مصر تحارب الأرهاب .. نعم ياسادة .. والآن .. فرنسا تحارب الأرهاب .. وبالأمس روسيا تحارب الأرهاب .. وغدا أو بعد غد .. العالم كله سيحارب الأرهاب .. هذا هو الحال الآن ..!!
منذ أكثر من أربع سنوات ومصر تقف بمفردها فى مواجهة الأرهاب .. تحولت سيناء بفضا الأرهاب والأرهابيين الموجودين فيها إلى واحدة من أشد بؤر الأرهاب على مستوى العالم .. وخرج القادة والساسة المصريين ليعلنوا عن وحدتهم ووقفهم صفا واحدا فى مواجهة الأرهاب الغاشم .. وتحولت سيناء إلى ساحة حرب وقتال .. وكر وفر ومواجهات بين الجيش والشرطة المصرية من ناحية والأرهابيين من ناحية أخرى .. وحتى الآن الصورة ضبابية .. لانعرف هل أنتصرنا وقضينا على الأرهاب أم لا .. هل هناك تقدم وبارقة أمل أم ستظل سيناء مرتعا للأرهابيين ومسرحا لحر أستنزاف جديدة ستنزف فيها قواتنا كلها .. !!
نعم الصورة ضبابية لغياب الشفافية والؤية والوضوح من جانب أعلامنا ومن جانب الجيش .. فكل يوم نسمع عن مداهمات لأنفاق ولبؤر أرهابية ولعمليات جديدة لمطاردة الأرهابيين .. فنفرح .. ولكن كالعادة ملناش فى الفرح مطرح .. بعدها يصاب ويقتل عدد من جنودنا فى تفجير أرهابى وعملية إرهابية جديدة .. فنحزن ونتخبط ولانعرف إلى إى مدى تقدمنا فى تلك الحرب التى لانهاية لها ..
ونتيجة غياب الشفافية والمصداقية ووجود الفهلوة المصرية والكذب والتاتش المصرى كانت الحادثة الآخيرة فى سيناء بأنفجار وسقوط طائرة الركاب الروسية ووفاة جميع ركابها .. فأرتوت أرض الفيروز بمزيد من الدماء لتندمج الدماء المصرية بالدماء الروسية فى جذور أرض الفيروز .. وبعدها أعلنت معظم دول العالم منع راعيها من السفر إلى مصر وإلى شرم الشيخ بوجه عام .. ووقتها خرج علينا مدعى نظرية المؤامرة أن العالم تأمر علينا .. وأننا محسودين .. حتى قررت روسيا أقرب صديق لنا أن تحذو حذو مثيلاتها من الدول وتسحب رعاياها من مصر بل والأدهى والأمر أن تمنع طائرات مصر للطيران من الهبوط فى مطاراتها .. فهل هذه مؤامرة أيضا ..!!
حتى كانت حوادث التفجيرات الأخيرة فى باريس وهنا خرج علينا مدعى نظرية المؤامرة أن العالم يتأمر على مصر وصديقاتها روسيا وفرنسا .. وأن ماحدث لفرنسا هو نتيجة وقوفها بجانب مصر .. إلا أن تعامل فرنسا مع الأمر أختلف تماما مع تعاملنا .. فلا ذكر لكلمة المؤامرة عندهم ولا ذكر لطابور خامس ولاذكر لكلمة أحنا أحسن ناس .. ولا كلمة ولايهمنا أولاند عندنا .. ولا تفويض ولاغيره .. أجراءات صارمة وفرض حالة طوارىء وأغلاق الحدود وتمشيط المنطقة بحثا عن شركاء للجناة .. أولاند يزور موقع التفجيرات بعدها بساعة ويبدأ فى أتخاذ الخطوات اللأزمة لمواجهة الأزمة .. لم يتوانى عن المتابعة ولم يتوانى الأعلام عن أبلاغ العالم بالحقائق ولم يكذب ولم يتجمل .. مثلنا تماما .. !!
إن ما حدث فى باريس ومصر ماهو إلا أنذار للعالم كله .. فالأرهاب سيطول الجميع .. وناره ستشتعل فى كل أنحاء العالم .. وستكون تلك هى بداية الحرب العالمية الثالثة .. تعاطف العالم مع روسيا ومع فرنسا .. ولم يتعاطف مع مصر .. ولكن أحنا كمصريين عاطفيين فتعاطفنا مع فرنسا وغيرنا بروفايلاتنا إلى علم فرنسا .. ولكن هل هذا يكفى لمواجهة الأرهاب .. لكن هل هذا يكفى .. لا أعتقد .. فياصديقى .. تعاطفك لوحده مش كفاية..!!