ثمانية أشهر مرت على انطلاق النسخة الثانية من “البيت بيتك” على قناة “TeN”، في عودة موفقة للبرنامج الذي أوجد لنفسه مكانًا على الساحة الإعلامية، وتميز بشكل خاص في إجراء عدة حوارت مع الوزراء وكبار المسئولين ورجال الأعمال، واستخلاص تصريحات شكلت بعضها حديث مواقع التواصل الاجتماعي في وقتها.
لكن اللافت أن هذه “الخبطات” كانت غالبًا بتوقيع الثنائي عمرو عبد الحميد، ورامي رضوان، بينما غاب العنصر النسائي الوحيد في البرنامج وهي الإعلامية إنجى أنور، عن إجراء مثل هذه الحوارات “التقيلة”، ففيما اتسمت غالبية الفقرات أو الحلقات التي تقدمها بالطابع “الخفيف”، الذي لا يظهر قدرات المُحاور، أُسندت أهم الملفات لزميليها.
على سبيل المثال لا الحصر، بزغ نجم عمرو عبد الحميد في مناقشة قضايا عدة، منها التي كشفها البرنامج بشأن وجود قطع أثرية مقلدة داخل المتاحف المصرية.. ومشادته مع وزير الأثار الدكتور ممدوح الدماطي، وكذلك حواره مع الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، عن “القرار” الذي تسبب في جدل كبير، والخاص بتمييز “أبناء الكبار” في توزيع طلاب التنسيق على الجامعات، ومواجهته بالإعلامية قصواء الخلالي، التي قال نصار إنها سبب إصدار هذا القرار.
أيضًا برز الإعلامي رامي رضوان في الشهور الأخيرة، وتمكن من انتزاع تصريحات أثارت الرأي العام، مثل ما قاله وزير العدل السابق، المستشار محفوظ صابر، عن أن ابن عامل النظافة لا يمكن أن يصبح قاضيًا، فحدثت ضجة دفعت الوزير للاستقالة تهدئةً للرأي العام. كذلك واجه “رضوان” الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التعليم، بأخطائه الإملائية التي كانت حديث مواقع التواصل الاجتماعي في نفس يوم تعيينه وزيرًا.
كما تعاون “عبد الحميد” و”رضوان” في تقديم تغطيات هامة غابت عنها “إنجي” مثل أهم حلقة في سلسلة متابعات قضية “طالبة الصفر” مريم ملاك، وكشف نتيجة تقرير الطب الشرعي الخاص بمريم قبل إعلانها رسميًا، وكذلك أجريا معًا حوارًا مع رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة.
والسؤال هنا لماذا لا تشارك “إنجي” في التغطيات والحوارات الهامة، رغم أن البرنامج يذاع يوميًا، وهناك فرصة للتنسيق بين محاوريه؟ هل هناك “تخصصات” في البرنامج، أم يوجد خلاف ما مع المذيعة؟ هل العنصر النسائي “مهضوم حقه” في “البيت بيتك”؟ أم يرى صانعوه أن دور “إنجي” يناسب إمكاناتها؟ وهل ارتضت هي هذا الدور؟ أم تسعى لتعميقه؟
بعيدًا عن طبيعة دور إنجي أنور في “البيت بيتك”، لم يساعدها طابعها الهادئ –في ظل غيابها عن الحوارات- على الحضور بشكل قوي على الشاشة. أيضًا في مقدمات حلقاتها، أحيانًا تكون الأحداث ساخنة، وفي حاجة لمن يحلل ويوضح ويتفاعل مع المُشاهد، إلا أن المذيعة تقدم نفس الأداء غالبًا، و”الحضور” و”التفاعل” لا يعنيان تقليد محترفي “الأفورة” من الإعلاميين، ولكن كما فعل الإعلامي عمرو عبد الحميد مثلًا، عندما قدم رئيس نادي الزمالك، قائلًا بوضوح وحضور عالٍ: “نحاور اليوم شخصية تبحث عن الأضواء”.
وفيما تستمر حلقات “البيت بيتك” داخل مصر وأحيانًا من خارجها -الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وروسيا- عبر سفريات “رامي” و”عمرو”، تبقى “إنجي” وحيدة في القاهرة ليظل السؤال طارحًا نفسه هل هي من اختارت أن تكون الضلع الأقل تأثيرًا في المثلث؟ أم أن الكواليس بها تفاصيل أخرى لا يعرفها متابعو البرنامج؟