لو كنت من ضحايا متابعة برامج التوك شو في الفترة الاخيرة ، فاسمحلي أن تشاركني تساؤلاتي و تشاطرني الأحزان لما وصل اليه حال الاعلام المرئي مؤخراً..
لو تابعت أداء كثير ممن يسمون أنفسهم إعلاميين ، تدرك سريعاً أنه يتعامل مع شاشة التلفاز ومع برنامجه وكأنه يجلس في الليفنج رووم في بيته ، يصفي فيه حساباته مع الآخرين ، ويهدر وقت المشاهد ويقحمه في صراعاته الشخصية ، رغبةً منه أن ينضم كل متابعيه الى صفه ، وإلا فأنت من أعداء النجاح المغرضين ، وهو لن يكترث لك!!
أمثلة كثيرة لأحداث أستأذنكم أن أشارككم بها :
الشيخ خالد الجندي في برنامجه على الحياة ، يخرج إلينا في زي الشيخ الوقور ، يسب ويلعن أفلام البلطجة ( ابراهيم الأبيض ، وعبده موته ) ، فهو حريص على أن يربي جيلاً صالحاً ويخاف على الأجيال الجديدة من أمثال هذه النماذج ، فخرج في برنامجه امام الملايين ونعاهم بأولاد ال……. ، ليطرح لنا من موقعه نموذجاً اخر للبلطجة اللفظية التي تصدر عن شيخ وقور يتخذه الملايين قدوة!!
ماتش البينج بونج الذي دار سابقاً بين الإعلاميين أحمد موسى ،ويوسف الحسيني ، واستغل كل منهما شاشة برنامجه ليوجه لنظيره صفعة جديدة ، اعتقدها صفعة أقوى يوجهها كل منهما على وجه كل مشاهد ، يشاهدهم لمتابعة
أحداث البلد وينتظر تحاليل منطقية يجتهد فيها فريق الاعداد ليقدموه للمشاهد !!
واقعة ريهام سعيد الاخيرة (وقبلها الكثير ) ، وهذه كانت أكثر الوقائع إيجابية في رد فعل القناة المسؤولة ..
أما نصيب الأسد فكان من نصيب واقعة رانيا محمود ياسين والشاب الملحد على قناة العاصمة :
بصراحة لم أتابع رانيا سابقاً ، واستغربت كونها تطل علينا بدون سابق إنذار في برنامج صباحي أساسي على القناة ، فتوقعت أنها حصلت على شهادة وربما كورس حتى يؤهلها للظهور كواجهة إعلامية ، ولكن رانيا بددت كل شكوكي حينما شاهدت حلقتها مع الشاب الملحد !!
انفعال رانيا ووصلة الهجوم الشخصي على الشاب ، كانت غير مهنية إطلاقاً ، وسط ذهول من زميلها الأكثر مهنية منها ( أشرف الذي كان مذيعاً في الفضائية المصرية ) فلم يستطيع أن يحرك ساكناً وسط وصلة ردح من رانيا تهدد فيها الضيف وتعلمه أصول مهنيتها كمذيعة تدير الحوار !! لينتهي بها الحال أن تطرد الضيف وهي تقول ( يللا مش عايزين ملحدين هنا وكفرة !!) فشعرت مجدداً أن رانيا تطرد ضيف ثقيل الدم من الليفنج رووم الخاصة بمنزلها !!!
والذي زاد الطين بللة على قول جدتي ، هو رد فعل رانيا على الهجوم الذي تعرضت له من الجمهور على الفيس بوك ، رداً على عدم مهنيتها في ردها على الضيف وطردها له رغم علمها المسبق بوجوده ومفروض أن تكون مستعدة لمحاورته فردت فيما معناه ( الهجوم الذي تعرضت له من المغرضين والحاقدين ، وأنها لم ترغب في استضافة ملحدين وأن الجميع يعرف وجهة نظرها واتجاهها الملتزم ، ولكنها يجب أن تلتزم بفقرات البرنامج احتراماً منها لمؤسسة القناة ( مع انها كان أولى ان تعتذر من المشاهد ) ، كما قالت أن ضيفها الرزيل كان عمال يستفزها من أول الحلقة وده مظهرتش للمشاهد ، ثم جاء وقت اختتامها لمرافعتها فقد لاحظت ملل زميلها من طول المرافعة . فتوقعنا اعتذاراً منها ومنيت نفسي أن تعلن تنحي عن البرنامج ، ولكن كان ختامها مسك فقالت ( شكراً للي ساندوني ، وكل اللي شتموني دول هما الملحدين )!!
الغريب أنني كلما حاولت أن أشارك البعض في الحديث عن احدى هذه الوقائع ، أجد تعليقات أنني (ديموديه ، موضه قديمة ) فكثير انصرفوا عن متابعة هذه البرامج ، وأنها تضييع وقت وجع دماغ أو تفتقر للمهنية ، وأصبح الأغلب يتابع الأخبار المختصرة عبر الانترنت ومواقع الصحافة الاكترونية ، ولا يسمع عن تلك البرامج سوى أصداء خلافات ومشاجرات ، أو أخبار مغلوطة يقدمها بعضهم للعامة بصدر مفتوح ، ثم يهمس لهم باعتذار مستهتر بصوت خافت !!