سيدى الرئيس وكل مَن يتبعونك، أرسل إليك تحياتى بأيام سعيدة وهادئة.. سيدى أنت أكدت تضامنك التام مع فرنسا ، بعد الحادث الإرهابى الجبان، الجمعة الماضى، وأنك أيضا على استعداد للقيام بدورك، للحد من انتشار هذا الإرهاب اللعين، واجتمعت مع مجلس أمنك القومى وهاتفت الرئيس الفرنسى الموجوع أولاند، وكذلك مسؤولين أوروبيين كثرا، للتشاور والتنسيق، وأعطيت الأمر لحالة تأهب واستنفار، هذا جيد سيدى، لكن لماذا لا تلتفت إلى ما تقوم به إدارتك فعليا، لتشجيع ما ترفضه أنت وإدارتك على الورق فقط؟
أنت يا سيدى أحد أهم الأسباب التى أدت إلى حادث فرنسا، تقول إن ما حدث فى باريس ضد الإنسانية؟ إذاً لماذا تعمل إدارتك مع الإرهاب بطريقة مباشرة وغير مباشرة، أنت تشجع بقوة مَن يعمل لصالح أهدافك، تضع البذرة الشيطانية، فإدارتك هى تقاوى شر، نعم أنت داخل بلادك تنعم بالديمقراطية وتشجع الديمقراطية وتحمى الديمقراطية، لكن خارج بلادك أنت وإدارتك وتابعوك عكس الديمقراطية تماما.
تتعاطى على طول الخط إيجاباً مع إسرائيل ودول أوروبية بعينها.. وتتعاطى سلباً على طول الخط مع دول بعينها.. سيدى أنت مشجع للإرهاب، إدارتك تعمل لمصلحتك وبلا ضمير، بلا وعى إنسانى، راجع ما قمت به منذ أقسمت اليمين الدستورية الأولى فى يناير 2009، ومنذ أقسمت اليمين الدستورية الثانية فى يناير 2013 وأنت تعمل عكس ما أقسمت به، مسؤوليتك سيدى من مسؤولية وأهمية بلادك، وبلادك الأهم فى العالم والأقوى فى العالم والأكبر تأثيرا فى العالم، وهى أيضا الأشد خطرا على العالم.
أنت تستخدم أهميتك وقوتك وتأثيرك فى تدمير الآخر، مهما كان الثمن، انظر إلى تصريحك- قبل أيام- مع نتنياهو، رئيس وزراء أكبر دولة فى العالم تنتهك حقوق الإنسان، والدولة الوحيدة فى العالم التى تسطو على أرض دولة أخرى، وأنت تعززها وتدعمها وتشجعها وتقول لرئيس وزرائها: «برافو عليك، أنا أدين العنف الفلسطينى، ولإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها..».
ياااااااااااااااااه يا سيدى العنف هو الفلسطينى؟ وماذا عن الاستيلاء على الأرض الفلسطينية، وإقامة المستوطنات عينى عينك، وقتل الأطفال، وتشجيع المستوطنين على قتل الأسر الفلسطينية بدم بارد للحصول على أراضيها؟ سيدى الرئيس ألم تسمع عن الطفل على الدوابشة وقبله محمد خضير وقبله محمد الدرة؟ حادثة مقتل على الدوابشة وأسرته حرقا من جانب المستوطنين تكفى لهز العالم بأسره، لكن للأسف غالبية العالم يأتمر بأمرك، يحتاج إلى حزام أمريكى ليهز وسطه، بدون حزامكم تبقى مصمصة الشفاه وبكاء مؤقت على حال مشين للعرب أولاً وللإنسانية ثانياً..
يا سيدى ألم تسمع عما حدث فى العراق منذ تولى الأمريكى بول بريمر حاكما لها عام 2003 بدعوى نشر الديمقراطية واستتباب الأمن؟ أين العراق الآن؟ لقد دمرتم واحدة من أقوى الدول العربية، وربما فى المنطقة، للحصول على خيراتها ونفطها وتشريد أهلها وضياع أرضها لصالح طفلك المدلل إسرائيل، ألم تكونوا القيادة فى التدمير، بعدما كنتم قيادة فى تشجيع صدام حسين على ارتكاب المزيد من الأخطاء، وتركتم له الحبل تماما حتى لفه على رقبته بغزو أرعن وفاشل لدولة عظيمة، وهى الكويت؟ سيدى، ألم تسمع تونى بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، حليف دولتك الأكبر، وهو يعتذر عما حدث للعراق، بسبب الكذب على العالم عند غزو بغداد؟ ألم تسمع وزير خارجية دولتك الأسبق كولين باول وهو يأسف عما حدث فى العراق، بسبب أخطاء لا تغتفر عند غزو بغداد؟ ألم تسمع أنين العراقيين وهم يعتذرون، لمجرد أنهم سمحوا لكم بدخول بلادهم؟ ألم تسمع عن الوضع المشين فى ليبيا، بعدما طلبتم مع دول غربية عدة بالديمقراطية فى هذا البلد، وشجعتم على قتل القذافى، لنجد أنفسنا فى مرحلة عبث أقوى مما كان عليه البلد وقت القذافى، لتضيع ليبيا بعد العراق، ولو تمكنتم من مصر فى السنوات السابقة لضاعت المنطقة العربية بأكملها.
سيدى الرئيس.. ربما يسبنى بعض القراء أو ينتقدوننى، لأننى ألوم الرئيس الأمريكى ولا ألوم الرئيس المصرى.. للقارئ الحق فى اللوم، ولى الحق فى التوضيح قبل السب والقذف لشخصى.. ما كتبته يتعلق بشأن دولى وعربى عام لا تأثير كبيراً لمصر عليه حاليا، ربما يكون لها دور مستقبلًا.. سيدى أوراق اللعبة مازالت للأسف بأيديكم.. كلنا كومبارس وأنت وإدارتك الممثل والمخرج والمؤلف حتى إشعار آخر، الغالبية مقتنعة بأن أمريكا وتابعها بريطانيا مرتبطان ببعضهما، حتى فى الكذب وتسويق هذا الكذب على أنه حقيقة، وعن طريق قناة كالجزيرة ودول مثل قطر وتركيا وإسرائيل يتحقق التدمير المطلوب.
تدمير ممنهج فى ظل استسلام واضح ومريب لكافة الدول العربية المنشغلة بأوضاعها التى فرضها عليها الاستعمار الجديد.. سيدى الرئيس.. هل أنت تفاجأت فعلا مما حدث فى باريس؟ أشك.. فصانع الشىء يعرف كل شىء عنه، أنت صانع «القاعدة» وقائدها أسامة بن لادن، وقاتله فى نفس الوقت، أنت صانع داعش وقائدها أبوبكر البغدادى، وتلاحقه فى نفس الوقت، وإدارتك هى مَن صنعت توحش صدام حسين وقتلته فى نفس الوقت.. إدارتك تعرف كل شىء عن الإرهاب وكيف يُصنع بضم الياء، وكيف يُسوق بضم الياء، وكيف يُطور بضم الياء، وكيف يُستخدم بضم الياء، وكيف يُدمر بضم الياء وكسر الميم.. كفاك تكسيراً فى العالم يا سيد العالم.. وسؤالى الأخير: أنت حزين على ما جرى فى باريس؟؟؟ الإجابة أتركها للقارئ ولك سيدى الرئيس.