بعيدا عن التظاهرات المتوقعة لأنصار الإخوان في لندن، بدأ الإعلام البريطاني بالإهتمام المتباين بزيارة السيسي لبريطانيا، ما بين مؤيد ومعارض.
تحت عنوان “حليف إستبدادي، رئيس الوزراء محق في دعوة “الحاكم العسكري المصري” لداوننج ستريت”، كانت “التايمز” قد نشرت تقريرا أيدت فيه الدعوة طبقا للواقعية السياسية بالتعامل مع الواقع وليس الأماني، رغم القمع الشديد للمعارضة الديمقراطية في مصر، خاصة بعدما ثبت أن فشل الديمقراطية في دول الربيع العربي.
وأضافت أن السيسي أطاح رئيسا منتخبا ديمقراطية، لكن بدعم شعبي ضخم ضد نظام إستغل سلطته وقاد مصر صوب الإنهيار، ورئيس إستغل سلطته المطلقة في تعديل الدستور، خاصة أن قطاعا كبيرا من المصريين يري أن السيسي حمي مصر من حرب أهلية ومن القمع ومن الحكم الديني.
وختمت أن المطالبين بالإصلاح ليسوا في السلطة، وبريطانيا لديها مصالح كثيرة مع النظام المصري، الذي يقاتل الجهاديين الذين يسعون للخلافة للإطاحة بالحضارة بالغرب، ولم يعد يدعم حماس، وكقوة إقليمية تعارض التوسع النووي الإيراني.
—-
وتحت عنوان “معارضة زيارة السيسي للمملكة البربطانية تتصاعد” نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا ركز فيه علي إعتزام البارونة البريطانية “هيلين كيندي” التقدم بإستجواب لمجلس اللوردات ضد زيارة السيسي، مؤكدة أن “هناك إنتهاكات تتم بمصر تتعلق بسيادة القانون والمحاكمات”.
وهو ما أيده السفير البريطاني السابق بالأمم المتحدة “جيرمي جرينستوك” الذي إعتبر الوضع المصري كارثيا للشرق الأوسط، فإذا كانت مصر تسير في الطريق الخاطئ، فماذا يتبقي من أمل لباقي بلدان المنطقة، ومحذرا من أن تؤدي حالة الإستقطاب الديني والسياسي في مصر لردود أفعال سلبية من مواطنين متطرفين تجاه مواطنين متطرفين.
“جيرمي كورين” رئيس حزب العمال البريطاني رفض الزيارة بدوره، وقال أنه لو فاز بمنصب رئيس الوزراء، فلن يدعوه إلي لندن ببسبب مخاوفه من إستخدام عقوبة الإعدام في مصر، ومعاملة مرسي وأعضاء حكومته، نافيا أن يكون منحازا لهم بقوله “لكنني أحكم وفقا لما تعنيه حقا كلمة ديمقراطية”.
—
“الجارديان” نشرت بيانا رافضا للدعوة ومطالبين بسحبها، وقعه عدد من الشخصيات البريطانية بين برلمانيين وحقوقيين ومفكرين من أبرزهم البرلمانية “كارولين لوكاس” والمفكر “جون إسبوزيتو”.
بدأوه قائلين أن دعوة “الديكتاتور المصري الفيلد مارشال السيسي” تعد إنتهاكا للقيم التي تدعي الحكومة البريطانية أنها تناصرها، بالترحيب بحاكم أطاح حكومة منتخبة، وأسس ما يزعمون أنه “نظام إرهاب أعاد قضية الديمقراطية في الشرق الأوسط سنوات للوراء”، وأن نظام السيسي الموجه عسكريا قام بإرتكاب مذابح إستهدفت آلاف المدنيين، وبالحكم بالإعدام في محاكمات جماعية تمثل إنتهاكا للعدالة من بينها لمرسي والإخوان، وقمع الأنشطة السياسية المستقلة بما فيها الليبرالية واليسارية.
وأضافوا أن السيسي إنتخب رئيسا في إنتخابات مخالفة لحد الأدني للمعايير الديمقراطية، والإنتخابات البرلمانية الحالية بلا معارضة حقيقية، هجرها غالبية الشعب بأرقام قياسية في ضعف الإقبال، لبرلمان لن يكون أكثر من ورقة توت في نظام السيسي الإستبدادي مع الإعتقالات والقمع الأمني والتعذيب وكبح حرية الإعلام.
وختموا بيانهم بالقول أن هذه الإنتهاكات للديمقراطية وحقوق الإنسان ساهمت في صعود الإرهاب، لذا يعتبرون أن “زيارة هذا الطاغية للمملكة المتحدة تعد إهانة للقيم الديمقراطية”، وأنه لا إعتبارات تجارية أو واقعية سياسية يمكنها تبرير الدعوة، لذلك يحثون الحكومة علي سحبها.
—
كريس دويل رئيس مجلس التفاهم العربي البريطاني نشر رسالة تحذير للسيسي علي حسابه بتويتر حول ما سينظره في لندن قال فيها: “عزيزي السيسي، هل تتذكر كافة صغار السن الذين زججت بهم في السجون؟، حسنا، عندما تأتي إلى لندن، سيذكرك الإعلام”.
——–