مجلات أمريكية تسعى لجذب القراء حول العالم
نسمة يوسف
حفاظ الولايات المتحدة الأمريكية على نفوذها الإعلامي حول العالم لا يكتفي فقط بالشبكات التلفزيونية العالمية ولا الصحف التي تؤثر ما تنشره من كلمات في سياسات دول وقرارات شعوب، الأمر يتسع ليشمل أنماطا مختلفة من المنتجات الصحفية والمعلوماتية، أبرزها مؤخرا عدة مجلات إلكترونية تهتم بالموضوعات الخفيفة والجادة أيضاً حيث تعرضها بأسلوب سلس مشوق والتي يبحث عنها قطاع عريض من البشر و يهرعون إليها مؤخرا للابتعاد عن أخبار الحروب والنزاعات والتي تنافست فيما بينها على مراعاة الاختلاف في طريقة عرض محتواها وأسلوب صياغتها الذي يحقق لكل منهما التميز و الفرادة.
من الأمثلة البارزة على ذلك مجلة Pouted وهي نموذج للمجلات الأمريكية الاليكترونية الجديدة والتي تحتوى على 9 أقسام رئيسية: التخطيط الداخلي سواء للمنازل بمختلف الغرف أو الفنادق والمنتجعات السياحية أو المكاتب، الجرافيك والرسوم المتحركة والتصاميم، الهندسة المعمارية بمختلف أساليبها، التكنولوجيا والعلوم، السياحة والسفروالتاريخ، الأزياء والموضة، الحيوانات، السيارات والدراجات، وقسم منوعات يضم التغذية الصحية و الزراعة والفن والكُتُب والثقافة وغيرها.
ويتسم محتوى الموضوعات الموجودة بالمجلة بالحداثة والتنوع والبساطة فى العرض فهى تعتمد على الصور بشكل اكثر اعتقادا منها ان كل صورة تحمل الف كلمة مع كلمات قليلة (من 400 لـ 500 كلمة) لشرح المعلومات الأساسية الهامة. وهي لا تستهدف القارئ الأمريكي أو الأوروبي فقط بل تستهدف أيضاً القارئ العربي فتجد موضوعات تتعلق بأشهر الجامعات الأجنبية التي تقدم منح مجانية للعرب للدراسة بها وجامعات اخرى تتيح الدراسة بها اون لاين عن طريق الانترنت كما تجد موضوعات أخري خاصة بالمجتمعات العربية وتاريخ تلك الدول العربية وعاداتهم ومناطق السياحة بها وأزياء المحجبات وشرح تطبيقات الهاتف المحمول والاختراعات الحديثة بشكل مُبسط وغيرها لتكون بذلك مرجعاً للقراء الباحثين عن المعرفة فى شتى المجالات ومن مختلف بقاع الأرض.
ولا تختار تلك المجلة موضوعاتها بطريقة عشوائية بل تتم باستخدام طرق ذكية حديثة فهي تراقب يومياً كل ما هو جديد باستخدام خاصية مؤشرات جوجل أو Google Trends وهى خدمة تقدمها شركة جوجل والتى تحتوى على العديد من الموضوعات الحديثة سواء العربية او غير العربية و كلمات البحث الاكثر شيوعاً التى يسعى الافراد من مختلف دول العالم للبحث عن تفاصيلها وتعرِضها فى شكل رسوم بيانية بالارقام والنسب وتقوم بترتيب تلك الكلمات طبقا لعدد مرات البحث، وبعد تجميع كلمات البحث يقوم فريق تحرير المجلة بالبدء فى الاتصال بالمصادر المطلوبة والبحث عن المعلومات الدقيقة الصحيحة وتحرير الموضوعات ونشرها وبذلك تضمن اكتساب مزيد من القراء الراغبين فى سد حاجتهم المعرفية لتلك الموضوعات بل وتضمن عودة القُراء اليها بشكل منتظم باعتبارها مصدراً معلوماتى يمكن الاعتماد عليه.
وتظهر مجلات أخرى على عكس هذا النمط مثل Top Ten Magazine والتى تتشابه مع فكرة موسوعة جينيس العالمية فهى تقوم بحصر أكثر عشرة مشاهير فى كل مجال ولا نقصد هنا بالمشاهير الاشخاص فقط؛ فقد تكون دول أو منتجات وغيرهما من الاشياء. وتعتمد فى حصر أشهر العشرة على طريقة استطلاعات الرأى ومراجعة الاحصائيات الصادرة من الجهات الرسمية. و تختلف فى طريقة كتابة وعرض موضوعاتها فهى تعتمد على الكتابة اكثر من استخدامها للصور طبقا لطبيعة المحتوى والذى يتطلب شرحاً أكثر ومعلومات أشمل وأعم (من 600 ل 1000 كلمة)، وكل موضوع يحتوى على عشرة فقرات مُرقمة بدءاً من رقم عشرة حتى تنتهي برقم واحد وذلك لضمان استمرار القارئ في القراءة وتشويقه حتى يصل إلى رقم الصدارة الذي يحتل المركز الأول. وبذلك نجحت المجلات الامريكية بأشكالها المختلفة فى سد حاجة كافة الأذواق والاهتمامات للقراء.
