حين يأخذني حظي وأضطر مكرهة أن أشاهد جزءاً من حلقة في برنامج على مسؤوليتي لأحمد موسى، أو خبراً له يحمل لينك لمقطع مثير للجدل ، أتذكر وعلى الفور برنامج كرتوني قديم كان يأتي على قناة سبيس توون اسمه ” باص المدرسة العجيب “، البرنامج “أقصد الكرتوني” كانت فكرته الخيالية أن يذهب التلاميذ إلى رحلة ميدانية بباص المدرسة، ثم يتقلص الباص في الحجم لدرجة تمكن التلاميذ من السباحة في الجهاز الهضمي للتعرف على عملية الهضم، أو الدخول لقلب زهرة لمعرفة كيفية التلقيح، أتذكر تلك المشاهد وأتخيل لو يمكنني بطريقة ما أن أدخل إلى دماغ أحمد موسى وأنظر في تلافيف مخه، بما فيه من مراكز النطق والتفكير والذكاء والذاكرة والإدراك لأعلم ما هي الميكانيكية التي تجعل تروس عقله وفي كل مرة تبدع بهذه الطريقة النادرة محدثة كل هذا التناغم من الكلام الفارغ، تاركاً الناس إما مصابة بجلطة، أو ببغاوات مرددة لهذيانه ..
أتحفنا أحمد موسى في برنامجه ” على مسؤوليتي” بالأمس وهو البرنامج الأصدق من حيث اختيار العنوان، حيث أن كل هذا الكلام العبثي غير المنطقي على مسؤوليته بالفعل، أتحفنا بأن سبب سقوط الطائرة الروسية هو ماس كهربائي أدى إلى انفجار في خزان الوقود، وكأنه يتحدث عن ماكينة في مصنع، أو تسرب غاز في سخان الحمام !!
مصر وروسيا اللتان أصرتا على أنه من المبكر استخلاص النتائج بشأن التحقيق في سبب سقوط الطائرة الروسية، لكن الخبير أحمد موسى صال وجال بخبرته الواسعة وببحر علمه الذي لا نهاية له، قال أن تحليل جثث ركَّاب الطائرة لم يظهر أثراً لوجود مواد متفجرة، بالرغم أن عملية التحقيقات لازالت جارية !
السيد أحمد موسى تجاهل ما قاله المحققون الخبراء من روسيا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا بمساعدة الطيران المدني المصري الذين رجحوا وبقوة فرضية الاعتداء بقنبلة مزروعة في الطائرة، وأن فرضية الانفجار جرَّاء حريق أو خلل فنِّي مستبعدة لأنه لا يوجد أي علامة على محاولات استغاثة من الطيار، وأن الانفجار جاء بشكل مفاجيء، حيث لم يتمكَّن الطيار من قول أي شيء ..
كما تجاهل أيضاً ما صرَّح به مسؤولون في الاستخبارات البريطانية أنهم حصلوا على معلومات بناء على اعتراض اتصالات بين متشددين في شبه جزيرة سيناء تفيد بأن قنبلة كانت وراء سقوط الطائرة الروسية، مما يؤكد وجود خلل في إجراءات الأمن بمطار شرم الشيخ، ملقياً الذنب على فزاعة جديدة وهي الغرب الذي يخطط لوقف مسيرة مصر بعد أن صدمته الصفقات العسكرية الحديثة التي تعقدها مصر ..
وجرَّاء افتكاسات أحمد موسى المتكررة تجد من هم يميلون بنزعتهم لحب نظرية المؤامرة وبوطنيتهم العويصة لنزع الوطنية عن كل من يتجرَّأ ويقول بأن احتمالاً لاختراق النظام الأمني للمطار والطائرة وزرع قنبلة في ظل تهاون وتخاذل أمني أدَّى لمثل تلك الكارثة الإنسانية التي راح ضحيتها 224 إنساناً، تاركة اسوأ أثر على السياحة المصرية ..
.