سنة 74، لويس جريس كان رئيس مجلس إدارة روز اليوسف، وكان فيه شاب بـ يكتب قصة قصيرة، جي من قرية اسمها “بني قريش” في الشرقية، فـ لويس قال له تعالى اشتغل محرر في صباح الخير.
أول موضوع اتكلف بيه كان “القاهرة الساعة 2 بـ الليل”، وكان آخر موضوع لـ إنه معملوش، واستقال قبل ما يخلص إجراءات التعيين، وقال لو ما عرفتش أجيب تسعين جنيه من الكتابة، مش هـ أكتب حاجة.
من هنا لـ هنا، راح يكتب مسلسلات درامية في الإذاعة، وعمل تمثيلية في التانية، لـ حد ما اتذاع له مسلسل اسمه “طائر الليل الحزين”، وبعد إذاعة أول كام حلقة بدأت تيجي له عروض إنها تتحول لـ فيلم سينما، استغلالا لـ النجاح اللي حققته وقتها، لـ درجة إنه اتكتب على أفيش الفيلم: “الملحمة الإذاعية الخالدة”.
لكن العروض اللي كانت بـ تجي له كانت لـ شرا القصة، مش إنه يكتب لها هو السيناريو والحوار، لـ إنه بـ بساطة عمره ما كتب سيناريو سينما، ولا اشتغل في السينما، ولا كان ده منظور خالص، هو راجل إذاعي يدوب بـ يثبت اسمه، حتى مش بـ يكتب لـ التلفزيون.
من الناس اللي طلبوا منه شرا القصة كان المنتج مخلص شافعي، فـ هو قال له: ممكن أمضي معاك القصة، بس أكتب لها أنا السيناريو والحوار، كان الرد: يا حبيبي إنت ما بـ تعرفش تكتب سيناريو سيما، السيما غير الراديو نوهائي.
بس هو تمسك بـ إنه يكتب السيناريو، وقال مش هـ نمضي غير لما تقروا السيناريو، عجب، كان بها، ما عجبش، هـ أمضي معاك القصة وهات اللي إنت عايزه يكتبها.
المنتج زمزق، هو المطلوب منه يستنى إن السيناريو يتكتب، وجايز ينفع، وجايز ما ينفعش، وغالبا مش هـ ينفع، فـ هـ نبدأ من الصفر، ونجيب حد يكتب، بس فـ الآخر وافق بـ شرط، إن السيناريو يخلص في شهر، مش 31 يوم.
تمام، شهر وآجي لك بـ السيناريو
بس زي المتنبي ما بـ يقول لك: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، الشهر كله، كان صاحبنا عيان جدا، وما عرفش يكتب ولا حرف، لـ حد ما جه اليوم اللي المفروض يسلم فيه، صحي، وكان ناوي يتصل ويقول لهم: خلاص، هاتوا أي حد يكتب السيناريو، فـ نزل يقعد في “ألتورادو” بتاع مصر الجديدة، لقى نفسه بـ يكتب السيناريو، فـ ورقة تجيب ورقة، ومشهد يجيب مشهد، لقى نفسه مخلص تلات أرباع الفيلم، فـ راح راكب أتوبيس 500، وطالع على المنتج بـ اللي كتبه، وقال له: بكرة يكون عندك بقية السيناريو، وفعلا تاني يوم سلمه كامل.
راح الفيلم لـ المخرج: يحيى العلمي، وعادل أدهم، ومحمود مرسي، فـ كلهم قالوا تمام، مع عبارات إشادة، من نوعية إن عادل أدهم كان دايما بـ يقرا السيناريوهات، ومعاه قلم بـ يسجل بيه الملاحظات، وكان رده على السيناريو إنه ما استخدمش القلم ولا مرة.
محمود مرسي سأل المنتج عن الفلوس اللي المفروض يدفعها المنتج لـ السيناريست، ألف وخمسمية جنيه؟ لأ، ادوله ألف كمان، وهكذا وهكذا.
نزل الفيلم، ونجح زي ما نجح المسلسل الإذاعي، ومن ساعتها بقى عندنا أسطى في الكتابة اسمه “وحيد حامد”، صاحب التراث الفخيم من الأعمال سينما وتلفزيون ومسرح وإذاعة.
وحيد حامد هو اللي كتب فيلمنا، بس لسه عقبال ما نوصل لـ “غريب في بيتي” فيه حكاية في النص، لازم أحكيهالك عن وحيد حامد،
بس ده بقى المشهد الجي
تابعونا.