كارمن مارى مورى، فتاة سويسرية فاتنة الجمال جندتها السلطات النازية بعد هزيمتها فى الحرب العالمية الأولى، إلى أن سقطت ألمانيا فى يد قوات الحلفاء، فانقلبت الفتاة التى لم يتعدى عمرها الثلاثين ربيعا على الجنس الآرى وتجسست لحساب القوات البريطانية التى احتلت وقتها جزءا من الأراضى الألمانية..
لكن كيف دخلت كارمن ألمانيا الغربية هاربة من ألمانيا الشرقية بعد سقوط برلين فى أيدى قوات الحلفاء .. كيف عبرت الجاسوسة الحدود ؟
كان هذا عندما اجتاحت القوات السوفيتية برلين، وحررت كافة المعتقلات ومعسكرات التعذيب، والتى من بينها معسكر “ريفنسبروك”، ذلك المعسكر الذى انتقلت إليه “كارمن” بأمر من “هر رينهارد هيدريش” رئيس الجستابو، للتخفى كسجينة والإندساس بين السجينات والتجسس عليهن، خاصة وأن المعسكر كان يضم بين جدرانه ابنة شقيقة الجنرال ديجول الذى كان يقود المقاومة الفرنسية وقتها من الخارج..
هربت “كارمن” عبر الحدود بجواز سفر فرنسى باعتبارها فتاة فرنسية سجنتها القوات النازية من بين نساء فرنسيات كثيرات وقت اجتياح قوات ألمانيا للأراضى الفرنسية، واقتنعت القوات البريطانية بذلك، وسمحت لها بعبور الحدود إلى ألمانيا الغربية، ولم تكتفى بذلك، بل جندتها لمساعدتهم فى القبض على قادة معسكر “ريفنسبروك” وسجاناته..
ما الفائدة من هذه الرواية المختصرة عن “كارمن مارى مور” الملقبة فى عالم الجاسوسية بـ”ملاك الموت”؟..
استعراض مبسط لطرق تسلل العناصر الإجرامية والإرهابية إلى الأراضى الأوروبية، فالأسابيع الماضية والتى شهدت فتح أبواب هجرة اللاجئين السوريين إلى أوروبا قد تكون سهلت تسلل عناصر داعشية إلى تلك الأراضى..
وما الفائدة من هذا الإستعراض ؟..
تحذير الدول الأوربية والعربية على حد سواء ممن فتحوا الحدود لاستقبال اللاجئين من كافة الجنسيات، فالدواء فيه سم قاتل، وفرنسا بكل ما تمتلكه من أجهزة أمنية عجزت عن كشف خلايا إرهابية تشكلت على أراضيها منذ شهور، ونفذت 6 عمليات إرهابية متزامنة التوقيت منذ يومين فقط..
وإذا كانت تفجيرات فرنسا دامية، فما قادم أكثر دموية، لأنه وببساطة مثلت تلك التفجيرات جرس إنذار لفرنسا وغيرها من دول العالم “الأوروبى والعربى” بأن هناك ثقوبا أمنية فى جلابيب تلك الدول، نفد منها ما نفد، ويظل السؤال، “كم من الإرهابيون تسللوا، وأين يختبئون، وبماذا يخططون، وأين ومتى سينفذون، وهل حينها سنكتفى بجمع أشلاء الضحايا أم سنكون متأهبون؟”..
المطلوب، مراجعة بيانات كافة المهاجرين واللائجين والسائحين.. المطلوب مراجعة بيانات كل فرد أجنبى دخل الدولة “أوروبية أو عربية”.. المطلوب صحوة معلوماتية لمنع الإرهاب بدلا من القبضة الأمنية اللاحقة للتفجيرات والعمليات الإرهابية.. المطلوب أجهزة مخابرات قادرة على زرع جواسيس فى “خرم الإبرة”، والإستماع إلى “دبة النمله” لمنع “البلاء قبل وقوعه”، بدلا من أجهزة شرطية قمعية تشتبه وتعتقل وتحظر التجول بعد “وقوع البلاء”..