطيف المناوي .. الرئيس لا يحتاج لظهير سياسي 

 إخاء شعراوي يكتب : عمرو خالد.. يواجه الالحاد بـ”ستاند أب ديني”!

إخاء شعراوي: الأمير وضع محلب في “خانة اليك”

إخاء شعراوي: هل يحتقر الرئيس ماسبيرو !

إخاء شعراوي: رسالة للإعلاميين في ذكرى يناير.. انتقوا ضيوفكم

إخاء شعراوي: الإعلام بالنيات

.